أكد خبراء وتنفيذيون في مجال السياحة بالإمارات أن ما يزيد على 50% من الجولات السياحية في الدولة تستهدف الوجهات التي تقدم أنشطة غنية بالمغامرات والحماس والإثارة، مشيرين إلى أن هذا القطاع استطاع أن يدر أرباحاً كبيرة على أصحاب الشركات والمشاريع الناشئة والمتوسطة والكبيرة.
ووصف خبراء وتنفيذيون لـ«الرؤية» سياحة المغامرات في الإمارات، بالقطاع الواعد، لافتين إلى أن الدولة تمتلك الكثير من المقومات والمميزات التي تساعدها على المنافسة بقوة في هذا المجال عالمياً، لافتين إلى أن ركائز هذا القطاع تتوزع على البر والبحر والجو والجبال، فضلاً عن طبيعة المناخ خاصةً بداية من أكتوبر حتى شهر مايو من كل عام.
وأشاروا إلى أن ما يميز سياحة المغامرات في الإمارات هو تشدد الوجهات السياحية بالدولة في اتخاذ أقصى معايير الأمان، فضلاً عن التسهيلات وتنوع الخيارات المتوافرة للمغامرين، لافتين إلى أن هذه الرحلات تتميز بأنها مناسبة لكل الجيوب، حيث تبدأ كلفة الرحلة للفرد الواحد من 50 درهماً، وتصل إلى 2000 درهم.
خيارات متنوعة
أكد المدير العام لدى «ذا ناشونال اكواريوم - أبوظبي» بول هاميلتون، أن قطاع سياحة المغامرات يشهد نمواً متزايداً، لا سيما مع تزايد وجهات وخيارات المغامرة والاستكشاف، الأمر الذي يتطلب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، مشيراً إلى أن التخصص في نوع معين من قطاعات السياحة كسياحة المغامرات، أمر جيد يساعد على تعزيز مصادر الدخل.
ولفت إلى أن المشاريع السياحية والترفيهية تلقى إقبالاً لافتاً من الزوار والسياح في الإمارات، لذا جاء إطلاق وجهة «ذا ناشونال اكواريوم» (حوض الأحياء المائية الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط) ضمن مشروع القناة الضخم في أبوظبي، والذي افتتح رسميًا قبل شهرين.
ولفت إلى أن خطة الوجهة تتمثل في تقديم خدمات وأنشطة غنية بالمغامرات كالغوص مع أسماك القرش والراي، ولقاء وإطعام الحيوانات البحرية بمقابل يعتبر جيداً، لا يزيد على 180 درهماً.
وأشار هاميلتون إلى أن سياحة المغامرات تجد إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع لا سيما الشباب، لذلك يحتاجون إلى خيارات عدة تقدم لهم تجارب ترفيهية متميزة وجديدة تتطلب حس المغامرة والحماس.
ولفت إلى أن أهم ما يميز التجارب التي يقدمها الأكواريوم هو استعانته بمدربين ومتخصصين في المجال، مع تطبيق معايير أمان عالية حتى نضمن سلامة الزوار.
ويضم «ذا ناشونال اكواريوم» الكثير من الكائنات الحية المائية المتواجدة المثيرة والمرعبة نوعاً ما، بما فيها ما يزيد على 200 سمكة من القروش والشفنينيات ضمن 25 نوعاً مختلفاً.
كما توفر الوجهة للضيوف فرصة رائعة للتعمق في عالم الغواصات واكتشاف التنوع الملهم للأنواع الموجودة في المحيطات، فضلاً عن تجربة إطعام قرش الثور، الذي يعتبر من أخطر أنواع أسماك القرش الموجودة في المحيطات، ويتواجد لأول مرة في المنطقة.
انتعاش متزايد
أكد منسق الفعاليات والأنشطة في مركز الفجيرة للمغامرات، حسين الجاسم، أن قطاع سياحة المغامرات في الإمارات يشهد انتعاشاً في العامين الأخيرين، حيث زاد الإقبال على خدماته بنسب تراوح بين 20 و30%، منوهاً بأن الدولة تشهد تزايداً في المشاريع السياحية التي تقدم أنشطة متخصصة في مجال المغامرات، خاصة أنها تستقطب اهتمام 40 إلى 50% من الزوار والسياح.
