سامي جولال

على بُعد نحو شهرين من موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تشتعل بين المرشحين حرب جمع التزكيات اللازمة للترشح، والمنافسة على كرسي الإليزيه، والتي يمنحها المنتخبون، والمحدد عددها في 500 تزكية على الأقل. وتتصدر مرشحة حزب «الجمهوريين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، فاليري بيكريس، القائمة، بجمعها 939 توقيعاً حتى الآن، في حين يتذيل القائمة مرشحا اليمين المتطرف، مارين لوبن، وإريك زمور، بأقل من 150 توقيعاً لكل منهما.

و ينظم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.

الحد من عدد المتنافسين

ويعود شرط جمع 500 تزكية من المنتخبين، للترشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلى قانون صدر عام 1976. وتم وضع هذا الشرط للحد من عدد المتنافسين على منصب رئيس الدولة، الذي يعد أعلى منصب تنفيذي في فرنسا، واستبعاد المتنافسين الذين لا يحظون بالدعم.

أخبار ذات صلة

«تحدٍّ أسرع من الصوت».. فرص المواجهة العسكرية بين أمريكا والصين
توقعات بخسارة ماكرون للأغلبية البرلمانية.. واليمين الفرنسي يصف الاختراق بـ«تسونامي»

ومن المنتخبين الذين يحق لهم منح التزكيات لمرشحي الرئاسة، هناك أعضاء مجلس الشيوخ، ونواب الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي)، والمستشارون الإقليميون والمحليون، إلى جانب رؤساء البلديات، ورؤساء الدوائر البلدية في المدن، ونواب رؤساء البلديات المفوضون، إضافة إلى النواب الفرنسيين في البرلمان الأوروبي، ورؤساء المجالس القنصلية، ومحافظي المدن الكبرى، وعمد القرى، ومستشاري العاصمة باريس، وأيضاً رئيسي المجلسين التنفيذيين لكورسيكا والمارتينيك، ورئيسي بولينيزيا الفرنسية وكاليدونيا الجديدة، ومستشاري تجمع فرنسيي الخارج.

بيكريس تتصدر القائمة

وتتصدر فاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب «الجمهوريين»، ممثل اليمين التقليدي في فرنسا، في الانتخابات الرئاسية، قائمة المتنافسين في ما يخص جمع التزكيات من الناخبين، إذ حصلت حتى الآن على 939 تزكية، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية.

تزكيات كثيرة دون ترشح

وتجاوزت بيكريس بذلك رئيس الدولة الحالي-المرشح المحتمل بشدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إيمانويل ماكرون، الذي حصل على 926 تزكية، رغم عدم إعلانه بعد عن ترشحه بشكل رسمي، وأعلن قبل أيام، في حوار مع اليومية الفرنسية الجهوية «لَا فْوَا دِي نُورْ»، أنه لا يمكنه الإعلان عن ترشحه ما دامت المرحلة الحادة من الموجة الخامسة من فيروس «كوفيد-19» لم تمر بعد، وما زالت التوترات عالية في أزمة أوكرانيا.

وتكمن القوة الرئيسية للرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، بحسب استطلاع رأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام (إِيفُوبْ) لصالح الأسبوعية الفرنسية «لُوجُورْنَالْ دُو دِيمُونْشْ»، في ضعف خصومه، إذ يرى الفرنسيون أنه «لا أحد من المرشحين يمكنه أن يقدم أداءً أفضل في السلطة من الرئيس المنتهية ولايته في ما يتعلق بالاقتصاد، والأمن، ومكافحة كوفيد-19»، في حين تبقى فاليري بيكريس، أول مرشحة امرأة في تاريخ حزب «الجمهوريين»، أكثر خصوم ماكرون شراسة.

هيدالغو ثالث المرشحين

وبعد بيكريس وماكرون، نجحت عمدة العاصمة باريس-مرشحة الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية، آن هيدالغو، في جمع التزكيات المطلوبة، إذ حصلت حتى الآن على 652 تزكية، وهو عدد كاف لتقديم نفسها.

وخلف الثلاثي، لم تعد مرشحة حزب النضال العمالي، ناتالي آرتو، بعيدة عن الحصول على العدد الكافي من التركيات، إذ جمعت 368 تزكية. وقالت الاثنين في ليل، تعليقاً على ذلك، إنه ليس هناك سر، وإن هذه نتائج الجهود على الأرض، بحسب ما نقله موقع «لُومُونْدْ».

اليمين المتطرف يتذيل القائمة

ومن جانبهم، لا يزال المرشحون اليمينيون المتطرفون يكافحون من أجل جمع الـ500 تزكية المطلوبة لدخول سباق الرئاسيات بشكل رسمي. وأوضح الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية أن المرشح اليميني المتطرف، إريك زمور، لم يجمع حتى الآن سوى 149 تزكية، في حين لم تستطع اليمينية المتطرفة-زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبن، جمع سوى 139 تزكية.

وكشف الاستطلاع السنوي الخاص بصورة حزب «التجمع الوطني» الفرنسي، الذي أجراه «كَانْتَارْ بَابْلِكْ» لصالح صحيفة «لُومُونْدْ» الفرنسية، والإذاعة العمومية الفرنسية «فْرُونْسْ آنْفُو»، ونشرت نتائجه في 17 يناير الماضي، أن 50% من الفرنسيين يعتبرون أن زعيمة اليمين المتطرف- مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، تمثل خطراً على الديمقراطية، في حين ترتفع النسبة إلى 62% من الفرنسيين بالنسبة للمرشح اليميني المتطرف، إريك زمور.

آخر موعد

وينشر المجلس الدستوري مرتين في الأسبوع، يومي الثلاثاء والخميس، عدد التزكيات المستلمة والمصدق عليها لكل مرشح. وتتوقف العملية، وفق «لُومُونْدْ»، يوم الجمعة 4 مارس في الساعة 6 مساء. ويعلن رئيس المجلس الدستوري، لوران فابيوس، وفق المصدر نفسه، عن القائمة النهائية للمرشحين يوم الاثنين 7 مارس، أي قبل نحو شهر من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 10 أبريل.