منورة عجيز

دعا فنانون ناشئون، الجهات الثقافية إلى عقد دورات وورش لتبسيط تقنية استخدام الرموز غير القابل للاستبدال في الأعمال الفنية، لا سيما أنها آخذة في التصاعد وباتت تمثل مستقبل الاقتناء الفني، وإحدى الوسائل التي يمكن أن تمثل مصدر دخل كبيراً وسريعاً للفنانين.

في الوقت نفسه دعت مؤسسة أبوظبي للفنون ADA، المبدعين الإماراتيين، إلى استخدام منصتها هارت للثقافة والفنون الرقمية HART وبصورة مجانية، من أجل الترويج لأعمالهم التي تعتمد على تقنية NFT.

وكشف مسؤولو منصة «هارت» لـ«الرؤية» عن أنهم يعملون حالياً على تحديد نقاط عرض حية للوحات والمعروضات الفنية في مناطق مختلفة من الدولة باستخدام نظام ذكي ومستدام من أجل إيصال الأعمال التي تعتمد على تقنية NFT إلى الجمهور، مشيرين إلى أن المنصة تعمل على استقبال ترشيحات وطلبات المهتمين من الطلاب والفنانين الناشئين للاشتراك في المشروع.

لكن ما المقصود بالرمز غير القابل للاستبدال والذي يُختصر بـNF:

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

من الأعمال التي تعتمد على تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال المعروضة في «آرت دبي».


الرمز غير القابل للاستبدال (NFT) هو وحدة بيانات فريدة وغير قابلة للاستبدال مخزنة في سجل رقمي بتقنية بلوك تشين يمكن استخدامها لتمثيل أو تجسيد العناصر القابلة للاستنساخ بسهولة مثل الصور والصوت ومقاطع الفيديو وأنواع أخرى من الملفات الرقمية كعناصر فريدة (مماثلة لشهادة الأصالة)، لإنشاء إثبات ملكية مؤكدة وعامة.

وتتميز هذه الرموز عن غيرها من العملات المشفرة مثل بيتكوين وإيثريوم بأنها غير قابلة للاستبدال.

ومنذ إطلاق أول بادرة رموزNFT عام 2015 نمت قيمتها بشكل تصاعدي وحققت طفرة هائلة في العام الماضي، بعد أن تجاوزت المبيعات 25 مليار دولار، مقارنة بـ94.9 مليون دولار فقط في العام الأسبق.

وأعطت المبيعات في ربع السنة الأولى مؤشراً على تلك الطفرة بعد أن تضاعفت المبيعات أكثر من 20 ضعفاً لتتجاوز ملياري دولار.

وتتركز الانتقادات حول هذه التقنية في انبعاثات الكربون المرتبطة بالتحقق من صحة معاملات البلوك تشين، وإساءة استخدامها في عمليات الاحتيال الفنية.

وبصفة عامة الـNFT هي وحدة من البيانات المخزنة في السجل الرقمي، وتسمى بلوك تشين بحيث يمكن بيعها وتداولها.

الترويج لتجارة اللوحات

حامد السويدي.


أوضح رئيس مجلس أمناء الإمارات يونايتد ومؤسسة أبوظبي للفنون ADAS الراعي الرسمي لمنصة HART، الدكتور حامد بن محمد السويدي، أن المنصة تتيح للزوار ومحبي الفنون فرصة الاطلاع على المعروضات المختلفة والتواصل المباشر مع الفنانين المشتركين فيها والتداول بالعملات الرقمية الموثوقة، منوهاً بأن المنصة تتبنى تقنية «البلوك تشين» ونموذج اشتراك عضوي يحتوي على مزايا فريدة وصالات عرض بلاتينية وذهبية.

وأكد أن المؤسسة تعمل على تطوير المنصة بشكل مبتكر وفعال بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات المتمثلة في تطبيق وتطوير التكنولوجيا والتحول الرقمي في جميع المؤسسات لتأصيل الدور الفني والثقافي للإمارات دولياً.

ونوه السويدي بأن المنصة تلعب دوراً كبيراً في تشجيع وإبراز تجارة اللوحات الفنية ونشر ثقافة الاقتناء وتشكيل ذائقة فنية جديد في المجتمع، واصفاً المنصة الرقمية بأنها جسر تواصل بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم وملتقى إبداعي أسهم في نشر الفنون والتعريف بالمبدعين.

واعتبر «هارت» منصة عالمية ذات رؤية واضحة أتت في إطار مبادرة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط تم تنفيذيها في إمارة أبوظبي، حيث باتت مصدراً موثوقاً للمعلومات والقطع الفنية التي تعرض وتباع.