وشدد على اهتمام الإمارات بهذا القطاع الذي يشارك بصورة كبيرة في إيرادات قطاع السياحة المزدهر في الدولة، لافتاً إلى أن «الفجيرة للمغامرات» يعتبر أول مركز حكومي على مستوى العالم يهتم بسياحة وأنشطة وتجارب المغامرات تحت إدارة حكومة الفجيرة، ويتيح العديد من التجارب المميزة للزوار والسياح، ويمتلك فريقاً مدرباً من المرشدين والمتطوعين المؤهلين للإشراف على تنظيم وسير الطلعات والرحلات التي ينظمها المركز.
ولفت الجاسم إلى أن المركز يحرص على تنظيم أنشطة المغامرات على مدى العام، لكنه يؤكد أن سياحة المغامرات تشهد مزيداً من الانتعاش خلال موسم الشتاء مع اعتدال المناخ ودرجات الحرارة.
ونوه بأنه وبمجرد الإعلان عن المغامرات الجديدة التي ينظمها المركز، نشهد أكثر من 1000 طلب للمشاركة، علماً بأن تجربة «الهايكنج» وركوب الدراجات الجبلية تعتبران من أكثر التجارب جذباً للزوار والسياح في الإمارات.
وأشار إلى قيمة رسوم الاشتراك التي تفرضها الشركات المنظمة لتلك الرحلات محلياً تراوح بين 100 و350 درهماً.
وأكد الجاسم أن ما يميز سياحة المغامرات في الإمارات أنها تتميز بمستوى عالٍ من الأمان والسلامة. فعلى سبيل المثال، تمتلك الفجيرة نحو 50 مساراً للدراجات ذات تضاريس وإطلالات مختلفة فمنها ما يقع في جبال ومنها ما يطل على عيون الماء ومنها ما هو مصمم للعائلات والمبتدئين ومنها مسارات بتضاريس متوسطة أو شديدة الصعوبة والتي عادة ما تكون متخصصة للمحترفين.
ولفت إلى أن سياحة المغامرات ساهمت الزوار والسياح على استكشاف الوجهات والمعالم التاريخية والحضارية المميزة في بالدولة والتي تندرج تحت إطار السياحة الثقافية، والتراثية والأثرية والبيئية.
اقرأ أيضاً:
مغامرون: «سياحة الأدرينالين» علاج للمغامر وربح للمستثمر
عنصر مؤثر
ترى مؤسسة إحدى شركات التي تنظم رحلات مغامرات في الإمارات، المغامرة سارة سهيل، أن أنشطة المغامرات في الإمارات تستقطب الكثير من الزوار والسياح إلى الدولة سنوياً، خاصةً خلال فصل الشتاء، نظراً لاعتدال المناخ ودرجات الحرارة.
وأكدت أن سياحة المغامرات تشكل أكثر من 50% من إجمالي الأنشطة السياحية بالدولة، الأمر الذي يجعلها عنصراً مؤثراً بصورة كبيرة في الاقتصاد المحلي.
وتنقسم سياحة المغامرات إلى نوعين وفقاً لسهيل، التي حددتها بالمغامرات «الداخلية» والثانية «الخارجية» بالهواء الطلق، لافتة إلى أن تكاليف رحلات المغامرات أو الخدمات تبدأ من 50 درهماً وقد تصل إلى أكثر من 100 درهم حسب النشاط والوجهة.
وأشارت إلى أن المعالم السياحية في الدولة التي تستقطب المغامرين تتميز بكونها تدمج بين المعالم الأثرية التاريخية والأنشطة الحديثة والمتقدمة، ومنها على سبيل المثال أنشطة المغامرات التي تعقد بالقرب من جبال الإمارات.
