قالت شركة وود ماكينزي، إن تأثيرات التوترات الجيوسياسية المتزايدة للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا تنتشر بشكل محموم في أسواق السلع الأساسية حول العالم.
وأفادت وود ماكينزي في تقرير، اليوم الخميس، بأن إطلاق عملية عسكرية ضد أوكرانيا يتطابق بشكل وثيق مع السيناريو الأكثر احتمالاً، والذي يرجح أن وقف التصعيد عبر الدبلوماسية ليس أكثر من مجرد أمل ضعيف.
موقع قوة
وأشار التقرير، إلى أن روسيا حددت تحركها من موقع قوة، والذي جاء بوقت يلتمس فيه الاقتصاد العالمي الانتعاش الاقتصادي، يحتاج العالم إلى جميع السلع التي يمكنه الحصول عليها، ليس أقلها صادرات روسيا من الغاز والنفط والفحم والمعادن والبتروكيماويات والأسمدة.
حلول سريعة
وقال سيمون فلورز رئيس المحللين في شركة وود ماكينزي: «لا يمكن التفكير في فرض عقوبات على صادرات هذه السلع الأساسية - فلا توجد حلول سريعة في حالة قطع الإمدادات الروسية».
وأضاف فلورز: «أشارت منظمة أوبك بالفعل إلى أنها لن تكثف الإنتاج لخفض الأسعار. ولكن في حالة قطع إمدادات النفط الروسية، وهو أمر غير مرجح نتوقع أن تفكر المنظمة في توفير نفط إضافي لتعويض الخسارة لتجنب حدوث أزمة اقتصادية عالمية».
وذكر أن أسعار السلع المرتفعة بدعم الأزمة الحالية هي نعمة لروسيا، وقد تعزز عائدات التصدير المرتفعة الفائض المالي الحالي وتضخم الاحتياطيات الأجنبية.
وتوقع فلورز أنه ربما نشهد بداية نهاية علاقة أوروبا بالغاز الروسي، مضيفاً: «لم تشعر أوروبا بالبرد بعد غزو القرم عام 2014. وفي الواقع أثبتت روسيا لاحقاً أنها مورد موثوق وزادت الواردات بالفعل مع تضاؤل الإنتاج المحلي الأوروبي».
وذكر أنه حتى خلال هذا الشتاء، عندما كانت الصادرات أقل من متطلبات السوق، لا تزال روسيا تفي بالتزاماتها التعاقدية، مرجحاً أن يستمر ذلك خلال هذه الأزمة.
القشة الأخيرة
وبين التقرير: «يبدو أن غزو أوكرانيا هو القشة الأخيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي لتعليق خط الغاز الروسي نورد ستريم 2، في حين ستتكثف الجهود لتنويع إمدادات الغاز بعيداً عن روسيا».
ولفت التقرير إلى أنه لا يمكن تأمين إمدادات جديدة بين عشية وضحاها ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز على المدى المتوسط، مؤكداً أنها إشارة إيجابية للغاية لمطوري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة وقطر وخارجها؛ فضلاً عن بدائل أخرى تتمثل في إمدادات الأنابيب من أذربيجان وشرق البحر الأبيض المتوسط والنرويج.
تحول أسرع للطاقة
ويرى التقرير أن روسيا قد تطلق عن غير قصد تحولاً أسرع للطاقة النظيفة في المنطقة، كما تؤدي التهديدات التي تتعرض لها الإمدادات وارتفاع الأسعار الناتج عن الغزو إلى تشديد السياسة والإجراءات الجارية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأماكن أخرى للابتعاد عن الوقود الأحفوري.
وأورد التقرير أن ارتفاع أسعار الغاز يمكن أن يؤدي إلى زيادة استخدام أوروبا للفحم، كما أنهم سيقدمون حجة أقوى لمصادر الطاقة المتجددة والغازات البديلة مثل الميثان الحيوي والهيدروجين الأخضر، على الرغم من أنها ستستغرق وقتاً لتطويرها على نطاق واسع، إلا أن الهدف الطموح لخفض الانبعاثات بنسبة 55% بحلول عام 2030 صار أكثر صعوبة.