أحمد الشناوي

طموح وهدف مستقبلي يضعه نصب عينيه، يعمل ويسعى للنيل منه، لم يكترث الشاب المصري كريم الجندي للتحديات التي قد توجه مشواره للوصول إلى حلمه، بل آثر العمل الخاص على البحث عن وظيفة ثابته ومرتب محدد، وكانت البداية قبل 6 سنوات عندما أسس شركته المتخصصة في تخليص المعاملات وتقديم الخدمات للأفراد والمشروعات الناشئة في دولة الإمارات.

يرى الشاب البالغ من العمر 30 عاماً، أن دولة الإمارات بلده الثاني، خصوصاً أنّه عند سفره إليها وجد فيها المكان المناسب لتحقيق طموحه على أرض الواقع، بسبب المعاملة الجيدة من مواطني الدولة تجاه الجميع بلا تمييز، فضلاً عن الأمن والأمان الذي يتمتع به كل أفراد المجتمع الإماراتي، ومنها كانت بداية رحلته بمجال ريادة الأعمال بـ50 ألف درهم رأس مال تأسيس شركته.

وأكد كريم لـ«الرؤية»، أنه فقط في دولة الإمارات يمكن إصدار رخصة إنشاء شركة في مدة أقل من 24 ساعة، وهذا إنجار كبير في دولة وصلت إلى المريخ وطموحها لم يتوقف عند ذلك فقط، ما يجعل الشباب العرب يحلمون ويفكرون ويأتون إلى الإمارات لتحقيق الإنجاز العملي، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات العالمية كانت صغيرة وبدأت في دولة الإمارات، وأصبحت اليوم من أكبر الشركات العالمية.

وذكر أن مناخ ريادة الأعمال في الإمارات يُنمي مهاراته الاقتصادية والإبداعية، ويساعد على النجاح بأي مجال من المجالات الاقتصادية المختلفة، خصوصاً أن الإمارات تشتهر في الأوساط الاقتصادية بأنها بيئة جاذبة للاستثمار بأنواعه سواء للمشروعات الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة.

اكتساب خبرة خلال 6 سنوات

وقال كريم إن المشروع يعمل على تقديم حزمة من الخدمات المتنوعة للمشروعات النامية منها «خدمات المحاسبة، وتخليص المعاملات»، إضافة إلى خدمات تخليص المعاملات وتأسيس الشركات والعلامات التجارية، مشيراً إلى أن خبرته في هذا المجال التي تبلغ 6 سنوات وعلاقاته المتشعبة مع العديد من المؤسسات المحلية والاتحادية، أسهمت في نجاح مشروعه الذي بدأ يتنامى بفضل سمعة الخدمة المقدمة لعملاء المركز.

أخبار ذات صلة

«اصنع في الإمارات» يسجل 32 اتفاقية وصفقات محتملة بـ 110 مليارات درهم
شرطة أبوظبي تطلق «صيف بأمان 3» لتعزيز الوقاية والسلامة


وأضاف أنه حريص على متابعة المستجدات في القوانين والخدمات الحكومية الإلكترونية لخدمة المتعاملين بأفضل الوسائل المطروحة، مشيراً إلى أنه اتخذ فكرة إنشاء هذا المشروع في عام 2018، لكنه لم يُقم بخطوات تأسيس المشروع إلا بعد دراسة جيدة للسوق، ومعرفة قدرته على نجاح هذا المشروع.

ولفت إلى أنه بدأ منذ ذلك الوقت في وضع خطة تأسيس المشروع والإمكانات المطلوب توافرها في هذا المشروع، موضحاً أنه في نهاية عام 2020 اتخذ الخطوات الأولية لتأسيس المشروع برأس مالٍ لا يتعدى 50 ألف درهم، واضعاً في اعتباره تحقيق المشروع لنجاحات كبيرة، خلال فترة عامين من تأسيس المشروع حتى يتسنى له زيادة رأس مال الشركة؛ ليصبح أضعافاً مضعفة.

التطلع لتأسيس فروع بإمارات الدولة

وأكد الجندي أنه يطمح إلى زيادة رأس مال المشروع في بدايته، وتأسيس 6 فروع أخرى للمشروع بحيث يكون في كل إمارة من إمارات الدولة فرع لشركته الأساسية، وهذا هو طموحه في المستقبل في دولة لا تعرف إلا الطموح والنجاح والمستقبل، وهذا ما نشاهده في القوانين التي تصدرها دولة الإمارات، التي تشجع على الاستثمار وتنمية المشروعات الاقتصادية.

وأوضح أن التسهيلات كبيرة في إقامة المشروع، حيث إن من الممكن أن تصدر رخصة لأي شركة في أقل من 24 ساعة، وهذا إنجار كبير لا يوجد إلا في دولة الإمارات، التي وصلت إلى المريخ وطموحها لا يتوقف عند ذلك فقط، فطموحها أكبر من ذلك بكثير، ما يجعلنا كشباب عرب نطمح ونحلم ونفكر كيف نطور أعمالنا للوصول إلى العالمية؟، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات العالمية كانت صغيرة وبدأت في دولة الإمارات، وأصبحت اليوم من أكبر الشركات العالمية.

