احمد محمد

دائماً ما يبحث الكثير من الأشخاص عن أفضل الوسائل للاستثمار، سواء عن طريق الملاذ الآمن للاستثمار «الذهب»، أو عن طريق المضاربات في سوق الأسهم، ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تحرك الأسهم في الأسواق صعوداً وهبوطاً؟ وأيضاً كيف أتعامل مع سوق الأوراق المالية؟ سوف نجيب في هذا التقرير عن أهم العوامل التي تؤدي إلى تحرك الأسهم في الأسواق.

كيف يتم تحديد أسعار الأسهم؟

تتغير حركة أسعار أسهم خلال الجلسة الواحدة، وتتأثر الأسهم بأداء الشركة ونتائج أعمالها المحققة، بالإضافة إلى المشاعر العامة تجاه الشركة، والتي تؤثر بشكل كبير على نظرة المستثمرين للسهم في المستقبل.

ما الذي يحرك سعر السهم في السوق؟

تتأثر حركة الأسهم في الأسواق المالية بالعديد من الأسباب منها المضاربات العنيفة على الأسهم وأيضاً التوترات السياسية، بالإضافة إلى نتائج أعمال الشركات وغيرها من الأسباب ونوضحها في الآتي:

التوترات الجيوسياسية

تتأثر حركة الأسهم في الأسواق المالية، بالتوترات السياسية، خاصة إذا كان لها مردود سلبي على نتائج أعمال الشركات في المستقبل، وأيضاً حالة الخوف من نشوب حروب قد تؤدي إلى مزيد من عمليات البيع وتخلص المستثمرين من أسهمهم خوفاً من التعرض لمزيد من الخسائر، وهو ما حدث خلال الأيام الماضية بعد التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا وحالة الهلع التي انتابت المستثمرين، ما أدى إلى تراجع معظمهم أسعار الأسهم على جميع أسواق العالم.

المضاربات العنيفة على الأسهم

قد تكون من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تحرك الأسهم في الأسواق المضاربات العنيفة التي تحدث في الأسواق والتي تكون بالاتفاق مع بعض المضاربين على تحريك الأسهم بدون أي أحداث جوهرية وذلك عن طريق تجميع أكبر عدد من الأسهم في السوق وتحريكها سواء كان صعوداً أو هبوطاً نظراً لتحكم المضارب في غالبية أسهم الشركة وبالتالي يستطيع التأثير على حركة السهم، وهذا يحدث غالباً في الأسواق الناشئة التي تتسم بالمضاربات العنيفة.

العرض والطلب على الأسهم

ومن العوامل الرئيسية في الأسواق المتقدمة أن تكون العروض والطلبات هي المحددة لحركة السهم، حيث يشير كثرة الطلبات على السهم أن هناك زحماً شرائياً، وبالتالي يتحرك سهم الشركة نحو الارتفاع والعكس في حال زيادة عروض البيع يقابلها تراجع في سعر السهم.

الأخبار والتقارير المالية للشركات

عندما تظهر الأخبار والتقارير المالية إيجابية بالنسبة للشركة، وتتوقع أداءً جيداً ونمواً في قطاع عملها، ينمو الطلب على أسهمها ويرتفع سعر السهم نتيجة لذلك.

وتؤدي الأخبار والتوقعات السلبية إلى انخفاض الطلب، وسيكون لدى المستثمرين احتمال أقل لشراء الأسهم وأكثر احتمالاً لبيعها، ما سيؤدي بدوره إلى زيادة المعروض من الحصة في السوق وبالتالي انخفاض السعر.

اقرأ أيضاً.. ما هي التداولات ما بعد إغلاق السوق المالي؟ وماهي فوائده للمستثمرين؟

معنويات السوق والمتعاملين

عدد كبير من المحللين والمتخصصين يضيفون معنويات السوق أو ما يعرف بعلم النفس الجماعي للمستثمرين، إلى عوامل تحدد سعر السهم في البورصة.

إذ تعتمد معنويات السوق على عدد من العوامل، أهمها الأخبار المتداولة عن الشركة، أو سمعة تلك الشركة والشائعات المتداولة حول سهم تلك الشركة في السوق. كذلك قد يرتفع سعر السهم أو ينخفض ​بحسب الحالة النفسية للمتعاملين والمستثمرين.

الحالة العامة للاقتصاد

تميل أسعار الأسهم إلى الارتفاع خلال فترات الازدهار الاقتصادي وتميل إلى الانخفاض أثناء فترات الركود. كما تؤثر أسعار الفائدة كذلك على أسعار الأسهم.

إذ إنه في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، سيبحث المستثمرون بشكل عام عن عوائد أفضل في الأصول عالية المخاطر. كذلك يؤدي هذا إلى زيادة التدفقات الداخلة إلى أسواق الأسهم.

أخبار ذات صلة

صعود طفيف في سعر الدولار في تركيا اليوم الجمعة 13 يناير 2023
صعود أسعار النفط اليوم الجمعة 13 يناير 2023

وعلى العكس عندما تكون أسعار الفائدة أعلى، سيأخذ المستثمرون أسعاراً أعلى معروضة بسبب انخفاض المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار. كما يؤدي هذا إلى انخفاض الطلب على الأسهم.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التضخم على القدرة الشرائية للشركة، وكذلك على قدرة متعامليها، وبالتالي قد تتسبب معدلات التضخم في تحرك أسعار الأسهم وفقاً لذلك.

عوامل تحديد قيمة الأسهم قبل التداول في البورصة

أول عوامل لتحديد سعر السهم، هو نسبة السعر إلى القيمة الدفترية للسهم، ويعني ذلك قيمة الشركة في حال تم بيعها اليوم، فالقيمة الدفترية للسهم تتضمن حصر أصول الشركة من معدات ومبانٍ وأرض تملكها بالإضافة إلى مختلف الأصول الأخرى كالسندات وغيرها أو حتى الأصول المتداولة كالاسم التجاري.

ومن وجهة نظر محاسبية كلما كانت نسبة السعر إلى القيمة الدفترية أقل، كان ذلك أفضل لحماية الاستثمار في الشركة، في حال كانت النسبة دقيقة، يدفع ذلك الكثير من المستثمرين إلى دراسة أصول الشركة قبل شراء الأسهم فيها.

بالإضافة إلى القيمة الدفترية، يمكن قياس قيمة الأسهم من خلال معرفة نسبة الأسعار إلى الأرباح. إذ يمكن القول إن هذه النسبة تعبر عن المدة التي يحتاج إليها الاستثمار في أي أسهم تابعة للشركة لإعادة تدوير رأس المال من جديد.

وتحدد نسبة السعر إلى الأرباح إمكانية أن تحافظ الأسهم على سعرها بعد الارتفاع. إذ إن عدم وجود أرباح تدعم ارتفاع سعر الأسهم يعني أن سعرها سيعود للهبوط بعد فترة.