هبه عبدالباقي

تشكل الاكتتابات العامة المرتقبة بالأسواق الإماراتية «استثماراً مغرياً» للمستثمرين بفضل الأساسات القوية للشركات وآفاق النمو الواعدة للاقتصاد الإماراتي، بحسب محللين وخبراء أسواق مال.

وبصفة عامة يعتبر الاستثمار في الأسهم عند الاكتتاب العام سلاحاً ذا حدين، حيث يرى البعض أنه فرصة كبيرة للاستثمار وتحقيق عوائد مادية خاصة في الاكتتابات الناجحة، ولكن يرى البعض أنها قد تحمل طريقاً لفقد الأموال، خاصة أن هناك بعض الأسهم تشهد تضخماً بالأسعار في الأيام الأولى من تداولها وسرعان ما تفقده مع مرور الوقت من التداول.

بوصلة الاكتتابات

ويرى محللو أسواق المال، أن هناك عدداً من العوامل التي يمكن أن يهتدي بها المستثمرون عند الاستثمار في أوقات الاكتتابات، أهمها نفسية المستثمرين وحالة السوق في وقت الاكتتاب، بالإضافة إلى قوة البيانات المالية للشركة ومدى قدرتها على تحقيق الأرباح خلال السنوات الماضية واستراتيجيتها في التوزيعات الدورية.

عوامل مؤثرة

وأفاد عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي وضاح الطه، أن هناك عدة عوامل تؤثر على نجاح الاستثمار في الأسهم عند الاكتتاب، أهمها تاريخ الشركات وقدرتها على تحقيق الأرباح خلال الأعوام السابقة والحالة النفسية للمستثمرين ووضع السوق.

أخبار ذات صلة

الأسهم العالمية تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية
لوسيد تتجاوز هدفها وتنتج 7 آلاف سيارة كهربائية 2022


وأشار إلى أن نسبة الطرح تلعب دوراً أيضاً في نجاح الاستثمار عند الاكتتاب، فإذا كانت النسبة محدودة يشهد الاكتتاب إقبالاً كبيراً وطلباً عالياً يفوق حجم الطرح.

نجاح الاستثمار

وعلى المستوى المحلي، أكد الطه أن الاكتتابات المرتقبة في الأسواق الإماراتية خلال الفترة المقبلة، تتمتع بكافة العوامل السابق ذكرها، ما يشير بنجاح الاستثمار في تلك الاكتتابات التي من المتوقع أن تشهد نجاحاً كبيراً، ويكون الاستثمار فيها عند الاكتتاب مغرياً للغاية، خاصة إذا تعلق الأمر بالاكتتابات في الشركات الحكومية أو الشركات الكبيرة في السوق.

وذكر أن استراتيجيات الشركة في التوزيعات تعتبر أيضاً من العوامل المهمة التي تحدد نجاح الاستثمار في الشركة عند الاكتتاب مثلما حدث في سوق أبوظبي في شركتي أدنوك للتوزيع وأدنوك للحفر والاتجاه نحو التوزيعات النصفية وربما الربع سنوية، والتي تجعل الاكتتاب في تلك الشركات استثماراً مغزياً طويل الأجل يدفع المستثمرين للاحتفاظ بالسهم.

سلاح ذو حدين

وقال رئيس الباحثين لدى «سنشري فاينانشيال» أرون ليزلي جون، إنه في كثير من الأحيان يميل مستثمرو التجزئة إلى بقائهم على الهامش عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الاكتتابات العامة الأولية بأسعار عرض الاكتتاب، والتي يمكن أن تكون في كثير من الأحيان أقل كلفة بكثير من سعر السهم، وهو ما يحقق عائداً كبيراً بعد انتهاء الاكتتاب وتداول السهم مع مرور الوقت.

وأشار إلى أن الاستثمار في الاكتتاب العام أمر محفوف بالمخاطر، فيمكن أن يعقب الشراء عند الاكتتاب مكافآت مجزية تصل إلى أضعاف سعر الاكتتاب في السهم ، حيث إن أسعار الأسهم التي تشهد اكتتابات عامة متقلبة للغاية، خاصة في الجلسات الأولى من تداوله، حيث لا يزال المستثمرون يقومون بقياس آفاق الأسهم الجديدة.

وتابع: في بعض الأحيان، يمكن أن يزيد سعر السهم عن سعر الإصدار بكثير في المستقبل، ولكن هناك سيناريو آخر أيضاً يتمثل في هبوط الأسعار عن سعر الاكتتاب، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة كبيرة للمستثمرين.

أساسيات الشركة

ولفت جون إلى أنه يجب على المستثمرين ملاحظة أن أساسيات ونموذج أعمال الشركة يلعب دوراً كبيراً في الاكتتاب العام الناجح لذا يحتاج المستثمرون إلى التأكد من مدى قوة أساسيات الشركة عندما يتعلق الأمر بتقييمها.

ونوه إلى أن المعرفة والخبرة السابقة في الاستثمار عند الاكتتاب العام سوف تساعدك في اختيار الاستراتيجية المناسبة للاستثمار، حيث يمكن أن يفهم المستثمرون ذو الخبرة قدرة الاكتتاب على النجاح وتأثيره على معنويات السوق على عكس المستثمر المبتدئ الذي لا يستطيع أن يفرق بين الاستثمار الجيد أو السيئ.

وقال إن شراء سهم في وقت الاكتتاب العام ثم بيعه في وقت لاحق قد يؤدي لتحقيق عوائد أعلى إذا كان السهم لديه إمكانات صعود كبيرة، ومع ذلك، يجب على المرء ألا ينسى إمكانية أن تتخبط أسهمه عند ظهورها في السوق لأول مرة.