67 % انخفاض فى حركة الطيران الدولية
وأدت آثار جائحة كورونا إلى إبقاء الطلب في الحركة الجوية العالمية منخفضاً في النصف الأول من العام 2021. حيث تراجعت حركة الطيران الدولية بنسبة 67% مقارنة بالنصف الأول من العام 2019، وهذا التراجع أكبر من التراجع الذي شهده النصف الأول من العام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 نظراً لأن انخفاض الطلب خلال العام الحالي امتد على طول الأشهر الستة الأولى، بينما شمل هذا التراجع في حركة الطيران عام 2020 ثلاثة أشهر ونصف فقط من الأشهر الستة الأولى من العام.
وعلى المنوال ذاته تراجع أداء شركات الطيران الألمانية في النصف الأول من عام 2021 مرة أخرى بشكل ملحوظ عما كان عليه في الفترة ذاتها من العام 2020. حيث انخفض الطلب على الركاب بين الشركات الألمانية خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2020 بنسبة 65 مقارنة بالعام 2019م، فيما تراجع هذا الطلب في النصف الأول من العام 2021م بنسبة 85%. وبالتالي، كان التراجع المستمر بين شركات الطيران الألمانية أكبر بكثير من المتوسط العالمي (-67%) والمتوسط الأوروبي (-78%)، ويعود سبب هذا الانخفاض غير المتناسب في المقام الأول إلى تراجع حركة المرور الدولية، حيث تتأثر رحلات السفر الدولية بشكل سلبي بسبب قيود السفر التي تفرضها الدول، ولهذا السبب كان معدل تحميل الطائرات لشركات الطيران الألمانية في الخطوط الدولية 51% فقط، أي أقل بنسبة 31 نقطة مئوية من معدل التحميل في النصف الأول من العام 2019.
تأثير كورونا على المطارات الألمانية
استمر التراجع الكبير في الطلب في المطارات الألمانية طوال النصف الأول من عام 2021م، حيث بلغت نسبة التراجع في النصف الأول من العام 86% مقارنة بعام 2019، وهو ما يمثل تراجعاً أكبر مما كان عليه في النصف الأول من عام 2020، والذي بلغت فيه نسبة التراجع 66% مقارنة بالعام 2019، في النصف الأول من عام 2020، لم تكن الأشهر الأولى، حتى منتصف شهر مارس، تتسم بعد بانخفاض مرتبط بالجائحة في الطلب على الركاب، حيث بدأ الركود في الطلب في منتصف مارس. وقد حدث الانخفاض في أعداد الركاب بالتساوي في جميع الخطوط: حيث تراجعت أعداد الركاب في الخطوط المحلية بنسبة 90%، وتراجع عدد الركاب في الخطوط داخل أوروبا، بنسبة 85%، أما في الخطوط العابرة للقارات فبلغ التراجع 87%.
30 نقطة مئوية ارتفاع فى كلفة التذكرة
اما فيما يتعلق بأسعار التذاكر ومع بداية أزمة كورونا، وبحسب مؤشر أسعار المستهلك الخاص بمكتب الإحصاء الاتحادي، فارتفع متوسط أسعار التذاكر في حركة المرور المحلية الألمانية بشكل طفيف، بالنسبة للرحلات إلى وجهات أوروبية، ارتفعت الأسعار بشكل أكثر حدة في أزمة كورونا، حيث ارتفعت كلفة التذكرة بنسبة تصل إلى 30 نقطة مئوية مقارنة بعام 2019م. في حركة المرور العابرة للقارات، ظلت الأسعار مستقرة مقارنة بعام 2019 على الرغم من قلة العرض.
تأثيرات ازمة كورونا على شركات القطاع
أدى التراجع في أرقام حركة السفر الجوي إلى انخفاض المبيعات وجعل إجراءات إعادة الهيكلة ضرورية في النصف الأول من عام 2021م، إذ لا تزال المبيعات في شركات الطيران والمطارات وتجار التجزئة والمطاعم الألمانية العاملة هناك أقل بكثير من مستوى عام 2019م (-63%)، تحسن الاتجاه في الربع الثاني إلى حد ما مقارنة بالربع الأول، إذ بلغ التراجع نسبة 58% بعد أن كان وصل خلال الربع الأول إلى نسبة 68%.
