وقعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية تعاون اقتصادي وتجاري وفني مع حكومة جمهورية التشيك، والتي تمهد لتأسيس لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين تعمل على تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية المتينة وتطوير برامج وآليات فعالة للتعاون والشراكة في مجالات التجارة والاستثمار وتبادل المعرفة والعمل الاقتصادي المشترك خلال المرحلة المقبلة، بما يصب في دعم خطط النمو الاقتصادي المستدام في البلدين.
وقع الاتفاقية ممثلاً لحكومة دولة الإمارات عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومن جانب حكومة جمهورية التشيك جوزيف سيكيلا وزير الصناعة والتجارة في جمهورية التشيك، وذلك بحضور عبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، وبيري سلافيك سفير جمهورية التشيك لدى الدولة، وعدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
مرحلة جديدة
وأكد عبدالله بن طوق المري أن دولة الإمارات تتمتع اليوم بشبكة واسعة من الشراكات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع الأسواق العالمية في مختلف قارات العالم، وتتبنى بفضل رؤية قيادتها الرشيدة استراتيجية طموحة لتطوير هذه الشراكات إلى مستويات جديدة انسجاماً مع مستهدفات الخمسين ومحددات مئوية الإمارات 2071 وفق مبادئ المرونة والانفتاح والتعاون الاقتصادي الدولي في مختلف القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاعات الاقتصاد الجديد والمستقبلي.وأضاف: «تعد التشيك وجهة اقتصادية بارزة وشريكاً مهماً لدولة الإمارات في منطقة وسط أوروبا، وهي تتمتع ببنية اقتصادية وصناعية قوية وغنية بفرص التعاون التي يمكن من خلالها بناء شراكة مستدامة ومثمرة مع قطاع الأعمال الإماراتي، ويمثل توقيع الاتفاقية الجديدة اليوم للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني مع جمهورية التشيك محطة مفصلية في مسيرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويمهد لعقد أول لجنة اقتصادية مشتركة بما يفتح قنوات جديدة للشراكة وبرامج التعاون التجاري والاستثماري القائمة على رؤى واضحة وقطاعات وفرص محددة وواعدة وأهداف مشتركة بين الحكومتين ومجتمعي الأعمال في البلدين الصديقين. وسنواصل جهود التعاون مع شركائنا في التشيك لتطبيق مخرجات هذه الاتفاقية على أرض الواقع بما يخدم تطلعات البلدين في التنمية الاقتصادية».
وأشار إلى أن القطاعات التي حددتها الاتفاقية مع التشيك تمثل خريطة طريق لمرحلة جديدة من التعاون المثمر ولا سيما في قطاعات الاقتصاد الجديد، حيث تم الاتفاق على أن تكون أنشطة الإنتاج والصناعات المختلفة والطاقة المتجددة وتقنيات المستقبل والابتكار والزراعة الحديثة والفضاء والاقتصاد الرقمي والرعاية الصحية والأمن الغذائي وريادة الأعمال والسياحة والسياحة العلاجية، في مقدمة القطاعات التي ستقود التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وهي قطاعات ذات ثقل رئيسي في رؤية دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة وبناء اقتصاد المستقبل، ما يمهد لشراكة مستدامة وطويلة المدى وذات مردود اقتصادي إيجابي بين البلدين.
ودعا بن طوق الوزير التشكي لحضور فعاليات الدورة الأولى من قمة إنفستوبيا للاستثمار investopia، والتي تنطلق 28 مارس المقبل، خلال معرض إكسبو 2020 دبي، وتجمع بين قادة حكومات ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص والبنوك الاستثمارية والشركات العائلية وصناديق الاستثمار ومؤسسات أكاديمية وبحثية ومكاتب الاستثمار على مستوى العالم لإطلاق الأفكار وصناعة الفرص وتمكين استثمارات المستقبل.
تطوير التعاون المشترك
ومن جانبه، أكد جوزيف سيكيلا وزير الصناعة والتجارة في جمهورية التشيك أن الاتفاقية ستضمن ظروفاً أفضل لتطوير العلاقات بين جمهورية التشيك والإمارات العربية المتحدة وسترتقي بها إلى مستوى أعلى، وستسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات كبوابة حيوية للمصدرين والمستثمرين التشيكيين للاستفادة من الفرص في أسواقها المحلية والتوسع منها إلى الأسواق الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرق أفريقيا.وأضاف: «تعد دولة الإمارات ثامن أكبر سوق تصدير للتشيك خارج أوروبا، وسنعمل من خلال الاتفاقية الجديدة على تطوير التعاون والشراكة في القطاعات ذات الإمكانات الاستثمارية العالية، مثل الطاقة والطيران والتكنولوجيا والزراعة وقطاع الشركات الناشئة وحلول المدن الذكية والمستدامة».
ونصت اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية التشيك على إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، وبحث الجانبان كل الترتيبات لعقد الدورة الأولى للجنة خلال الفترة المقبلة.
كما حددت اللجنة 10 قطاعات وأنشطة اقتصادية رئيسية ترسم مسارات التعاون بين البلدين شملت: التجارة الثنائية في السلع والخدمات، الترويج للاستثمار، الصناعة بما في ذلك بناء وإنتاج وصناعة آلات النقل، الزراعة وصناعة الأغذية الزراعية، البيئة، الطاقة والطاقة المتجددة، العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، التعليم وتنمية الموارد البشرية، الرعاية الصحية.
وبلغ إجمالي التبادل التجاري غير النفطي خلال عام 2020 نحو 3.65 مليار درهم، ويرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات الداعمة للشراكة الاقتصادية المتنامية بين البلدين، من أهمها اتفاقية الخدمات الجوية واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار.
وجذبت أسواق دولة الإمارات استثمارات تشيكية بنحو 154 مليون درهم خلال عام 2019 تركزت في الأنشطة العقارية وتجارة الجملة والتجزئة وإصلاح السيارات والمركبات والدراجات النارية والمعلومات والاتصالات، وفي المقابل بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في التشيك بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في التشيك بنحو 87 مليون درهم خلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2019 تركزت في قطاع النقل الجوي للركاب والبضائع.