محمود محمد

فقدت القيمة السوقية للعملات الرقمية المشفرة نحو 110 مليارات دولار خلال تعاملات الجمعة، مع زيادة المخاوف والتراجع الحاد في شهية المخاطرة من الوضع الجيوسياسي بالعالم وتصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما دفع المتعاملين للتخلص من الأصول التي تحمل مخاطر عالية، فضلاً عن إعلان بنك الشعب الصيني المضي قدماً في مهاجمة تلك العملات، تزامناً مع اقتراب الفيدرالي من رفع الفائدة أكثر من 5 مرات لمواجهة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى منذ 40 عاماً.

وبحسب بيانات موقع «كوين ماركت كاب»، المختص برصد أداء العملات الرقمية، فإن القيمة السوقية للعملات المشفرة تراجعت لتصل إلى نحو 1.81 تريليون دولار بحلول الساعة 08:00 مساءً بتوقيت الإمارات خلال تعاملات يوم الجمعة، مقارنة بـ1.91 تريليون دولار بنهاية تعاملات يوم الجمعة 25 فبراير الماضي.

وخلال تعاملات الجمعة، هبطت قيمة عملة «بيتكوين»، بنسبة 4.35% وذلك بعدما هبط سعرها إلى مستوى 40.61 ألف دولار. وهبطت عملة «إيثريوم» 5.5%، لتصل إلى 2.663 ألف دولار، وتراجعت عملة «تيثير» طفيفاً بنسبة 0.02% إلى مستوى 1.0001 دولار.

وتراجعت عملة «كاردانو» 3.95% لتصل إلى 0.8651 دولار، كما ارتفعت عملة «بلوكادوت» 7.3% إلى مستوى 17 دولاراً.

ونزلت عملة «سولانا» في تلك الساعة من تعاملات اليوم 91.05% إلى مستوى 91.002 دولار. وهبطت عملة «ريبيل» نسبة 2.64% إلى 0.72968 دولار.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022

كما تراجعت عملة «شيبا إينو» 4.75% بعدما هبط سعرها إلى مستوى 0.0000241 دولار، ونزلت عملة «دوغكوين» 2.6% بعدما تراجع سعرها إلى مستوى 0.12621 دولار.

وتأتي التراجعات القوية بسوق العملات الرقمية خلال تعاملات الجمعة متناغماً مع ما يحدث بالأسواق العالمية، وخصوصاً الأمريكية التي شهدت هبوطاً حاداً مع تراجع أسهم التكنولوجيا التي ستكون أكثر متضرر بسوق الأسهم من رفع الفائدة أكثر من مرة، إضافة لتصاعد الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، ولاسيما بعد أن تم مهاجمة محطة زابوريجيا لإنتاج الطاقة النووية وهي أكبر محطة نووية في أوروبا.

كما أتى ذلك الهبوط مع تأكيد بنك الشعب الصيني أنه لن يتوقف عن مهاجمة العملات الرقمية ومحاولة تقويضها سواء التداول أو عمليات التعدين، كما أنه توعد أن يستمر في تدمير العملات الرقمية. يذكر أن الصين اتخذت اتجاهاً معادياً للعملات الرقمية منذ أكثر من 9 أشهر، عندما أعلنت حظرها عمليات التعدين والتداول، وأنها أصبحت مرفوضة قانوناً.

وتتكاثر الهجمات على العملات الرقمية في الآونة الأخيرة بسبب استخداماتها اللا شرعية من جانب روسيا لحفظ الأموال وتداولها بعد محاولة العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية تضييق الخناق على الاقتصاد الروسي ورجال الأعمال الروس.

وقال بنك الشعب الصيني، البنك المركزي للبلاد، في مذكرة حديثة أن حصة الصين في معاملات البيتكوين العالمية (BTC) قد انخفضت بسرعة من أكثر من 90% إلى 10%.

وأصدر مكتب الاستقرار المالي للبنك المركزي الصيني مذكرة شاملة يوم الأربعاء الماضي تناقش تأثير حملة التشفير على الأسواق المالية. زعم الإشعار الرسمي أن جميع عمليات التبادل بين الأفراد في البلاد قد تم القضاء عليها، مما حد في النهاية من الضجة حول معاملات العملات الرقمية.

تعد الصين من بين الدول القليلة التي حافظت على موقف عدواني صريح ضد استخدام العملات الرقمية منذ البداية. جاء أول حظر في البلاد في عام 2013 عندما منع البنوك من التعامل مع معاملات البيتكوين.