واشنطن تبدي تفاهماً لتحسبات الأمن القومي الروسية
موسكو: سنصرّ على إجراء محادثة صادقة
جونسون: من الحيوي التراجع واختيار طريق الدبلوماسية
زيلينسكي يوقع مرسوماً لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية بـ 100 ألف جندي
بصيص من أمل تهدئة الأزمة بين روسيا ومعسكر الغرب حول الأزمة الأوكرانية، أطل برأسه بعد اتصال هاتفي جرى الثلاثاء، بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف؛ ففي حين أبدى الأول تفهماً لتحسبات الأمن القومي الروسية، طرح الثاني رفض موسكو لما وصفه بـ«رغبة حلف الناتو» في توسيع دائرة نفوذه على حساب روسيا». لكن الوزيران تعهدا خلال الاتصال بالحفاظ على المسار الدبلوماسي لحلحلة الأزمة، حسب وكالة بلومبرغ الأمريكية.
وفي أعقاب الاتصال، قال سيرغي لافروف في لقاء مع التلفزيون الروسي: «أنتوني بلينكن أقرّ بوجود مبرّرات لمواصلة الحوار (حول الأمن الروسي). سنرى كيف ستسير الأمور».
ولم يأت الوزير الروسي في تصريحه على ذكر أوكرانيا أو حول القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلد، على الرّغم من أنّ المكالمة الهاتفية بينه وبين نظيره الأمريكي تمحورت على التهديدات العسكرية الروسية للجارة الغربية الموالية للغرب.
يأتي ذلك في وقت يشير فيه مسؤولون غربيون إلى أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، وأن الأرقام ترتفع على نحو مضطرد منذ نوفمبر الماضي. وقدرت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأعداد الحالية بنحو 130 ألفا، فيما تصر روسيا على أنها لا تعتزم غزو أوكرانيا.
لكن لافروف شدد على أنّ القضية الأساسية بالنسبة لموسكو تظلّ رفض الغرب لمبدأ «عدم قابلية الأمن للتجزئة»، أي أنّه لا يمكن لدولة أن تعزّز أمنها على حساب دولة أخرى، وهو ما تتّهم روسيا الغرب وحلف شمال الأطلسي بفعله عند حدودها الغربية. وقال الوزير الروسي: «اليوم، أبلغت أنتوني بلينكن أنّنا لن ندع هذا الموضوع يُحجب. سنصرّ على إجراء محادثة صادقة والحصول على تفسيرات صادقة أيضاً».
وتقاطعت توجهات أطراف النزاع الإيجابية مع مناكفات سياسية ورسائل تحذير، شهدتها سلسلة زيارات قادة أوروبيين إلى موسكو وكييف؛ وفيما التقى بوتين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، صديقه الأقرب في الاتحاد الأوروبي، التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نظيره الهولندي مارك روته.
ورغم تأكيد وزير خارجيته موافقة واشنطن على «مناقشة» المخاوف الأمنية الروسية، رأى فلاديمير بوتين أن الغرب تجاهل المطالب الروسية بألا يتوسع الـ«ناتو» ليشمل أوكرانيا والجمهوريات السوفييتية السابقة الأخرى، ويمتنع عن نشر أسلحة هجومية بالقرب من روسيا، ويتراجع عن انتشار الـ«ناتو» في أوروبا الشرقية. وأشار إلى أن رفض الولايات المتحدة وحلفائها الاستجابة للمطالب الروسية ينتهك الالتزامات المتعلقة بالأمن التي قطعوها في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف أنه بينما يؤكد الحلفاء الغربيون على حرية كل دولة في اختيار التحالفات، يتجاهلون مبدأ «عدم تجزئة الأمن» المنصوص عليه في وثائق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وينطوي ذلك على مبدأ أنه لا ينبغي تعزيز أمن دولة على حساب دول أخرى.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنّه «من الحيوي أن تتراجع روسيا وتختار طريق الدبلوماسية» بشأن أوكرانيا، محذراً من أنّ غزو هذا البلد «يشكّل كارثة لروسيا والعالم». وأضاف جونسون خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف «نحن مستعدّون للحوار بطبيعة الحال، لكنّ العقوبات جاهزة أيضاً».
من جانبه، وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوما لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية بمقدار 100 ألف جندي على مدار ثلاث سنوات وزيادة رواتب العسكريين، في حين احتشد القادة الأوروبيون لدعمه في الأزمة مع روسيا.
وحث زيلينسكي أعضاء البرلمان الأوكراني على التزام الهدوء وتجنب الذعر، قائلا إنه أمر بالزيادة «ليس لأننا سنخوض الحرب قريبا؛ ولكن حتى يعم السلام في أوكرانيا قريبا وفي المستقبل». ويبلغ عدد القوات المسلحة الأوكرانية حاليا نحو 250 ألفا، مقارنة بالقوة الإجمالية للجيش الروسي البالغة زهاء 900 ألف. وقالت أوكرانيا إنها تعمل مع بولندا وبريطانيا لتعزيز التعاون «في سياق العدوان الروسي المستمر».
وفي زيارة إلى كييف، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيويش مورافيسكي إن وارسو ستساعد أوكرانيا في إمدادات الغاز والأسلحة، فضلا عن المساعدات الإنسانية والاقتصادية. وأضاف مورافيسكي «نعيش بالقرب من جار مثل روسيا، ونشعر بأننا نعيش عند سفح جبل بركاني». وتعهد بتقديم ذخيرة مدفعية وقذائف مورتر وأنظمة دفاع جوي محمولة وطائرات استطلاع مسيرة إلى أوكرانيا.