نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً شرحت فيه أسباباً جلعت شركة ميتا، التي غيرت اسمها من فيسبوك، تعيش أياماً عصيبة، وربما تكون أسوأ أيامها، إن لم يكن القادم أسوأ.
وجاء هذا التقرير بعد أن تراجعت قيمة سهم الشركة بنسبة 26% مسببة خسائر فادحة للشركة، حيث فقدت 230 مليار دولار من قيمتها. وبينت الصحيفة الأسباب الستة على النحو التالي:
1. نمو عدد المستخدمين وصل إلى سقفه
يبدو أن الأيام الجميلة التي كانت تشهد تزايداً في أعداد المستخدمين قد انتهت. ومع أن الشركة سجلت أكثر مكاسبها تواضعاً من حيث عدد المستخدمين الجدد لتطبيقاتها، التي تشمل إنستغرام وماسنجر وواتساب، فقد التطبيق الرئيسي للشركة (فيسبوك) حوالي نصف مليون مستخدم خلال الربع الرابع من العام الماضي مقارنة بالربع الذي سبقه.
ويمثل هذا التراجع الأول للشركة في تاريخها الذي بدأ قبل 18 عاماً. ويدل هذا على أن الشركة قد وصلت إلى القمة وبدأت الآن بالنزول عنها.
2. تغييرات أبل كبلت ميتا بقيودها
أجرت شركة أبل تغييرات خلال الربيع الماضي عندما حدثت شفافية تتبع التطبيقات في نظام تشغيل آيفون، ما منح مستخدمي آيفون إمكانية منع فيسبوك وغيره من التطبيقات من تتبع سلوكهم على الإنترنت، بالتالي لم تعد فيسبوك قادرة على إظهار إعلانات موجهة للمستخدمين لأنها لم تعد تعرف ماذا يفضلون.
3. غوغل تخطف حصة من الإعلانات على الإنترنت
قال ديفيد وينر، المسؤول المالي في شركة ميتا، الأسبوع الماضي، إن تغييرات أبل أثرت بشكل كبير على المعلنين والإعلانات، وبدأ كثيرون بتحويل إعلاناتهم وميزانياتهم الدعائية إلى منصات أخرى مثل غوغل.
وخلافاً لميتا، لا تعتمد غوغل بشدة على أبل لجمع بيانات المستخدمين. وأشار وينر أيضاً إلى الصفقة التي أبرمتها غوغل مع أبل لتجعل محرك بحث غوغل افتراضياً وتلقائياً على متصفح سفاري الموجود في آيفون. ويعني هذا أن إعلانات بحث غوغل ستظهر في أماكن أكثر، وبالتالي تجمع مزيداً من البيانات التي يمكن أن تكون مفيدة للمعلنين. ويمثل هذا مشكلة كبرى لميتا على المدى البعيد، خصوصاً أنه في ظل مزيد من المعلنين يتحولون إلى إعلانات بحث غوغل.
4. إنستغرام ريلز لم ينجح بمجاراة تيك توك
جاءت خاصية Reels إلى إنستغرام لتنافس تيك توك التي بدأت تسحب البساط من تحت منصات التواصل الاجتماعي. وازداد عدد مستخدمي تيك توك إلى أكثر من مليار شخص وبدأت منافسته تشكل تهديداً لميتا من خلال مقاطع الفيديو القصيرة التي يدمن عليها المستخدمون.
ونجحت ميتا بتقليد تطبيق تيك توك من خلال خاصية Reels. وبدأت هذه الخاصية بجمع الكثير من المستخدمين، لكن مشكلتها أنها لا تجنِ المال بفاعلية مثل بقية مزايا إنستغرام مثل Stories وقائمة التغذية الرئيسية، والسبب أنها تجمع المال من إعلانات الفيديو بشكل أبطأ بما أن الناس يميلون إلى تخطيها. ويعني هذا أن إنستغرام كلما دفعت الناس لاستخدام Reels، قل تحقيقها للمال من أولئك المستخدمين.
5. الإنفاق الضخم على ميتافيرس ضرب من الجنون
يؤمن مارك زوكيربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، بفكرة الجيل القادم للإنترنت، وهو ميتافيرس، لكنها ما تزال فكرة نظرية غامضة وضبابية تنطوي على انتقال الناس ما بين عوالم مختلفة، واقع افتراضي ومعزز، ويعتزم إنفاق مبالغ طائلة على هذه الفكرة.
وتجاوز الإنفاق العام الماضي 10 مليارات دولار، ويتوقع مارك أن ينفق المزيد مستقبلاً. ولكن لا يوجد دليل على أن هذه الفكرة ستأتي أكلها. ولتحقيق هذا الحلم، يحتاج مارك إلى جعل موظفيه والمستخدمين والمستثمرين يؤمنون برؤيته المتعلقة بميتافيرس. ولا شك أن هذا سيكلف الشركة مليارات الدولارات خلال السنوات القادمة، وقد لا تحصد الشركة أي ثمار بعد كل هذا الإنفاق والعناء.
6. قضايا مكافحة الاحتكار تلوح في الأفق
تواجه شركة ميتا تهديدات من الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة، ويشكل هذا صداعاً لها. وتواجه ميتا عدة تحقيقات من مختلف الجهات، مثل هيئة التجارة الفيدرالية وعدد من النواب العامين في عدة ولايات. وتتعلق هذه القضايا والتحقيقات بسلوك مخالفة قوانين مكافحة الاحتكار. ووحد المشرعون جهودهم لتمرير مذكرات مكافحة الفساد في الكونغرس الأمريكي.
ويصر مارك على أن ميتا لا تسعى لاحتكار التواصل الاجتماعي مشيراً بغضب إلى ما يسميه «مستويات غير مسبوقة من التنافس،» من شركات مثل تيك توك وأبل وغوغل وغيرها من المنافسين المستقبليين.
ورغم أن فيسبوك نجحت سابقاً بشراء منصات منافسة مثل إنستغرام وواتساب دون أن تواجه ضغوطاً ودون أن تفتح الأعين عليها، لكن ذلك لن يمر بنفس السهولة مستقبلاً، بل سيكون من الصعب عليها شراء منصة منافسة لتنضم إلى مجموعتها العملاقة وتتخلص من تنافسها، لأن المشرعين لن يسمحوا بإتمام صفقات استحواذ كهذه بسهولة، ما يعني أن ميتا ستضطر إلى الابتكار لمواجهة التحديات التي ستواجها.