احتفالاً بشهر القراءة الذي يقام هذا العام تحت شعار «الإمارات تقرأ»، تنظم «مكتبة» التابعة لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي برنامجاً ثقافياً شاملاً يتضمن أكثر من 100 فعالية افتراضية وحضورية متنوعة تشمل برامج وندوات وورشاً قرائية ومسابقات طيلة شهر مارس.
ومن أبرز فعالياتها المخصصة لهذا الشهر، تُطلق «مكتبة» معرضها المتخصص «خزائن المعرفة في 50 عاماً» الذي يستعرض مسيرة المكتبات ودرورها في إثراء المشهد الثقافي والمعرفي في الدولة على مدار 50 عاماً، وذلك في مكتبة زايد المركزية في منطقة العين، سعياً إلى تسليط الضوء على جهود الرواد الأوائل في بناء وتطوير المكتبات العامة والخاصة والتخصصية في إمارة أبوظبي والدولة.
وسيقدم المعرض لزواره فرصة التعرف على البدايات الأولى للمكتبات في الدولة منذ نهايات القرن التاسع عشر، ومسيرة تطورها على مدار العقود التالية، ودورها المحوري في النهضة الثقافية التي شهدتها مختلف إمارات الدولة.
وقالت شيخة المهيري، مدير إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «نؤمن في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بأنّ مجالات القراءة والمعرفة والتنمية تتقاطع، ويعكس تنوع وثراء برنامجنا الحافل في شهر القراءة رؤيتنا الرامية إلى تعزيز وتنمية المجتمع في مختلف القطاعات، ويُعد معرض (خزائن المعرفة في 50 عاماً) دليلاً على مدى مواكبة مكتباتنا للتطور التكنولوجي الثقافي والمعرفي العالمي من خلال الخدمات التي نوفرها وفق أعلى المعايير الدولية بما في ذلك المكتبات الرقمية التي سهلت وصول جميع أفراد المجتمع إلى جميع الموارد المعرفية والعلمية باعتبارها أساساً لنمو المجتمع وتطوره».
ويستهدف برنامج «مكتبة» الطلاب والصغار واليافعين بشكل خاص باعتبارهم قادة وبناة المستقبل، حيث سيتم تنظيم عدد من ورش القراءة الشيقة والتفاعلية المتنوعة مثل «كهفي الصغير» و«قلم ملالا العجيب» و«فم إيناس» وغيرها الكثير، بهدف تنمية شخصيتهم وتعزيز مهاراتهم اللغوية ومداركهم الثقافية. كما سيتم تنظيم محاضرات وندوات تثقيفية وتوعوية لترسيخ انتماء الطلاب لهويتهم الوطنية ولغتهم العربية باعتبارها أداة أساسية للتعبير والإبداع.
وستستضيف «مكتبة» أيضاً عدداً من الكتاب والمبدعين أمثال الكاتبتين «باسمة المصباحي» و«خديجة قدسي» اللتين ستنظمان لقاءات حوارية مباشرة مع الطلاب لاستعراض أعمالهن ومسيرتهن الثقافية وكيف أسهم حبهن للقراءة في تنمية شخصياتهن.
ولإضفاء أجواء من المرح والترفيه على التجربة المعرفية، سيضم البرنامج عدداً من الورش الفنية وغيرها من الأنشطة التي ستساهم في صقل المهارات اليدوية للأطفال بأسلوب شيق وممتع، كما سينظم البرنامج فعالية «أذكياء ولكن صغار» التي ستشهد عدداً من المسابقات التي تهدف لتشجيع الطلاب على اكتساب أكبر قدر من المعلومات العامة.
كما سيكون أولياء الأمور والكبار على موعد مع برنامج ثقافي حافل بالمحاضرات والندوات والجلسات الحوارية المرتبطة بموضوع القراءة، وربطها بمفهوم السعادة، وأهميتها في مجالات البحث والتعليم، ومن بين هذه البرامج «صالون الجاحظ الأدبي»، و«ورشة السيرة الذاتية»؛ كما سيشهد برنامج «شهر القراءة الوطني» إطلاق عدد من مبادرات القراءة المخصصة لأصحاب الهمم في «نادي سفراء أصحاب الهمم».
وقالت فاطمة عبدالرحمن التميمي، قائد البرامج في إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «توازن فعاليات (مكتبة) المخصصة لشهر القراءة الوطني التوازن بين الفعاليات الافتراضية والحضورية بما يضمن شمولية البرامج ووصولها لأكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة، وسنركز هذا العام بشكل خاص على نشر ثقافة المكتبات الرقمية، وإبراز فوائدها ومزاياها للباحثين عن المعرفة من كافة الأعمار، وقد خصصنا في هذا الصدد محاضرات توعوية للطلاب عن القراءة الرقمية، بالإضافة إلى ورشة خاصة لتعريف الجمهور بالمكتبة الرقمية وكيفية الاستفادة منها».
وتعاونت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تنظيم هذا البرنامج مع عدد من الشركاء المرموقين في الدولة على المستويين المحلي والاتحادي مثل القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وزارة شؤون الرئاسة، دائرة الصحة – أبوظبي، هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، مركز الإحصاء – أبوظبي، وهيئة البيئة – أبوظبي، وذلك لضمان وصول هذه البرامج لأكبر شريحة ممكنة من فئات المجتمع.