فقدان الرغبة في بعض نواحي الحياة الاجتماعية وبعض النشاطات التي كانت ممتعة، فقدان الإحساس بالوقت وعدم القدرة على إيجاد وقت كافٍ لتخليص الالتزامات الحياتية، الشعور المستمر بالقلق والتوتر، النظر إلى شاشة التداول على الهاتف المتحرك كل خمس دقائق عندما تكون خارج المنزل على الطريق... إلخ.
إذا كان لديك أي من الأعراض السابقة فأنت غالباً تعاني من متلازمة التداول القهري.
التداول اليومي أو التداول خلال الجلسة هو أحد أنواع التداول والذي يقوم على مبدأ الاستفادة من فرق الأسعار لتحقيق ربح سريع، أصبح هذا النمط من التداول منتشراً جداً بين جموع المتداولين، والذي يطلق عليهم لقب «المضارب اليومي»، وذلك لسهولة التداول عبر الإنترنت والتسهيلات التي تقدمها شركات الوساطة بشكل مستمر.
حسب ما تشير الإحصائيات فقد ارتفع هذا النمط من التداول خلال فترة الجائحة ليطال حتى الفئة العمرية الأصغر سناً من المراهقين، حيث لم يكن هناك الكثير لعمله خلال فترة الحظر ومن مبدأ لا ضرر من تحقيق بعض العوائد وأنت جالس مجبراً في منزلك، كما أنها لحد ما تشبه ألعاب الهاتف بالنسبة للفئة الأصغر سناً من ناحية التأثير النفسي والعصبي.
نذكر من بين الأسباب على سبيل المثال لا الحصر، إفرازات الدماغ الكيميائية مثل الدوبامين عند تحقيق ربح أو هدف من التداول، والذي يسعى المتداول للحصول عليه بشكل مستمر وأكبر في كل مرة، ويتضح هذا السلوك من خلال زيادة أحجام التداول مثلاً للحصول على أرباح أكبر، وبالتالي إنجاز أكبر ومتعة أكبر، كذلك الأمر عند الخسارة ومحاولة التعويض، والذي يسمى بملاحقة الخسائر، وهذا يتضح من خلال سلوك التداول برفع حجم الصفقات.
عادة ما تنتهي القصة بخسارة الأموال، الخروج من السوق وتجميع مبلغ جديد سواء اقتراض أو خلافه ثم معاودة سرد نفس القصة.
ما هو الحل إذاً؟ علماً بوجود الكثير من المتداولين اليوميين المحترفين!
إذا لاحظت من خلال ما سبق التشابه الكبير بين مخرجات التداول اليومي والمقامرة فأنت على صواب، حتى إن المضاربات اليومية بالطريقة العشوائية تعتبر بديلاً قانونياً للمقامرة وبعيدة عن أي مساءلات.
ومن هذا الباب يمكن طرح الحلول المقترحة لنزع صفة المقامرة عن التداولات، وبالتالي التخلص من إدمانها:
- تحجيم الجانب البشري في التداول من خلال اعتماد استراتيجية تداول مناسبة والالتزام بها.
- تقليص عدد الجهات التي تتابعها للحصول على الأخبار والتوقعات والتي من شأن كثرتها خلق مساحة كبيرة من التشويش والقلق، ومنها التعامل مع مستشار مالي موثوق.
- تطوير وممارسة بعض الأنشطة التي تجلب لك الشعور بالارتياح والسعادة بشرط أن تكون بعيدة تماماً عن الأسواق.
- مشاركة قريب أو صديق مقرب بعرض تداولاتك ونتائجها يعتبر أسلوباً جيداً للحد من الاندفاع وعدم وجود ما يستحق إخفاءه من خسائر، كما يعمل كعامل منبه.
- التحول من التداول الشخصي والمزاجي إلى التداول الموضوعي.
- التخلص من الآفات الأربع:
1- أنا دائماً على صواب!
2- يجب أن أعرف كل شيء!
3- يجب أن أكون مسيطراً على كل النواحي!
4- يجب أن أكون دائماً داخل السوق!