تحتفل الملكة إليزابيث الثانية في شهر مايو من هذا العام باليوبيل البلاتيني (70 عاماً) لتوليها عرش المملكة المتحدة البريطانية.
حينئذٍ ستكون إليزابيث الثانية أطول الحكام خدمة في المنصب الملكي، على مستوى المملكة المتحدة. أما على مستوى القارة العجوز، فستحل في المرتبة الثانية بعد لويس الرابع عشر، ملك فرنسا، الذي حكم طيلة 72 عاماً لحين وفاته.
في هذا السياق، نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية مقالاً للكاتب سيمون جينكنز اعتبر فيه أن «الآن» هو الوقت المناسب لملكة بريطانيا، لأن تتنازل عن العرش، وهي بصحة جيدة، بعد 70 عاماً من الخدمة، لتسلم التاج إلى ابنها ولي العهد الأمير تشارلز، مضيفاً أن من شأن ذلك أن ينعكس إيجابياً على «الأسرة المالكة» وعلى «الأمة».
«الاستمرار في العرش طوال هذه المدة أمر يستحق الاحتفاء الوطني.. فقد قامت الملكة بواجبها.. خلال فترات غير عادية، منذ نهاية الإمبراطورية، مروراً بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ثم الانفصال عنه، ومواكبةً لثورة تكنولوجية عالمية، ولـ14 رئيساً للوزراء.. طوال هذه الأحداث، مثلت الملكة البريطانيين بقوة وكرامة».
وقال الكاتب إن الجائحة وتقدم الملكة في العمر أجبراها فعلياً على الانسحاب التدريجي من مهامها الملكية، مثلما حدث في مؤتمر المناخ في غلاسكو COP 26. وأضاف «أي إنسان عاقل سيوصيها بالتقاعد عن العمل في هذا العمر».
مع ذلك، والحديث لجينكنز، «لا يجرؤ أحد في الدائرة الملكية على النطق بأحرف كلمة تنازل»، فهذه الكلمة من تابوهات القصر الملكي منذ تنازل الملك إدوارد الثامن عن عرشه عام 1936، للزواج من واليس سيمبسون، حبيبته الأمريكية المطلقة، التي رفضت الحكومة البريطانية والعائلة الملكية ارتباطه بها.
وقال جينكنز إن الملكة تعزو نيتها الاستمرار في منصبها مدى الحياة إلى «اتفاق مزعوم مع الله يقضي بأنها إذا كانت ملكة مُعينة، فلا يتحتم عليها التنازل عن العرش»، وذلك وفقاً للخبير الملكي هوج فيكرز. وأشار المقال إلى أن استطلاعاً للرأي أجري أثناء تتويج الملكة عام 1953 أفاد بأن «3 من كل 10 بريطانيين اعتقدوا بأن الملكة يمكن أن تدعي الانتساب المباشر إلى الله»، حتى مع غياب أي أساس دستوري لذلك. وأوضح الكاتب أنه حتى على مستوى الكنيسة مثلاً، «لا يفترض أن يتنازل الباباوات عن عروشهم».
لكن المقال اعتبر أن الملكية «ليست سمة إنسانية، إنما مجرد وظيفة دستورية». ورأى أنه بعد وفاة الملكة، «سيكون من الصعب للغاية على أمير ويلز أن يجدد نفسه للحظة الانتقال الحساسة من منصب ولي العهد إلى صاحب العرش». لذلك، «لا شيء سيساعد الأمير تشارلز في خلافة والدته أكثر من أن يتم التخطيط لعملية الانتقال تلك بمباركة والدته نفسها لتتويجه».
وختم المقال قائلاً إن «التقاعد بصحة جيدة.. مع تتويج الأمير تشارلز سيكون بمثابة حدث سعيد»، خاصة أن استقرار النظام الملكي يقوم بالأساس «على المصلحة العامة»، فلا يمكن اعتبار هذه الخدمة الملكية «أمراً مسلماً به»، ولا يجب أن تنظر الملكة إلى «التقاعد المبكر» على أنه «تنازل»، إنما هو «رزانة ومراعاة للمنطق السليم».