أصبح التسويق عن طريق المؤثرين عنصراً مهماً في استراتيجية التسويق لأكثر من عقد من الزمان، وعلى الرغم من أنني ما زلت أراه طريقة ناشئة لتواصل الماركة التجارية مع جماهير المستهلكين، إلا أن الكثير من المُسوقين لا يزالون يضيفونه إلى مزيجهم التسويقي.
وبصرف النظر عمّا نعتقده عن هؤلاء المؤثرين، خاصة في الشرق الأوسط، وتشككنا في «تأثيرهم» الفعلي وربما تعب بعضنا من جودة المحتوى الذي يقدمه المؤثر إلى درجة أن أصبح هناك صفحة ساخرة على الإنستغرام ذات انتشار كبير، تخصصت في أخطاء هؤلاء المؤثرين الذين يعجز بعضهم حتى عن نطق اسم الماركة صحيحاً.
يبدو أن المستهلكين قد تعبوا من اعتمادات الماركات التي يروج لها المؤثرون؟ خاصة ان المؤثرين غالباً ما يروجون لنفس المنتج من علامات تجارية مختلفة بشكل يشكك في مصداقيتهم.
هذا يُفقد التسويق المؤثر ميزته ويضعه في مكانة لعبة وصول قصيرة الأمد بدلاً من التأثير في وعي المستهلك بالعلامة التجارية. أصحاب العلامات التجارية لا يستطيعون اليوم الاعتماد على هذه الاستراتيجية التقليدية للمؤثرين والمخاطرة بمصداقية علاماتهم التجارية.
إن العالم يشهد ظهور أسلوب تسويقي يشترك فيه المؤثر مع مجتمع المستهلكين بشكل اكثر واقعية، وهذا هو أساس وسائط التواصل الاجتماعي، فقرار الشراء يكون أسهل على المستهلك عندما تكون الاعتمادية ليست مبنية على المؤثر الواحد وإنما على مجموعة ذات تفاعل واهتمام بالمنتج. هذا يجعل من المعلومات أصيلة أكثر وجديرة بالثقة.
مثلاً، بدأت هواية ركوب الدرجات الهوائية وأنت بحاجة إلى دراجة جديدة، فالأغلب أنك ستبدأ بسؤال الأشخاص الذين يمارسون هذه الهواية عن أي دراجة يوصون بها.
هذا هو أساس مجتمعات الإنترنت؛ يتشارك الأعضاء في ثقتهم ببعض وتقوم بينهم مصلحة مشتركة مبنية على تجارب صادقة، وليس حديثاً من شخص مؤثر واحد.
إننا نفعل ذلك فعلياً كلما أردنا شراء منتج من أمازون أو نون وغيرهما بقراءة آراء من اشترى، وعدد من علق وصنّف المنتج بدرجات من النجوم ونشتري بناء على توصياتهم. سترى هذا بصورة أقوى في منصات مثل ريديت، حيث تتشكل مجموعات ضخمة لتبحث وتحلل وتتبادل التوصيات بشأن منتج معين.
إذا الثقة والرضا العام عن المنتج تنتقل من المُؤثرين الأفراد إلى توصية مجتمعات الإنترنت عند التفكير في استراتيجية التسويق وهذا مع الوقت، سيدفع بأصحاب العلامات التجارية في التفكير بالمصداقية أولاً، وليس بعدد المتابعين لمؤثر ما.