ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي جاء فيها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما حسَنه المحدثون ومنها ما أقروا بضعفه، وعن موعدها وحكم الاحتفال بها، نتحدث في موضوعنا اليوم، بجانب التعرف على الطريقة الأفضل لإحياء تلك الليلة.
ليلة النصف من شعبان متى؟
شهر شعبان هو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال، وهو الشهر السابق لشهر رمضان المبارك، ومن المعروف أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة الـ15 من شعبان، وقد أعلنت دار الإفتاء بأن تلك الليلة المباركة سوف تبدأ من مغرب يوم الخميس الموافق 14 شعبان 1443هـ، الموافق 17 من مارس 2022م، وتمتد حتى فجر يوم الجمعة 15 من شعبان 1443هـ، الموافق 18 من مارس 2022م.
ما هو فضل ليلة النصف من شعبان؟
جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشهر شعبان أيَما اهتمام، ومنها، حديث أم المؤمنين عائشة: "لمْ أَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَصُومُ في شهرٍ أكثرَ من صِيامِهِ للهِ في شَعْبانَ، كان يَصُومُ شَعْبانَ إلَّا قَلِيلا، بَلْ كان يَصُومُهُ كلَّهُ".
الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: الألباني | المصدر: مختصر الشمائل
الصفحة أو الرقم: 256 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي رِوايةِ النَّسائيِّ مِن حديثِ أُسامةَ بنِ زيدٍ، فقال: «ذلك شَهرٌ يَغفُلُ الناسُ عنه بيْن رجَبٍ ورمضانَ، وهو شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأُحِبُّ أنْ يُرفَعَ عَمَلي وأنا صائمٌ».
ومن الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان: حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
اقرأ أيضاً: حكم الصيام في شهر شعبان وأبرز الأدعية المستحبة
حكم صيام يوم النصف من شعبان
وردت أسئلة كثيرة إلى دار الإفتاء تتعلق بحكم صيام هذا اليوم، وجاء الرد كالآتي: إن صيام التطوع محبب في جميع أوقات العام، بالطبع ما عدا الأيام التي يحرم بها الصيام، مثل أيام العيدين، ومن الشهور التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصيام فيها، رجب وشعبان.
أما فيما يتعلق باختصاص يومٍ معين من هذا الشهر بصومِ أو ذكرٍ مخصص، فقد جاءت الأحاديث بين الحسن والضعيف، ولم يصحح المحدثون أيً تلك الأحاديث، ولكن علماء المسلمين أقروا باستحباب إحياء الليالي بالصلاة والذكر وقراءة القرآن بشكلٍ فردي، وليس في جماعات، وهذا اقتداء برسولنا الكريم.
أما التساؤلات بشأن الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فقد جاءت الإجابة عنها قاطعة، بأنه لم يثبت في السنة أن الرسول أو صحابته، قد خصصوا يوماً أو ليلة بأي نوع من الاحتفال، ومن الأفضل الإكثار من الصيام طوال شهر شعبان أُسوةً برسولنا الكريم، ومن بين الأيام المحبب بها الصيام هو بالطبع يوم النصف من شعبان.