ولفت السويدي إلى أن منصة هارت بادرت بتبني ودعم عدد كبير من الفنانين الناشئين الإماراتيين والمقيمين من مؤسسات تعليمية مختلفة، حيث وفرت لهم مساحات مجانية لعرض لوحاتهم ودعمت ظهورهم في مختلف وسائل الإعلام لإيصال أعمالهم لقاعدة جماهيرية أكبر، الأمر الذي يتيح لهم وتبادل الخبرات مع فنانين آخرين ويعزز من التواصل الثقافي محلياً وعالمياً.

مواكبة المستقبل

من الأعمال التي تعتمد على تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال المعروضة في «آرت دبي».


ترى مساعد رئيس قسم المطبوعات والتربية المتحفية في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، الفنانة والقيمة الفنية آلاء إدريس، أن هناك حاجة ماسة لتوعية الفنانين بماهية تجارة الأعمال الفنية عبر تقنية NFT، فضلاً عن دعم الفنانين الرقميين الناشئين حتى يتمكنوا من مواكبة مستقبل الفنون بالعالم، ويطلعوا عليه عن قرب.

ولفتت إلى أن معظم أعمالها الفنية «رقمية»، ولكنها ومع ذلك لم تدخل بعد في مجال بيع الأعمال الفنية بـNFT، مشيرة إلى أن فكرة بيع الأعمال الفنية بالاعتماد على هذه التقنية ما زالت جديدة على المستوى المحلي، وبحاجة إلى تسليط مزيد من الضوء عليها.

ودعت الجهات الثقافية المختلفة إلى الاستعانة بعدد من الخبراء العالميين في هذا المجال من أجل عقد وتنظيم دورات وورش عمل متخصصة لمساعدة الفنانين الراغبين في الدخول إلى هذا العالم.

عالم متجدد

مايا خليل.


تتفق القيمة الفنية مايا الخليل، مع الآراء التي تقول إن الأعمال المعتمدة على تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال، تمثل مستقبل العمل الفني، لكنها تعترف بأن هذا العالم ما زال جديداً بالمنطقة، مؤكدة على أهمية توعية الأجيال الحالية والناشئة بتلك التقنية الحديثة.

وأكدت الخليل، أن عالم الفنون يتجدد ويتطور مع الوقت والزمن، الأمر الذي يتيح فرصة الانتشار أمام الموهوبين ويساعدهم في دخول عوالم فنية جديدة.

ولفتت إلى أنه يمكن توعية الفنانين وأفراد المجتمع على الأساليب الفنية الجديدة من خلال عقد ورش فنية متخصصة تقدمها المراكز الثقافية بالدولة أو عبر تنظيم معارض فنية متخصصة في مجال بيع الأعمال الفنية بالعملات الرقمية.

مصدر دخل

آلاء السيد.


تتطلع الفنانة التشكيلية والرقمية الناشئة، آلاء السيد، إلى دخول عالم الفن بالعملات الرقمية في المستقبل، من أجل أن تفتح لها مصدراً للدخل المستقل، منوهة بأن هذه التقنية قد تكون بوابتها للانتشار على المستوى العالمي.

وأكدت شغفها بمتابعة الأخبار المتعلقة ببيع الأعمال الفنية بهذه التقنية عبر المواقع الإلكترونية المختلفة بهدف التوعية الذاتية وكاجتهاد شخصي منها لكي تواكب كل جديد في ذلك القطاع.

وأكدت أن هذه التقنية دفعتها إلى العمل على تنمية موهبتها ومهاراتها في مجال التصميم الغرافيكي والرقمي، مشيرة إلى أن أبحاثاً عدة أكدت أن ذلك القطاع سيشكل مصدراً للدخل في المستقبل لمعظم الفنانين بالعالم، حيث يدر أرباحاً جيدة، سواء للفنانين أو المقتنين والمستثمرين في القطاع.

إبهار وتجلٍّ

من الأعمال التي تعتمد على تقنية الرموز غير القابلة للاستبدال المعروضة في «آرت دبي».


حققت مبيعات الرموز غير القابلة للاستبدال أو NFT في 2021، 25 مليار دولار في طفرة مبيعات هائلة تشير إلى أن تلك الرموز هي مستقبل الملكية في عالم الإنترنت.

وانبهر العالم عندما وصلت أغلى عملية بيع لتلك الرموز غير القابلة للاستبدال إلى 69.3 مليون دولار في 2021 وكانت للوحة Every Day: The First 5000 Days أو كل يوم: أول 5000 يوم للفنان مايك وينكلمان.

ولم يمر وقت طويل حتى تحققت أغلى عمل بيع على الإطلاق تحت عنوان Pak’s The Merge الذي تم شراؤه من قبل 30 ألف شخصاً في 2 ديسمبر 2021 بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 91.8 مليون دولار.

وحفز الانتشار السريع والأرباح الهائلة لتلك الرموز عدداً من أفضل العلامات التجارية في العالم، بما في ذلك كوكاكولا وجوتشي لبيع منتجات بتلك التقنية.