محمود محمد

حذر الخبير الاقتصادي​ وكبير المستشارين الاقتصاديين لدى شركة أليانز للتأمين، محمد العريان، من أن التقلبات الكبيرة التي شاهدناها بسوق الأسهم العالمية خلال الأسابيع الأخيرة ليست شيئاً من الماضي.

وأوضح أن التقلبات اليومية المذهلة زادت من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، وساهمت في شعور غير مستقر بشأن مستقبل سوق الأسهم، وليس فقط بسبب التغيير الملحوظ في موقف السياسة العامة، مرجحاً أن تستمر التقلبات على الأقل لفترة من الوقت، وذلك حسب موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي «Business Insider».

وفي تعاملات شهر يناير الماضي، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية انعكاسات حادة، وفي يوم واحد تأرجح مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة. وحقق مؤشر S&P 500 وناسداك صاحب التكنولوجيا الثقيلة أسوأ شهر لهما منذ مارس 2020، عندما ضرب وباء كورونا البلاد.

وجاءت عمليات البيع في الوقت الذي أشار فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه مستعد لرفع أسعار الفائدة عدة مرات خلال عام 2022 في مقابل التراجع عن الدعم الاقتصادي لمحاولة ترويض التضخم الحاد.

وراقب المستثمرون عن كثب البيانات الجديدة التي قد تؤثر على عملية صنع القرار في الاحتياطي الفيدرالي.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022

وقال العريان: «لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن الأسواق أصبحت شديدة الحساسية لإصدارات بيانات الاقتصاد الكلي، سواء كانت سوق عمل ساخناً وزيادات أعلى من المتوقع في أسعار المستهلك أو تكاليف توظيف أقل من المتوقع».

لكن العريان، قال إن هناك عوامل يغفلها المستثمرون تجذب قليلاً من الاهتمام، على الرغم من أنها أصبحت سمة هيكلية لأسواق اليوم وذلك بما في ذلك الأسهم الأكثر حيازة على نطاق واسع.

وأوضح أن «الأول هو السيولة غير المنتظمة، بما في ذلك حتى الأسهم الأكثر حيازة على نطاق واسع»، مشيراً إلى أن «العامل الهيكلي الثاني يتحدث عن تنامي دور وتأثير الصناديق المتداولة في البورصة».

وقال العريان إن مشكلة السيولة تعيق قدرة النظام على امتصاص المخاطر التي تغذي التقلبات. يعكس عدم التوازن بين زيادة المستخدمين النهائيين وصغر الميزانيات العمومية لدى الوسطاء.

أما بالنسبة لصناديق الاستثمار المتداولة، فقد أشار إلى أنها شكلت 40% من المستوى القياسي لحجم التداول يوم الاثنين الماضي، وهو مستوى سيولة مرتفع على ما يبدو يتناقض مع عدم سيولة الأسهم الفردية في الصناديق، ما ساعد على تكثيف الاندفاع للبيع.

ويعتقد معظم المحللين أن تقلبات السوق ستستمر في السيطرة على الأسواق، لكنهم يختلفون في المدة التي قد تستمر فيها ومدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه. يعتقد UBS أنه بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، قد يكون ذلك مفيداً، حيث سيأخذ بعض الهواء من زوايا المضاربة في السوق.

قال العريان إن المستثمرين اعتادوا على السيولة المرتفعة التي أدت إلى تحرك الأسواق في اتجاه واحد: لأعلى. ولكن ليس من الواضح الآن إلى متى ستستمر بعض المفاهيم التي تقود عمليات التداول - مثل لا يوجد بديل أو ما يعرف اختصاراً بـ (TINA)، والخوف من فوات الفرصة (FOMO) وشراء القيعان Buy The Dip.

وأضاف: «بعد تذبذبات يناير الضخمة في الأسواق، سيأمل الكثير منا في عودة ولو للحظات إلى يوم من تقلبات 2021 المنخفضة. لسوء الحظ، من المحتمل أن يستغرق هذا بعض الوقت، ما يعرض كلاً من السوق والاقتصاد إلى الأضرار».

ومؤخراً، كان للخبير الاقتصادي​ محمد العريان، بعض التصريحات الهامة أيضاً حيث قال إنه كان ينبغي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يكون أكثر وضوحاً بشأن خططه لمواجهة التضخم المتزايد في أول اجتماع للسياسة النقدية لهذا العام.

وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي، بقيادة الرئيس جيروم باول، يوم الأربعاء بعد اجتماع استمر يومين إلى أنه سيرفع أسعار الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من مارس المقبل، كما أنه ينوي أيضاً إنهاء برنامج شراء الأصول.

ولفت العريان إلى أن المركزي الأمريكي بحاجة إلى توصيل نواياه بشأن أسعار الفائدة بشكل أفضل. وقال العريان في مقال نشرته بلومبيرغ: «كان يجب أن تتوقف عن شراء الأصول على الفور وتعطي إشارة أوضح بشأن زيادات أسعار الفائدة».