محمود محمد

أوقفت بورصة لندن للمعادن التداول في سوق النيكل بعد ارتفاع أسعار غير مسبوق ترك شركات الوساطة تعاني من سداد عمليات إغلاق مراكز البيع على المكشوف المفتوحة، وسط ضغوط هائلة ورطت أكبر منتج للنيكل بالإضافة إلى بنك صيني رئيسي.

وارتفع النيكل، المستخدم في الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية، بنسبة تصل إلى 250% في غضون يومين ليتم تداوله لفترة وجيزة فوق 100000 دولار للطن في وقت مبكر من يوم الثلاثاء.

وبحسب وكالة بلومبيرغ الإخبارية، جاءت هذه الخطوة المسعورة -وهي الأكبر على الإطلاق في تاريخ بورصة لندن للمعادن- حيث سارع المستثمرون والمستخدمون الصناعيون الذين باعوا المعدن لإعادة شراء العقود بعد أن ارتفعت الأسعار في البداية بسبب مخاوف بشأن الإمدادات من روسيا.

وأتى ذلك في ظل المخاوف من اضطراب الإمدادات القادمة من روسيا أحد أكبر منتجي المعدن الحيوي في العالم، في حين تتوسع إندونيسيا وهي ضمن المنتجين الرئيسيين للنيكل في العالم في إقامة المصاهر لتحويل الخام إلى منتج ذي قيمة مضافة منذ قررت حظر تصديره كخام في 2020.

وستثير هذه الكارثة ذكريات الفترة الأكثر ظلمة في بورصة لندن للمعادن، «أزمة القصدير» لعام 1985، والتي أدت إلى تعليق بورصة تداول القصدير لمدة 4 سنوات وقادت العديد من الوسطاء إلى ترك العمل، والذي كان مدفوعاً حينها بانهيار مجلس القصدير الدولي، وهو هيئة مدعومة من 22 حكومة وانهارت عندما لم يعد بإمكانها الاستمرار في دعم سعر القصدير.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

من جانبه، قال السمسار في كينغدوم فيوتشرز، مالكولم فريمان، الذي بدأ مسيرته المهنية في بورصة لندن للمعادن في عام 1974، «هذه هي المرة الثانية التي يتم وقف التداولات فيها بعد أزمة القصدير».

وتابع: "غالباً ما يتخذ التجار وعمال المناجم والمعالجات صفقات بيع في البورصة كتحوط لمخزونهم المادي من المعدن، وأوضح أنه من الناحية النظرية، يتحرك أي سعر في الأسهم المادية ومركز التبادل يجب أن يلغي بعضهما البعض، وأشار إلى أنه عندما ترتفع الأسعار بشكل حاد، يحتاج أي شخص يشغل مركزاً قصيراً في البورصة إلى إيجاد مبالغ أكبر من الضمانات لدفع طلبات الهامش.

وأكد أنه يجب على التجار والسماسرة إيداع النقود والأوراق المالية المعروفة باسم «الهامش» بشكل منتظم لتغطية الخسائر المحتملة على مراكزهم، وأوضح أنه إذا تحرك السوق ضد هذه المراكز، فإنهم يتلقون «نداء هامش» يطلب المزيد من الأموال، وإذا فشلوا في الدفع، فقد يضطرون إلى إغلاق مركزهم.

يشار إلى أن أسعار معدن النيكل ارتفعت خلال تعاملات أمس الاثنين في بورصة لندن للمعادن بنسبة 82% مسجلاً مستوى قياسياً جديداً عند 52700 دولار للطن، وكان هذا هو أعلى مستوى منذ بدء تداول العقود الآجلة للنيكل قبل 35 عاماً.