ميلاد أسعد موسى

يصنف نجم كرة السلة اللبنانية فادي الخطيب على أنه واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة السلة العربية، إن لم يكن أفضلهم.

ولعب الخطيب في مسيرته الاحترافية للعديد من الأندية اللبنانية، والعربية، والعالمية، حيث بدأ مسيرته مع الحكمة عام 1997، وانتقل بعدها للاتحاد الحلبي، ثم لعب لبلوز ستارز، والرياضي، والهومنتمن، والشانفيل، وعمشيت.

كما احترف في الدوري الصيني مع جوانزو ليون، وفوجيان، ومثّل منتخب لبنان في العديد من المحافل العربية، والعالمية.

وسجل الخطيب اسمه بحروف من ذهب في البطولات المحلية والعربية، حيث نال جائزة الهداف عشرات المرات، وقاد منتخب بلاده في كأس العالم بتركيا 2010.

وخص فادي الخطيب صحيفة «الرؤية» بمقابلة شيقة وعفوية، كشف خلالها عن العديد من أسرار حياته المهنية والشخصية.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي

عاشق دبي الحضارة والثقافة والإصرار على تحقيق الأهداف

في بداية حديثه كشف الخطيب عن سر عشقه لإمارة دبي، مؤكداً «دبي بلدنا الثاني منذ التسعينيات، في كل مرة نأتي إليها نشعر بأن روحنا متواجدة هنا كشعب لبناني وعربي. في كل مرة تتاح لي الفرصة أقوم بزيارة دبي. إنها منبر للدول العربية، تعكس الحضارة والثقافة، والإصرار على تحقيق الأهداف مهما كانت الصعوبات. حكام الإمارات أطال الله في عمرهم، قاموا بعمل استئنائي. هذا رأي ورأي كل شخص زار دبي وجرب حلاوة العيش بها».

الرقم 15 تميمة حظ الخطيب

وكشف فادي الخطيب لـ«الرؤية» عن سر تعلقه الكبير بالرقم 15، الذي كان رقم قميصه طوال مسيرته الطويلة والمميزة، حتى بعد اعتزاله لا يزال يتواجد في كل تفاصيل حياته تقريباً، على لواحات سياراته، ورقم هاتفه، كما اختاره اسماً لإحدى شركاته.

ويقول الخطيب موضحاً السر وراء ذلك: «الرقم 15 رقم حظ بالنسبة لي، خضت حروباً «ضاحكاً» منذ طفولتي ليكون الرقم 15 رقم قميصي دائماً، من المدارس إلى احترافي في أوروبا والصين. حصولي على الرقم 15 كان دائماً من بين شروطي الرئيسية قبل التوقيع لأي نادٍ. لقد رافقني الرقم 15 طوال 27 عاماً من مسيرتي، وكان رقم الحظ بالنسبة لي، والحمد لله تفوقت به في حياتي. لقد أصبح الآن جزءاً من شخصيتي وعقليتي».

ويضيف الخطيب: «وسبحان الله حين التقيت زوجتي لأول مرة كانت في سن الـ15».

السر وراء تفضيله احتراف كرة السلة بدلاً من كرة القدم

وأشار فادي الخطيب إلى أنه في بداياته اضطر إلى اتخاذ قرار حاسم بين احتراف كرة السلة أو كرة القدم، موضحاً سبب اختياره في النهاية لكرة السلة: «في بداياتي كنت ألعب كرة القدم وكرة السلة. لكن اختياري كان كرة السلة، وهو اختيار اتبعت فيه إحساسي. شيء شعرت به في داخلي. في النهاية كانت كرة السلة تجري في عروقي، وتفوقت فيها، وحققت مسيرة طويلة وحافلة، ومليئة بالإنجازات المحلية العربية الآسيوية والعالمية».

«النمر» أقرب الألقاب إلى قلبه

خلال مسيرته الطويلة أطلقت عدة ألقاب مميزة على فادي الخطيب منها النمر، الأسطورة، والملك، إلا أنه أكد أن لقب النمر هو الأقرب إلى قلبه، معزياً السبب بالقول «أحب عقلية النمر، عدوانتيه في الحياة، تعكس عدوانيتي داخل الملعب. وأحس أن هناك تشابهاً في شخصيتي وشخصية النمر. توني بارود (إعلامي لبناني) كان أول من أطلق علي هذا اللقب، وأصبح المفضل لي».

شعبية فادي الخطيب الجارفة في سوريا

وخص فادي الخطيب «الرؤية» بتفاصيل مميزة عن فترته الاحترافية مع نادي الاتحاد السوري، وشعبيته الجارفة في سوريا، قائلاً: «أول مباراة لي مع الاتحاد ضد الجلاء بطل الدوري في ذلك الوقت، كانت حماسية للغاية. والسبب بشكل أساسي تواجدي مع الاتحاد، في مواجهة ضد بطل الدوري».

«امتلأت القاعة عن آخرها، وتوقفت حركة السير في المدينة بسبب الإقبال الكبير على مشاهدة المباراة. لقد شعرت بالدوار حين دخلت لأرضية الملعب. لقد فزنا في تلك المباراة بفارق 32 نقطة وسجلت 51 نقطة. لقد فعلت أشياء مستحيلة.»اقرأ أيضا: ثلاثي برشلونة يحزم حقائب الرحيل

ويضيف فادي كاشفاً عن حادثة غريبة ومضحكة عقب اللقاء، تعكس شغف الجماهير السورية بكرة السلة وحبهم الكبير لفادي الخطيب: «عقب اللقاء قام المشجعون بحمل سيارتي والمشي بها، رغم أنها كانت سيارة ثقيلة للغاية. جماهير الاتحاد الحلبي إلى يومنا هذا من الأعز والأقرب إلى قلبي. وزوجتي من حلب وحمص. وداومت على زيارة حلب رغم رحيلي عن الفريق، لأني كوّنت صداقات كثيرة هناك. ومن أروع ما مر علي في حياتي أنه خلال فترتي هناك الجزار كان يهددني بسكين إذا حاولت دفع ثمن اللحم، ونفس الشيء في المحلات التجارية، الجميع كان يرفض أخذ ثمن السلع التي كنت أقتنيها. لقد كانت أشياءً صغيرة تظهر مدى الحب الناس الكبير لي».

فادي الخطيب يختار فريق الأحلام العربي

واختار فادي الخطيب فريق الأحلام العربي المكون من لاعبين سابقين لكرة السلة، وكانت الأسماء هي: طريف قوطرش، أنور عبدالحي، ياسين اسماعيل، علي الجوهني، عادل الجهني، إسماعيل أحمد، طارق الغنام، أشرف سمارة، محمد أبوسعدة، عمار القصاص، فيما اختار فؤاد أبوشقرة، ووايلي مشنتف، للإشراف على تدريب الفريق.

نصيحة فادي الخطيب للجيل القادم

وفي ختام مقابلته مع «الرؤية»، وجّه الخطيب رسالة للجيل الصاعد الذي يحلم باحتراف اللعبة قائلاً: «سر النجاح بالحياة بشكل عام هو الالتزام والأخلاق، والمثابرة، والتواضع. وامتلاك هدف والإيمان بتحقيقه».

كما شدد فادي الخطيب، أنه في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، على الجيل الصاعد امتلاك ثقافة التعامل مع هذه المواقع الاجتماعية لأن سوء استخدامها قد يؤدي إلى الخراب.