«مسيرتنا لاستكشاف الفضاء انطلقت للتو وسنشهد المزيد من المهمات في المستقبل.. وسنواصل الاستثمار في بناء علوم الفضاء والهندسة ورواد الفضاء والمركبات الفضائية، إن عدداً كبيراً من النجوم في السماء تحمل أسماء عربية ويمكن للعرب الآن الحلم بالوصول إليها».. كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدة له على تويتر العام الماضي بعد الإعلان عن مهمة أخرى لاستكشاف الفضاء من دولة الإمارات.
لم تبدأ رحلة مركز محمد بن راشد للفضاء تحت الاسم المرادف حالياً لاستكشاف الفضاء في الإمارات.. في العام 2006 تأسست مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «إياست» بناء على مرسوم حكومي، وكان الهدف من تلك المبادرة الاستراتيجية إلهام الابتكار العلمي وتعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، إلى جانب تعزيز التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في الدولة الإمارات وخارجها.
وظهر اسم مركز محمد بن راشد للفضاء إلى حيز الوجود في العام 2015 عندما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قانوناً بإنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء، لدعم جهود الدولة في مجال الفضاء وإنشاء بنية تحتية متكاملة للتكنولوجيا والبحوث والصناعات المتعلقة بالفضاء.
وعلى مدار تلك الفترة واصل المركز تنفيذ العديد من المشاريع ليصبح معها أحد أكثر مراكز الفضاء نشاطاً بالعالم، وفي غضون 3 سنوات فقط من إنشائه تمكن المركز من إرسال أول قمر صناعي لرصد الأرض وهو «دبي سات-1»، حيث تم بناؤه بأيدي مهندسين إماراتيين وبالتعاون مع مبادرة «ساتريك» الكورية الجنوبية، وتهدف الصور التي يرسلها القمر لمراقبة التطور العام للمشاريع الضخمة مثل جزر النخلة ومطار آل مكتوم الدولي، وتم استخدامها لرصد جهود الإغاثة خلال زلزال تسونامي 2011 في اليابان.
وبعد نجاحه أطلق القمر الصناعي الثاني «دبي سات 2» في 2013، وتم بناؤه أيضاً من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين ولعب دوراً علمياً رئيسياً في رحلة تطوير المعرفة للمركز ومهندسيه، واشتمل على مواصفات وتقنيات مبتكرة فاقت قدرات القمر السابق.
في العام التالي وبأول إعلان من نوعه أعلنت الإمارات عن أول مهمة لها بين الكواكب إلى المريخ، ليعرف المشروع فيما بعد باسم «مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل» الذي كان تجسيداً حقيقياً لتطلعات الدولة وإلهامها.
وانطلقت المهمة إلى الفضاء في العام 2020 ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في 2021، ليقدم منذ ذلك الحين بيانات غير مسبوقة حول الطقس والظواهر على الكوكب الأحمر.
وفي 2017 تعاون المركز مع عدد من المؤسسات التعليمية ومنها الجامعة الأمريكية في الشارقة كجزء من برنامج نقل المعرفة المستدامة بمجال علوم الفضاء، ليتم إطلاق أول قمر اصطناعي نانومتري في الإمارات «نايف-1»، وليبشر المشروع بعصر جديد في المركز، كما أتاح لطلاب الهندسة المواطنين خبرة عملية في تصميم وتصنيع ودمج وتركيب وتشغيل الأقمار الصناعية الصغيرة.
واستكشف المركز عدداً من البرامج التعليمية منذ ذلك الحين، حيث أقام معسكرات استكشاف الفضاء والجولات المدرسية ومسابقات المشاريع الفضائية والخبرة البحثية للطلاب الجامعيين وبرامج المنح البحثية وبرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ إلى جانب مشاريع أخرى.
وعززت برامج التوعية الاهتمام بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب، وخلقت قاعدة متنامية من الأوساط الأكاديمية التي تتخذ من العلم منصة انطلاق لها في الدولة.
وشهد 2017 إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وفي العام الذي تلاه تم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين وهما هزاع المنصوري وسلطان النيادي من بين أكثر من 4,000 متقدم، وواصل هزاع تقدمه في صنع التاريخ كأول إماراتي بوصوله إلى محطة الفضاء الدولية، عندما انطلق إليها في مهمة لمدة 8 أيام على متن مركبة الفضاء «سيوز-إم إس 15» في 25 سبتمبر 2019 من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، وهي أول وأكبر منشأة إطلاق فضائية قيد التشغيل في العالم.