ولفتت إلى أن ما يميز الوجهات السياحية التي تقدم فعاليات ترفع الأدرينالين أنها تناسب كل الفئات العمرية، وكذلك استهدافها للجنس الناعم بأيام وفعاليات مخصصة، الأمر الذي يتيح لهن فرصة ممارسة كافة الأنشطة بحرية وطلاقة.
4 خيارات
وصفت مؤسسة أحد المشاريع السياحية الناشئة بالإمارات، الشابة شيماء إبراهيم، سياحة الصحراء، بأنها أبرز أنواع سياحة المغامرات التي تعتبر الأكثر استقطاباً للزوار في الإمارات لا سيما أن كلفة الرحلات إلى تلك الوجهات مناسبة وحجم إنفاق الفرد فيها يراوح بين 100 و350 درهماً في الرحلة الواحدة.
ولفتت إلى أن أنشطة الرحلات الصحراوية تتضمن أنشطة التزلج على الرمال أو الجولات الحرة في قلب الصحراء مع الجمال، وكذلك القيادة على الكثبان الرملية، منوهة بأن قرابة 50% من الوجهات السياحية الترفيهية والثقافية تخصص تجارب وأنشطة تفاعلية تتطلب حس المغامرة والحماس.
ولفتت إلى أن مكونات سياحة المغامرات في الإمارات تتوزع على 4 خيارات براً وبحراً وجواً وجبلاً، حيث تشهد هذه الأنواع إقبالاً كبيراً من السائحين وانتعاشاً ملحوظاً خاصة في الصحراء والمناطق البرية والجبلية في مثل هذا الوقت من كل عام.
ولفتت إلى أن هذا الإقبال الكبير على هذا النوع من السياحة يعود لحرص الجهات المختصة على الترويج للتضاريس الطبيعية التي تزخر بها الدولة والتي تتضمن البيئات المختلفة سواء الجبلية أو البحرية أو الصحراوية وغيرها من البيئات التي تغري المغامرين لخوض تجارب سياحية ممتعة وشيقة.
وأشارت إلى أن الإمارات تقدم العديد من المغامرات الجوية بما فيها أنشطة القفز الحر سواء الداخلية أو الخارجية، كما تمنح السياح فرصة الاستمتاع بتجارب التحليق فوق المنحدرات المذهلة والأودية الساحرة في جبل جيس باستخدام أطول مسار انزلاقي بالعالم.
ونوهت بأن أهم ما يميز تجارب المغامرات بالإمارات عن مثيلاتها بالعالم، هو التشدد في اتخاذ معايير أمان في غاية الدقة.
وعزت هذا الإقبال على سياحة المغامرات من قبل الزوار والسياح إلى رغبتهم في الخروج من شرنقة روتين المدينة، الأمر الذي زاد شغفهم بسياحة المغامرات لا سيما في الصحراء، الأمر الذي جعل من رمال الصحراء الذهبية الشاسعة والجبال الشاهقة قبلة مفضلة للسياح حيث يقضون لحظات سمر تظل محفورة في الذاكرة.
وأكدت أن صحاري وجبال الإمارات تحولت إلى مناطق جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم ممن يرغبون في التعرف على التراث المحلي، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة هذا النوع من السياحة في العائد المحلي.
مؤشرات محفزة
تشير مؤشرات الأداء التابعة لقطاع السياحة الصادرة عن وزارة الاقتصاد في عام 2020، إلى أن عائدات قطاع السفر والسياحة محلياً وصلت إلى 180.4 مليار درهم في عام واحد، وبلغت نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي نحو 11.6% قبل عامين، وبلغ إجمالي إنفاق السياح القادمين من الخارج في عام 2019 نحو 143.1 مليار درهم.
كما تشير الإحصاءات إلى أن دبي استقبلت خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر الماضي 6.02 مليون سائح دولي في يناير- نوفمبر 2021، وجاءت الهند في الصدارة بعدد 794 ألف سائح دولي، بينما تستهدف رؤية الشارقة السياحية زيادة التدفقات السياحية إلى الإمارة لتصل إلى 10 ملايين سائح خلال السنوات الحالية.