كثفت واشنطن انتقاداتها لما وصفته «كذب» الادعاءات الروسية بشأن سحب القوات، كما كثفت تحذيراتها من عزم موسكو اتخاذ تهمة الإبادة الجماعية في شرق أوكرانيا «ذريعة» لغزو أوكرانيا كما فعلت في عام 2014.
ووصف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين، الأربعاء، إعلان روسيا سحب قوات من على الحدود مع أوكرانيا بأنه «زائف». وأضاف أن «الحكومة الروسية قالت بالأمس إنها تسحب قوات من على الحدود مع أوكرانيا. اجتذبوا الكثير من الاهتمام بسبب هذا الزعم، سواء هنا أو حول العالم. لكننا نعلم الآن أنه زائف».
وأشار المسؤول في البيت الأبيض إلى أن روسيا «عززت» وجودها على الحدود مع أوكرانيا، بما لا يقل عن «7 آلاف عسكري» وصل بعضهم الأربعاء. وأكد أن بإمكان روسيا «في أي لحظة» اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا، موضحاً: «تقول روسيا إنها تريد إيجاد حل دبلوماسي، لكن أفعالها تشير إلى عكس ذلك».
بدوره، استنكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الاتهامات الأخيرة التي أوردها الرئيس الروسي حول ارتكاب «إبادة جماعية» في منطقة أوكرانية انفصالية موالية لموسكو. وقال: «تماشياً مع تحذيراتنا خلال الأسابيع القليلة الماضية، نرى أن العديد من المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الروسية تنشر قصصاً يمكن استخدام كل منها ذريعة لغزو».
وبحسب واشنطن، قد ترتبط القصص بـ«اتهامات لأوكرانيا بأنشطة عسكرية في دونباس»، وهي منطقة بشرق أوكرانيا يقاتل فيها انفصاليون موالون لروسيا قوات كييف منذ 8 سنوات.
وأضاف برايس أنها قد تكون أيضاً «اتهامات كاذبة بالقيام بأنشطة برية أو بحرية أو جوية من جانب الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، أو حتى اتهامات بتوغل أوكراني أو من حلف شمال الأطلسي في الأراضي الروسية».
وتابع: «نحن قلقون بشكل خاص من حقيقة أن الرئيس بوتين ومسؤولين روس آخرين يتحدثون عن (إبادة جماعية) في دونباس. ليس هناك ذرة من الحقيقة في هذه الاتهامات». وأردف: «نحن قلقون للغاية لأننا نعلم جيداً أن الروس يريدون التذرع بذريعة ملفقة قبل شن العدوان». وكان بوتين قد اعتبر الثلاثاء أن هناك «إبادة جماعية» جارية في هذه المنطقة.
وأضاف برايس: «هذا بالضبط ما فعلوه عام 2014، هذه الاتهامات بالإبادة الجماعية صدى مقلق لما سمعناه في 2014 عن اضطهاد المتحدثين بالروسية في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم». وضمت روسيا في ذلك العام شبه جزيرة القرم، واندلع نزاع مسلح في شرق أوكرانيا بين جيش كييف وانفصاليين مدعومين من موسكو.
دبلوماسياً، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس تناقشا بشأن الحشد العسكري الروسي قرب أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية الأربعاء، وشددا على أهمية تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا قامت موسكو بغزو.
من جانبه، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الجانبين اتفقا على ضرورة تقييم الوضع في أوكرانيا على أنه «شديد الخطورة»، إذ لا يزال هناك خطر من مزيد من الإقدام العسكري الروسي.