وتم الإعلان عن الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء في 2021، والتي ضمت أول رائدة فضاء عربية وهي نورا المطروشي إضافة إلى محمد الملا، ويعد هذا البرنامج أحد المشاريع التي يديرها برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويتم تمويله من قبل صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، لدعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة وتعزيز مكانة البلاد بهذه المجالات عالمياً.
بالعودة إلى برنامج الأقمار الصناعية أطلق المركز في أكتوبر 2018 «خليفة سات» أول قمر صناعي لمراقبة الأرض، يتم تصميمه وتصنيعه في الإمارات ليسهم في تعزيز مكانة الدولة بين الدول المصنعة الرائدة بمجال تكنولوجيا الفضاء في العالم، ودورها في الإسهام الفاعل في تقدم البشرية عن طريق توفير بيانات التصوير بالأقمار الصناعية القيمة.
ويعد المركز جزءاً من ميثاق الكوارث الدولي ومشروع Sentinel-Asia التابع للوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء، ولعبت الصور عالية الدقة التي تم التقاطها بواسطة «خليفة سات» دوراً مهماً في الإغاثة من الكوارث وإدارتها على مستوى العالم.
وتم إطلاق القمر الصناعي النانومتري الثاني في الدولة DMSat-1، وهو أول قمر صناعي بيئي نانومتري وطورته بلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في مارس 2021، لينضم إلى قائمة المشاريع الحكومية المميزة.
وفي الخطوة التالية في البرنامج وتحديداً في أكتوبر 2020 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مشروع قمر صناعي جديد يحمل اسم MBZ-SAT، ليكون ثاني قمر صناعي إماراتي يتم تطويره وبناؤه بالكامل من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين بعد «خليفة سات»، حيث سيتم تطويره في المركز ومن المتوقع إطلاقه في 2023 وسيكون القمر التجاري الأكثر تقدماً في المنطقة بمجال صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المركز في العام 2017 لقيادة مشروع الدولة الطموح لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ بحلول العام 2117، وذلك بالتعاون مع كبرى مؤسسات الفضاء الدولية، ويمثل مشروع «المريخ 2117» مساهمة كبيرة ومستمرة في إطار مساعي البشرية الهادفة لاستكشاف الكواكب، كما يتضمن مشاريع أخرى ومنها مهمة الإمارات لاستكشاف القمر ومهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء وغيرها من مشاريع الفضاء.
وتتضمن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر تطوير وإطلاق أول مركبة فضائية إماراتية تحمل اسم مستكشف القمر «راشد»، تيمناً باسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني نهضة دبي الحديثة، وسيتم تصميم المستكشف وبناؤه في الإمارات بأيدي فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين بالكامل، وفي حال نجاحها ستصبح الإمارات أول دولة عربية ورابع بلد في العالم تهبط على سطح القمر بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين، وخلال مهمته سيجري المستكشف العديد من الاختبارات العلمية على سطح القمر، ليسهم في إحداث تطورات نوعية بمجالات العلوم وتقنيات الاتصال والروبوتات، وسيتجاوز تأثير هذه التطورات قطاع الفضاء ليشمل مختلف القطاعات الحيوية في الاقتصاد الوطني والعالمي.
وفي أغسطس 2021، أعلن المركز عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين وهما: عبدالله الحمادي وصالح العامري للالتحاق بمهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء (المهمة رقم 1)، ضمن البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية «سيريوس 2020/ 2021»، وهي عبارة عن مهمة محاكاة تستمر 8 أشهر في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو، وبدأ صالح العامري المهمة ويدرس حالياً آثار العزلة والحبس على النفس البشرية ووظائف الأعضاء وديناميكيات الفريق للاستعداد لاستكشاف الفضاء على المدى الطويل.
ويؤمن المركز بأن مستقبل استكشاف وبحوث الفضاء قائم على الجهود التعاونية، ومن هنا أطلق شركة Space Venture وهي منصة تدشين للشركات الناشئة بقطاع الفضاء، وذلك عبر الشراكة مع المركز في مشاريع طويلة الأجل وتوفير التمويل لها ودعمها بالمعرفة التنظيمية والتكنولوجيا لتحقيق الجدوى والنمو المستدام للمستقبل.
وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء سالم حميد المري، إن المركز شهد 16 عاماً غنية بالأحداث كانت حافلة بالعديد من الإنجازات التاريخية، إن هذا يدعونا للتفاؤل بالمستقبل ولكن يجب علينا أيضاً أن نتعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهنا جميعاً، فالموارد ليست متاحة بلا حدود لكن خيالنا ودوافعنا للنجاح لا حدود لها، وسنواصل تحدي أنفسنا والبحث عن الفرص لإلهام واكتشاف الجيل القادم من المبتكرين والابتكارات التي ستغرس نوعاً جديداً من الإحساس، بالهدف والتفاؤل والديناميكية بقطاع الفضاء الإماراتي.
وفي الأسبوع الأول من أكتوبر أصدر المركز 110 غيغابايت من البيانات الجديدة حول الغلاف الجوي للمريخ، ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ للجمهور لأول مرة، ومن خلال الشراكات الاستراتيجية العالمية مع القادة بهذا المجال وضع المركز أيضاً الأساس لرعاية أجيال من رواد الفضاء والعلماء والمبتكرين، ما سيضمن مواصلة تطورنا المستمر في قطاع الفضاء على الصعيدين المحلي والدولي.
ويعمل المركز أيضاً مع العديد من الشركاء في مهمة الإمارات لاستكشاف القمر وبمشروع القمر الصناعي (MBZ-SAT).
واستضاف المركز المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2021 الذي عقد في الشرق الأوسط لأول مرة بدبي، وكانت استضافة هذا الحدث أيضاً مهمة للغاية لتعزيز منظومة التعاون الفضائي وترك بصمة مؤثرة وإنشاء تحالفات فعالة، وبناء جسور المعرفة مع منظمات ووكالات الفضاء الدولية الرائدة بما يعود بالخير على البشرية جمعاء.
ومن الأقوال المأثورة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد من سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «ستعيش الأجيال القادمة في عالم مختلف تماماً عن العالم الذي اعتدناه ويتعين علينا إعداد أنفسنا وأطفالنا لهذا العالم الجديد»، إن هذه الكلمات تتماشى مع أدوار المركز على مدى العقد ونصف العقد الماضيين، وساعد تبني القيادة الحكيمة لرؤيته وحلمه في تشكيل معالم هذا البلد، ليصل إلى ما هو عليه اليوم وستظل المسيرة مستمرة طوال السنوات والعقود القادمة.
لم تبدأ رحلة مركز محمد بن راشد للفضاء تحت الاسم المرادف حالياً لاستكشاف الفضاء في الإمارات.. في العام 2006 تأسست مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «إياست» بناء على مرسوم حكومي، وكان الهدف من تلك المبادرة الاستراتيجية إلهام الابتكار العلمي وتعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، إلى جانب تعزيز التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في الدولة الإمارات وخارجها.
وعلى مدار تلك الفترة واصل المركز تنفيذ العديد من المشاريع ليصبح معها أحد أكثر مراكز الفضاء نشاطاً بالعالم، وفي غضون 3 سنوات فقط من إنشائه تمكن المركز من إرسال أول قمر صناعي لرصد الأرض وهو «دبي سات-1»، حيث تم بناؤه بأيدي مهندسين إماراتيين وبالتعاون مع مبادرة «ساتريك» الكورية الجنوبية، وتهدف الصور التي يرسلها القمر لمراقبة التطور العام للمشاريع الضخمة مثل جزر النخلة ومطار آل مكتوم الدولي، وتم استخدامها لرصد جهود الإغاثة خلال زلزال تسونامي 2011 في اليابان.
وبعد نجاحه أطلق القمر الصناعي الثاني «دبي سات 2» في 2013، وتم بناؤه أيضاً من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين ولعب دوراً علمياً رئيسياً في رحلة تطوير المعرفة للمركز ومهندسيه، واشتمل على مواصفات وتقنيات مبتكرة فاقت قدرات القمر السابق.
في العام التالي وبأول إعلان من نوعه أعلنت الإمارات عن أول مهمة لها بين الكواكب إلى المريخ، ليعرف المشروع فيما بعد باسم «مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل» الذي كان تجسيداً حقيقياً لتطلعات الدولة وإلهامها.
