عشنا شهوراً أخيرة هادئة في الشرق الأوسط، بالتحديد آخر 18 شهراً تقريباً، أي منذ وصول بايدن للبيت الأبيض، وما تلاها من أحداث مثل المصالحة الخليجية وغيرها. ولكن هذا الهدوء لم يكن إلا فاصلاً مؤقتاً قبل عودة السخونة للأجواء. الانتصارات الساحقة التي حققتها ألوية العمالقة في غضون أيام وتحرير شبوة ومأرب من القبضة الحوثية، أثبتت أنها عسيرة الهضم على الحوثي ومن يسانده. هذا أمر مفهوم، فالحوثي بحاجة للمال، وفي شبوة ومأرب الكثير من النفط، والمنطق الذي يحرك تصرفات الحوثي وجّهه نحو الإمارات لدورها المهم في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
سأبدأ بالشق العالمي، حيث نعلم أن الحوثي لم يكن ليقوم بهذه الضربات لولا دعم إيران له بالصواريخ، ولولا وجود خبراء من حزب الله اللبناني يشغّلونها ويدربون طواقم الحوثي على استخدامها. الدعم الإيراني وعدم قيام طهران بأي جهود لإيقاف ضربات الحوثي، يدل على أن طهران لا تنوي التوقف عن تكتيك ضرب خصومها بطريقة غير مباشرة عبر مليشياتها المتوزعة في المنطقة، والخصوم ليسوا فقط من دول المنطقة، بل تأتي أمريكا في مقدمتهم.
سأبدأ بالشق العالمي، حيث نعلم أن الحوثي لم يكن ليقوم بهذه الضربات لولا دعم إيران له بالصواريخ، ولولا وجود خبراء من حزب الله اللبناني يشغّلونها ويدربون طواقم الحوثي على استخدامها. الدعم الإيراني وعدم قيام طهران بأي جهود لإيقاف ضربات الحوثي، يدل على أن طهران لا تنوي التوقف عن تكتيك ضرب خصومها بطريقة غير مباشرة عبر مليشياتها المتوزعة في المنطقة، والخصوم ليسوا فقط من دول المنطقة، بل تأتي أمريكا في مقدمتهم.
أمريكا التي تحاول في هذه اللحظات تسهيل مفاوضات فيينا للتوصل لاتفاق يجدد صفقة 2015 النووية مع إيران، قد تلجأ للتغاضي عن الدور الإيراني في دعم الحوثي بالصواريخ حتى لا تتعثر المفاوضات، ولكن إلى متى؟ هناك غضب أمريكي من إمكانية استهداف قواتها وفي حال عدم التوصل لاتفاق في فيينا، فإن ما حدث قد يغير من نظرة وسلوك إدارة بايدن تجاه إيران في المنطقة، أقول إن هذا احتمال على الورق فقط لأن الإدارة الحالية تبدو دون بوصلة واضحة في إدارة ملفات عالمية عدة، من تايوان إلى أوكرانيا، ولا أظن أن الأمريكان سيكتشفون فجأة الحنكة اللازمة لحلحلة أزمات المنطقة، وهو ما يعيه الإيرانيون جيداً.
إماراتياً، هناك سيناريوهات محتملة وأولويات عاجلة، منها سيناريو ردة فعل الإدارة الأمريكية من حيث إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وكذلك الرسائل التي ترسلها طهران، علانيةً أو من خلف الكواليس.
سيناريو ثانٍ هو مواصلة التركيز على وسائل تدفع الحوثي للدخول في مفاوضات حقيقية مع الحكومة اليمنية لإنهاء الأزمة، أما عن الأولويات فهي ثلاث، وتتوزع من أخذ زمام المبادرة لزيادة وعي المجتمع الدولي حول خطر استخدام الدرونز لضرب الأهداف المدنية وضرورة تجريم ذلك، إلى العمل أكثر على تطوير الصناعات العسكرية الإماراتية في مجال الدفاع الجوي، ثم إلى تعميق الحوار والتواصل مع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي في هذه المرحلة الحساسة.
إماراتياً، هناك سيناريوهات محتملة وأولويات عاجلة، منها سيناريو ردة فعل الإدارة الأمريكية من حيث إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وكذلك الرسائل التي ترسلها طهران، علانيةً أو من خلف الكواليس.