ونوه بأن الصعوبات التي وجهته في بداية المشروع، تمثلت في الخوف والقلق من الفشل، خصوصاً أنه في سن الشباب، مضيفاً أن أغلب الأصدقاء والأهل أقنعوه بالعمل كموظف بعيداً عن فكرة إنشاء مشروع؛ لأنها مخاطرة كبيرة في ظل الظروف الصعبة وانتشار كورونا، ووجود الكثير من شركات تخليص المعاملات في الدولة، لكنه كان مؤمناً بأن دولة الإمارات سوق كبيرة وحرة لنجاح أي مشروع.

مخاطرة افتتاح مشروع

قال الجندي إن المخاطرة بفتح مشروع في دولة الإمارات لا تتخطى نسبة 10%، وهذه النسبة صغيرة جداً، مقارنة بأماكن أخرى في دول العالم، لذا قرر اتخاذ هذه الخطوة، وتأسيس مشروعه في ظل التسهيلات الكبيرة، التي تقدمها الدولة للمشروعات الناشئة أو المشروعات الشّابة.

وأضاف أنه لم يلجأ إلى الاقتراض من الأصدقاء أو التمويل البنكي في بداية مشروعه رغم التسهيلات المالية التي تقدمها البنوك من أجل المساعدة في فتح المشروع، وتنمية الأعمال، لكنه يفضل أن تكون البداية من جيب الشخص نفسه حتى لو كان رأس المال صغيراً، ثم بعد فترة في حال تحقيق المشروع نجاحات في العام الأول من الممكن أن يلجأ إلى التمويل البنكي لتوسعة مشروعه واستغلال نجاح المشروع، لأنه في ذلك الوقت سيكون اكتسب خبرات عملية كبيرة؛ لأن دراسة الجدوى شيء والواقع شيء مختلف، إذ تساعدك دراسة الجدوى على إدارة المشروع بنسبة 50%، أما على أرض الواقع فهي 50% وهذا هو الأهم.

وعن تحمل ريادة الأعمال مخاطر أكبر من المشروعات الصغيرة، أضاف كريم أن هناك فرقاً كبيراً بين رائد الأعمال وصاحب المشروع الصغير؛ لأن رواد الأعمال يمتلكون درجات عالية من الإبداع والتوجه؛ لإيجاد حلولٍ جديدة عن طريق إيجاد فرص تحقق عوائد مادية له، كما أن رائد الأعمال لم يكن يعرف أن فكرته ستنجح أم لا، وهل يستطيع تعويض خسارته ويحقق مكاسب كبيرة، لذا فمكاسب ريادة الأعمال تكون كبيرة جداً، وكذلك خسارتها تكون كبيرة جداً.

وشدد على أنه «يجب على رائد الأعمال أن يكون مغامراً ومخاطراً بشكل كبير، وإذا كان يبحث عن الربح المضمون، فالنصحية أن يفتح مشروعاً صغيراً؛ لكي تكون مخاطرة أقل وربحية أقل، وعلى رائد الأعمال أن يقرر هل يستطيع تحمل المخاطرة أم لا».

فرص مجزية لجيل الشباب

وأشار إلى أن قطاع ريادة الأعمال يتيح الكثير من الفرص المجزية، ورسم مستقبل واعد لجيل الشباب، وأصبحت ريادة الأعمال المسار المهني المفضل لفئات واسعة من الشباب، إذ يفضل الخريجون الشباب في الإمارات حالياً، تأسيس مشاريع أعمالهم أكثر من أي وقت مضى، موضحاً أن عدد رواد الأعمال وصل إلى ملايين على مستوى العالم.

وأكد أن ذلك يعد مؤشراً جيداً على أن ريادة الأعمال بدأت في التوسع والانتشار بين فئة الشباب على المستويين الوطني والعالمي، ويدعم رواد الأعمال حول العالم عبر شركاتهم الناجحة النمو والتنوع الاقتصادي لبلدانهم، لمساعدتهم على أن يصبحوا رواد أعمال ناجحين.

وعن مهارات نجاح أي مشروع، أكد كريم أن هناك الكثير من المهارات ومنها مهارة التخطيط، قصير المدى، والمتوسط المدى، وطويل المدى، فلا يمكن البدء في إنشاء مشروع دون خطة طويلة المدى، وهذه من المهارات اللازمة حقاً في الشركات اليوم، خصوصاً في الوظائف الاستشارية مثل قطاع التخطيط في إحدى الشركات، قائلاً: «يجب أن تعرف دوماً مسارك، وأين أنت منه تحديداً».

بناء العلاقات العامة

ونوّه بمهارات التواصل مع الآخرين، وبناء العلاقات العامة، إذ لا يمكن في الواقع أن يكون تواصلك سيئاً مع الآخرين، ومن ثمَّ يأتيك النجاح في عالم الأعمال، فالأساس أن تكون شخصاً يدرك جيداً مدى تواصله مع الأشخاص المعنيين، وأن يحدد كيف يكون ذلك التواصل مناسباً مع طبيعة كل شخص أو جهة، بل وقبل ذلك تحديد الهدف وتوقع النتيجة المناسبة عند حدوث ذلك الاتصال.

وأكد على مهارة تقبل الرفض، إذ لا يمكن أن يتم طرح الشركة في السوق، خصوصاً إذا كانت فكرة جديدة، دون أن تتعرض للرفض.

وقدم كريم نصيحة للشباب بالصبر على الأمور يثقلها، وأن ذلك من عزائم الأمور، ولا يوجد إنسان يستطيع الإلمام بكل شيء في البداية أو حتى مع تراكم الخبرات، لكن الأخطاء التي تحدث يجب التعلم منها، بل وعند تكرارها بشكل مختلف فهذا يكسب الخبرة اللازمة للنجاح.