وانطلقت المهمة إلى الفضاء في العام 2020 ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في 2021، ليقدم منذ ذلك الحين بيانات غير مسبوقة حول الطقس والظواهر على الكوكب الأحمر.
وفي 2017 تعاون المركز مع عدد من المؤسسات التعليمية ومنها الجامعة الأمريكية في الشارقة كجزء من برنامج نقل المعرفة المستدامة بمجال علوم الفضاء، ليتم إطلاق أول قمر اصطناعي نانومتري في الإمارات «نايف-1»، وليبشر المشروع بعصر جديد في المركز، كما أتاح لطلاب الهندسة المواطنين خبرة عملية في تصميم وتصنيع ودمج وتركيب وتشغيل الأقمار الصناعية الصغيرة.
واستكشف المركز عدداً من البرامج التعليمية منذ ذلك الحين، حيث أقام معسكرات استكشاف الفضاء والجولات المدرسية ومسابقات المشاريع الفضائية والخبرة البحثية للطلاب الجامعيين وبرامج المنح البحثية وبرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ إلى جانب مشاريع أخرى.
وعززت برامج التوعية الاهتمام بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب، وخلقت قاعدة متنامية من الأوساط الأكاديمية التي تتخذ من العلم منصة انطلاق لها في الدولة.
وشهد 2017 إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وفي العام الذي تلاه تم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين وهما هزاع المنصوري وسلطان النيادي من بين أكثر من 4,000 متقدم، وواصل هزاع تقدمه في صنع التاريخ كأول إماراتي بوصوله إلى محطة الفضاء الدولية، عندما انطلق إليها في مهمة لمدة 8 أيام على متن مركبة الفضاء «سيوز-إم إس 15» في 25 سبتمبر 2019 من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، وهي أول وأكبر منشأة إطلاق فضائية قيد التشغيل في العالم.
وتم الإعلان عن الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء في 2021، والتي ضمت أول رائدة فضاء عربية وهي نورا المطروشي إضافة إلى محمد الملا، ويعد هذا البرنامج أحد المشاريع التي يديرها برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويتم تمويله من قبل صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، لدعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة وتعزيز مكانة البلاد بهذه المجالات عالمياً.
بالعودة إلى برنامج الأقمار الصناعية أطلق المركز في أكتوبر 2018 «خليفة سات» أول قمر صناعي لمراقبة الأرض، يتم تصميمه وتصنيعه في الإمارات ليسهم في تعزيز مكانة الدولة بين الدول المصنعة الرائدة بمجال تكنولوجيا الفضاء في العالم، ودورها في الإسهام الفاعل في تقدم البشرية عن طريق توفير بيانات التصوير بالأقمار الصناعية القيمة.
ويعد المركز جزءاً من ميثاق الكوارث الدولي ومشروع Sentinel-Asia التابع للوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء، ولعبت الصور عالية الدقة التي تم التقاطها بواسطة «خليفة سات» دوراً مهماً في الإغاثة من الكوارث وإدارتها على مستوى العالم.
وتم إطلاق القمر الصناعي النانومتري الثاني في الدولة DMSat-1، وهو أول قمر صناعي بيئي نانومتري وطورته بلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في مارس 2021، لينضم إلى قائمة المشاريع الحكومية المميزة.
وفي الخطوة التالية في البرنامج وتحديداً في أكتوبر 2020 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مشروع قمر صناعي جديد يحمل اسم MBZ-SAT، ليكون ثاني قمر صناعي إماراتي يتم تطويره وبناؤه بالكامل من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين بعد «خليفة سات»، حيث سيتم تطويره في المركز ومن المتوقع إطلاقه في 2023 وسيكون القمر التجاري الأكثر تقدماً في المنطقة بمجال صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المركز في العام 2017 لقيادة مشروع الدولة الطموح لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ بحلول العام 2117، وذلك بالتعاون مع كبرى مؤسسات الفضاء الدولية، ويمثل مشروع «المريخ 2117» مساهمة كبيرة ومستمرة في إطار مساعي البشرية الهادفة لاستكشاف الكواكب، كما يتضمن مشاريع أخرى ومنها مهمة الإمارات لاستكشاف القمر ومهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء وغيرها من مشاريع الفضاء.