منع التسريح الجماعي للعمال في قطاع الطيران الألماني
وقابل الانخفاض غير المسبوق في الدخل ارتفاع التكاليف. وعلى الرغم من أنه وبمساعدة برنامج العمل في دوام مختصر تم حتى الآن منع التسريح الجماعي للعمال في قطاع الطيران الألماني، ومع ذلك، وبسبب منظور التعافي طويل الأجل الوحيد لأعمال الشركات في هذا القطاع، تضطر الشركات إلى تقليل عدد الموظفين، ففي الربع الأول من العام الحالي 2021، انخفض عدد الموظفين في شركات الطيران الألمانية والمطارات الألمانية بنسبة 4% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وفي الربع الثاني انخفض عدد الموظفين بنسبة 10%.
وحاولت الحكومة الألمانية مساعدة شركات صناعة النقل الجوي عبر برامج المساعدات المقدمة لكل الشركات الألمانية في مختلف القطاعات مثل مساعدات التجسير وتسهيل الحصول على القروض وتمويل برنامج الدوام بوقت مختصر، كما أنها قدمت أيضاً مساعدات إضافية إلى شركات الطيران الألمانية، حيث حصلت شركة لوفتهانزا على ما يقارب 9 مليارات يورو على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية مقابل تملك الحكومة لنسبة 20% من أسهمها، كما حصلت شركة الطيران كوندور Condor على قرض بقيمة 550 مليون يورو.
58 % معدل الإشغال قطاع الشحن الجوي
تمكنت حركة الشحن الجوي العالمية من فصل نفسها عن التطور السلبي لقطاع نقل الركاب وأن تتطور بشكل إيجابي، إذ على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من السعة المفقودة للشحن من طائرات نقل الركاب، فإن معدل الإشغال لطائرات الشحن الجوي ارتفع في جميع أنحاء العالم من 46% في النصف الأول من عام 2019 إلى 58% في النصف الأول من عام 2021.
وتعود أسباب انتعاش حركة الشحن الجوي إلى انتعاش الاقتصاد العالمي والتأثير المحدود نسبياً لجائحة كورونا على القوة الشرائية والميل إلى الاستهلاك، بالإضافة إلى تعطل حركة شحن الحاويات في جميع أنحاء العالم بسبب التوقف المؤقت لحركة النقل في قناة السويس وأيضاً بسبب توقف عمل بعض الموانئ الصينية، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن، ما يقلل من فارق الأسعار بين الشحن البحري وأسعار الشحن الجوي وبالتالي يجعل الشحن الجوي أكثر جاذبية.
11% ارتفاع حجم تحميل وتفريغ البضائع في المطارات الألمانية
نما الشحن الجوي فى ألمانيا بمتوسط أعلى من المتوسط العالمي والأوروبي، حيث شهد النصف الأول من العام 2021 ارتفاع حجم تحميل وتفريغ البضائع في المطارات الألمانية بنسبة 11% مقارنة بالنصف الأول من عام 2019، وزيادة بنسبة 23% عن النصف الأول من عام 2020، وبالتالي، فإن متوسط نمو أعمال قطاع الشحن الجوي في ألمانيا أعلى من المتوسط العالمي ألبالغ 8% والمتوسط الأوروبي ألبالغ 5%.
ويرجع هذا النمو القوي لقطاع الشحن الجوي في ألمانيا إلى تطور الاقتصاد الألماني والانتعاش في التجارة الخارجية، مع ظهور آثار استعادة النمو أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، تميزت السنة المرجعية 2019 بانخفاض الطلب بسبب ركود حركة الشحن الجوي، الآن انعكس هذا الاتجاه وعاد الشحن الجوي في المطارات الألمانية إلى النمو الإيجابي بعد عامين من التراجع.
ونتيجة تعافي حركة الشحن الجوي تماماً من أزمة الطلب في عام 2019 وأزمة السعة في عام 2020 (فقدان سعة التحميل الإضافية في طائرات الركاب)، انعكست في إظهار أهمية مواقع الشحن الجوي الألمانية وتعزيز وجودها في السوق وإظهارها تطوراً ديناميكياً للغاية مقارنة بعام 2019. ويظهر هنا النمو الكبير في إشغال مطار لايبزج/هالة والذي نما خلال النصف الأول من العام 2021 بنسبة 27% مقارنة بالعام 2019، وكذلك نمو حركة الشحن الجوي في مطار كولونيا/بون بنسبة 20% خلال الفترة ذاتها.