يحيا العالم مرحلة فاصلة، ما بين آراء تدعم بأننا سننتهي من الحالة الحرجة للجائحة، وأخرى متفائلة «بالتعايش» مع الوباء، وما بين مصاد رتؤكد بأن الجائحة لم تنتهِ بعد، وافتراض بأن التمحور «أوميكرون» هو آخر نسخة متحورة من فيروس كورونا، بالرغم بأن هناك تأكيدات طبية تدعم فرضية بأن عوارض المرض خفيفة، إلا أنه يبقى فيروسا خطراً، خاصة للحالات المرضية الحرجة.
بالتأكيد لسنا في المرحلة الفاصلة التي يمكننا أن نقول يقيناً بأنه مرض متوطن، ولهذا لابد من ضوابط من أجل التعايش مع الوباء، نحاول أولاً تجاوز المرحلة الحرجة من الجائحة التي تتسم بمآسي الوفيات والاحتجاز في المستشفيات.
كما هناك اعتبارات أخرى، حيث لا ترقى تغطية اللقاح في الدول الفقيرة إلى المستوى المطلوب، ولا تسد ثغرة التطعيم، هذا بحد ذاته له عواقب صحية وخيمة.
كما لم يتحلّ التضامن العالمي بمزيد من الإيثار والتضحية عند احتساب الأرباح من اللقاحات، كأنها تتاجر في سلعة.
نحن بحاجة إلى وقف تصاعد حدة الوفيات في العالم، وهم من فئات معينة من المجتمع الإنساني، خاصة من تلك الفئات التي تعاني من عوارض صحية خطرة أو مزمنة، عدا ما يُلحقه الوباء بالمرضى وأسرهم من أسى ندم الفقد.
ثمة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لـ(كوفيد-19) ذات فاعلية عالية تستهدف المسنين أو من يعانون مشكلات في الاستجابة المناعية، أو الحالات المرضية المزمنة، أو من هم في مجال الصحة إلخ.. حيث يلحق الوباء الضرر بفئات معينة، ويعرضهم لمخاطر الإصابة الحادة أوالوفاة.
اليوم لا مناص من إعادة النظر في مفهوم التعايش الآمن مع الوباء، والحاجة تستدعي وضع استراتيجية للتعايش، طالما كورونا ينتقي ضحاياه بعناية فائقة.
مع العلم، بأن التكيف مع الوباء ليس إيذاناً بالتساهل، ولكن بالتحول المرن من حالة الجائحة إلى الوباء المتوطن، وذلك من خلال تحديد الأشخاص الذين لديهم استعداد للمعاناة بشكل خطير من «كوفيد-19» وحمايتهم، وإعطاء جرعات لقاحات معززة لمن هم الأكثر عرضة للخطر، قبل إعطاء جرعات مُنشِّطة لمن هم أقل عرضة للإصابة بالمرض.
الخلاصة، إن الأزمة تفتح الباب لاستعجال الانتقال إلى مرحلة «التعايش» مع الضوابط، والتقيد بقيم المسؤولية تجاه من حولنا.. حينها سنكون قادرين على التعايش، والمقاربة المتوازنة، والانتهاء من المرحلة الحرجة، والخروج بأقل الخسائر، وتجنيب الآخرين مشاعر الحزن والأسى على ذويهم.