وتتضمن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر تطوير وإطلاق أول مركبة فضائية إماراتية تحمل اسم مستكشف القمر «راشد»، تيمناً باسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني نهضة دبي الحديثة، وسيتم تصميم المستكشف وبناؤه في الإمارات بأيدي فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين بالكامل، وفي حال نجاحها ستصبح الإمارات أول دولة عربية ورابع بلد في العالم تهبط على سطح القمر بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والصين، وخلال مهمته سيجري المستكشف العديد من الاختبارات العلمية على سطح القمر، ليسهم في إحداث تطورات نوعية بمجالات العلوم وتقنيات الاتصال والروبوتات، وسيتجاوز تأثير هذه التطورات قطاع الفضاء ليشمل مختلف القطاعات الحيوية في الاقتصاد الوطني والعالمي.
وفي أغسطس 2021، أعلن المركز عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين وهما: عبدالله الحمادي وصالح العامري للالتحاق بمهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء (المهمة رقم 1)، ضمن البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية «سيريوس 2020/ 2021»، وهي عبارة عن مهمة محاكاة تستمر 8 أشهر في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو، وبدأ صالح العامري المهمة ويدرس حالياً آثار العزلة والحبس على النفس البشرية ووظائف الأعضاء وديناميكيات الفريق للاستعداد لاستكشاف الفضاء على المدى الطويل.
ويؤمن المركز بأن مستقبل استكشاف وبحوث الفضاء قائم على الجهود التعاونية، ومن هنا أطلق شركة Space Venture وهي منصة تدشين للشركات الناشئة بقطاع الفضاء، وذلك عبر الشراكة مع المركز في مشاريع طويلة الأجل وتوفير التمويل لها ودعمها بالمعرفة التنظيمية والتكنولوجيا لتحقيق الجدوى والنمو المستدام للمستقبل.
وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء سالم حميد المري، إن المركز شهد 16 عاماً غنية بالأحداث كانت حافلة بالعديد من الإنجازات التاريخية، إن هذا يدعونا للتفاؤل بالمستقبل ولكن يجب علينا أيضاً أن نتعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهنا جميعاً، فالموارد ليست متاحة بلا حدود لكن خيالنا ودوافعنا للنجاح لا حدود لها، وسنواصل تحدي أنفسنا والبحث عن الفرص لإلهام واكتشاف الجيل القادم من المبتكرين والابتكارات التي ستغرس نوعاً جديداً من الإحساس، بالهدف والتفاؤل والديناميكية بقطاع الفضاء الإماراتي.
وفي الأسبوع الأول من أكتوبر أصدر المركز 110 غيغابايت من البيانات الجديدة حول الغلاف الجوي للمريخ، ضمن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ للجمهور لأول مرة، ومن خلال الشراكات الاستراتيجية العالمية مع القادة بهذا المجال وضع المركز أيضاً الأساس لرعاية أجيال من رواد الفضاء والعلماء والمبتكرين، ما سيضمن مواصلة تطورنا المستمر في قطاع الفضاء على الصعيدين المحلي والدولي.
ويعمل المركز أيضاً مع العديد من الشركاء في مهمة الإمارات لاستكشاف القمر وبمشروع القمر الصناعي (MBZ-SAT).
واستضاف المركز المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية 2021 الذي عقد في الشرق الأوسط لأول مرة بدبي، وكانت استضافة هذا الحدث أيضاً مهمة للغاية لتعزيز منظومة التعاون الفضائي وترك بصمة مؤثرة وإنشاء تحالفات فعالة، وبناء جسور المعرفة مع منظمات ووكالات الفضاء الدولية الرائدة بما يعود بالخير على البشرية جمعاء.
ومن الأقوال المأثورة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد من سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «ستعيش الأجيال القادمة في عالم مختلف تماماً عن العالم الذي اعتدناه ويتعين علينا إعداد أنفسنا وأطفالنا لهذا العالم الجديد»، إن هذه الكلمات تتماشى مع أدوار المركز على مدى العقد ونصف العقد الماضيين، وساعد تبني القيادة الحكيمة لرؤيته وحلمه في تشكيل معالم هذا البلد، ليصل إلى ما هو عليه اليوم وستظل المسيرة مستمرة طوال السنوات والعقود القادمة.