الرؤية

سمع معظمنا بنظام سويفت في الآونة الأخيرة بعد أن كثر الحديث عنه في النشرات الإخبارية وتهديد الدول الغربية بإخراج روسيا من هذا النظام على خلفية حرب أوكرانيا التي اندلعت الشهر الماضي. لكن ما هو هذا النظام، وكيف يعمل؟ يجيب موقع Investopedia عن هذه التساؤلات كما يلي:

سويفت للحوالات النقدية الإلكترونية

إذا أردت أن تحول أموالاً إلى الخارج، فمن السهل القيام بذلك عن طريق الذهاب إلى أحد المصارف وطلب تحويل النقود إلى أي مكان في العالم. ويتم ذلك عن طريق سويفت التي تعني جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك. وهذا النظام عبارة عن شبكة من المراسلة الضخمة التي تستخدمها المصارف والمؤسسات المالية الأخرى لتقوم بإرسال المعلومات واستقبالها بسرعة ودقة وأمان، ويشمل ذلك تعليمات نقل الأموال.

في عام 2021، أرسلت أكثر من 11000 مؤسسة عضو في نظام سويفت العالمي ما متوسطه 42 مليون رسالة يومياً من خلال الشبكة، بزيادة بلغت نسبتها 11.4% مقارنة بالعام السابق 2020.

رغم أن سويفت أصبحت تشكل جزءاً حاسماً من البنية التحتية المالية العالمية، إلا أنها ليست مؤسسة مالية بحد ذاتها؛ فهي لا تحمل الأصول أو تحولها، بل تكمن فائدتها في قدرتها على تسهيل الاتصال الآمن والفعال بين المؤسسات الأعضاء.

رمز سويفت

أخبار ذات صلة

خطة مبتكرة من ماسك لزيادة إيرادات تويتر
أبل تعتزم تقديم شاشة حاسوب ماك تعمل باللمس


تعطي سويفت رمزاً فريداً لكل مؤسسة مالية، ويتكون هذا الرمز من 8 خانات أو 11 خانة. ويعتبر هذا الرمز معرفاً للمصرف الذي يملكه. ولكن عملية إعطاء الرمز لا تتم بصورة عشوائية، بل تجري حسب عملية منظمة؛ فالخانات الأربع الأولى ترمز إلى اسم المؤسسة المالية أو المصرف، والخانتان التاليتان ترمزان إلى الدولة التي ينتمي إليها المصرف، ثم تأتي خانتان ترمزان إلى موقع / مدينة المصرف، وهي المدينة التي يقع فيها الفرع أو المقر الرئيسي. وهناك 3 خانات إضافية تعتبر اختيارية، تستخدمها المصارف لترمز إلى فروعها.

عملية تحويل الأموال دولياً

لنفترض أن شخصاً ما في دبي يريد أن يرسل أموالاً إلى صديق له في إيطاليا، فكل ما عليه فعله هو الذهاب إلى مصرفه في دبي ومعه رقم حاسب صديقه في المصرف الذي يتعامل معه وكذلك رمز سويفت الخاص بذلك المصرف، سيقوم المصرف المرسل في دبي بإرسال رسالة سويفت لتحويل الأموال إلى المصرف الإيطالي عبر شبكة سويفت. وعندما يستلم المصرف الإيطالي رسالة سويفت عن المال الذي استلمه، سيقوم بقيد تلك الأموال المستلمة إلى حساب الصديق الموجود في إيطاليا.

ورغم قوة سويفت وموثوقيتها العالية، إلا أنها تبقى مجرد نظام للمراسلة فقط. ولذلك لا تبقي سويفت لديها أية أموال أو أوراق مالية، ولا تدير حسابات للعملاء. بعبارة أخرى، تعمل سويفت بمثابة وسيط بين المؤسسات المالية.

العالم قبل سويفت

قبل اعتماد نظام سويفت، كان التليكس هو الوسيلة الوحيدة المتاحة لتأكيد الرسائل من أجل تحويل الأموال دولياً. لكن مشكلة تيليكس أن سرعته كانت منخفضة وينطوي على مخاوف أمنية. بعبارة أخرى، لم يكن لدى تيليكس نظاماً موحداً من الرموز مثل سويفت لتسمية المصارف ووصف المعاملات. كان يتوجب على مرسلي التيليكس أن يصفوا كل معاملة في الجمل التي كانت تتم ترجمتها بعد ذلك وتنفيذها من جانب المتلقي. وأدى هذا إلى الكثير من الأخطاء البشرية وكذلك استغراق وقت أطول في تنفيذ المعاملات، قبل ابتكار نظام سويفت عام 1973. وجاء ذلك بعد أن شكلت 6 مصارف دولية كبرى جمعية تعاونية لتشغيل شبكة عالمية من شأنها أن تنقل الرسائل المالية بطريقة آمنة وفورية.

أهم الجهات التي تستخدم سويفت

لا يقتصر استخدام سويفت على المصارف فقط، بل تحتاجه عدة مؤسسات مالية أخرى، مثل مؤسسات الوساطة ودور التجارة، والمتعاملين بالأوراق المالية، وشركات إدارة الأصول ومؤسسات الإيداعات النقدية، وشركات الصرافة، والمشاركين في أسواق الخزينة ومزودي خدماتها، وشركات صرف العملة الأجنبية والوسطاء الماليين.

تأثير إخراج روسيا من نظام سويفت

يتساءل الكثير من الناس هذه الأيام عن تأثير حظر المصارف الروسية وحرمانها من استخدام نظام سويفت. عندما يتم منع مصرف من استخدام سويفت، فذلك يعني أن المصرف لن يعود قادراً على التعامل مع بقية المصارف في العالم. ويصبح هذا المصرف في هذه الحالة غير قادر على تنفيذ المعاملات المالية له ولعملائه مع الأجانب والوفاء بالتزاماته واستلام الدفعات مقابل الصادرات أو تقديم اعتماد قصير الأمد مقابل الواردات. ويمكن لهذه الخطوة أن تؤدي إلى شلل في جميع قطاعات الاقتصاد المرتبطة بالتجارة والأنشطة المالية الدولية، حسبما شرح ذلك موقع Marketwatch.

جدير بالذكر أن عدداً من المصارف الروسية قد تم حرمانها من استخدام نظام سويفت، وليست جميع المصارف، لأن إخراج روسيا بأكملها من نظام سويفت سيمنع صادرات النفط والغاز الروسية من الوصول إلى الأسواق الخارجية التي تحتاج إليها.