بمناسبة مرور 50 عاماً على تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مقاليد الحكم في إمارة الشارقة، وزيارة وفد من المجلس الاستشاري بالشارقة، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة صباح يوم أمس الثلاثاء أصبوحة شعرية شارك فيها كل من حسن النجار من دولة الإمارات، وصهيب نبهان من مصر، وعماد بابكر من السودان.
حضر الجلسة محمد البريكي مدير البيت وعدد من المهتمين، وفي البداية رحب البريكي بالحضور، وعرف على بيت الشعر ودوره وأنشطته، ثم قدم الشاعر الإعلامي والناقد عماد بابكر الفعالية، واستهلها بأبيات عن ذكرى تولي صاحب السمو حاكم الشارقة مقاليد الحكم في الإمارة منها:
سما وتعاظم سلطانُها
وقاد الإمارةَ ربانُها
بحلم تجذر في ذي النفوس
وحب يغذيه إيمانها
وعلم يزيّن شم الأنوف
يجاري به الشيبَ شبانُها
لتشرق في كل فجر شموس
يبزُّ ضيا الشمس سلطانُها
وتبعث للأرض رسل الجمال
وتحوي الثقافةَ شطآنُها
الشاعر حسن النجار طاف بشجو شعره في فضاءات الشارقة حباً ووفاء وولاء، وقرأ في افتتاح عزفه قصيدة «يا حظ شارقة» منها:
سلطانُ.. أنتَ الوالدُ الرُّبَّانُ
قدتَ السفينةَ.. فانتشتْ شطآنُ
خُطُواتُ مجدِكَ بالضياءِ نَعُدُّها
عمراً تُفاخِر عنده الأزمانُ
يا أنتَ يا عطرَ الثقافةِ والرؤى
عاد الكتابُ بعهدكم يزدانُ
صفحاته طارت حماماً مولعاً
بالحبِّ.. فيها يعظم الإنسانُ
سلطانُ.. يا كفَّ الأُبُوَّةِ حينما
تحنو بدفئِكَ يُزهرُ التحنانُ
كما قرأ النجار قصائد عذبة اللغة، مرهفة الحس، ومن «حمام الروح» قرأ:
الآنَ.. حطَّ حمامُ الروحِ من سفرٍ
نامي هناءً بأحلامٍ من الزَهَرِ
ورفرفي حرةً ترتاد غيمتَها
ترشُّ سحرَ الهوى للنبضِ للوترِ
فرحى.. تسافر من دنيا الندى شغفاً
تحيي سماواتِها في بهجةِ السَمَرِ
غنِّي ملاكاً أضاءَ الأفْقَ أجنحةً
وهدهدي الروحَ في أرجوحةِ السهرِ
هيا تعالي.. أنيخي ركبَ قافلةٍ
من الحنينِ.. أعيدي الضوءَ في بصري
الشاعر صهيب نبهان الذي وقف على منبر بيت الشعر في الشارقة لأول مرة، أشاد بدور البيت، وما تقدمه إمارة الشارقة في ظل دعم حاكمها، وقرأ نصوصاً تتسلل بخفتها إلى الروح، وتراقص بعزفها المشاعر، ومن «بكائية الأنوار» قرأ:
زَرَعْتِ الوَرْدَ في جَنْبَيَّ شَوْكَا
فَأَمْعَنَتِ الجِرَاحُ هُنَاكَ فَتْكَا
تَلَوَّنَ نَزْفُنَا ضَعْفًا وَدَمْعًا
وَدَكَّتْ رُوحَنَا الآلامُ دَكَّا
تَسِيلُ الذِّكْرَيَاتُ عَلَى سُطُورٍ
فَيُتْقِنُهَا الأَسَى نَظْمًا وَسَبْكَا
رَأَيْتُ الرَّاحِلِينَ نُجُومَ لَيْلٍ
يَزِيدُونَ المَدَى نُورًا وَمِسْكَا
واختتم الشاعر عماد بابكر القراءات بنص روحي حلق به في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ومنها:
هو الحبُّ يرفعُ بعضاً ويخفِضِ بعضا
وبعض الهوى كاذبٌ يا فؤادي
وبعضٌ يحول
وبعضُ الهوى عابرٌ
مثل سَكرةِ ليلٍ وشُربِ شَمول
وآخرُ وصفٌ لنار حَبيبٍ
وإن خَمْدت فالطلول
هوىً للحسانِ.. لتحنَانِهن
لمِشيتِهن وهزِّ الحجول
هوىً يُقعِد النفس
يُكسِبها حب دُنيا سراب
ويدمغها بالخُمول
ولكنَّ قلبي سما بهواكم
وسارَ مَسيراً يطُول يطُول
وماضل قلب بصدق فؤادي
عَلا إذ تَخيَّر نبع الصفاء
ويعلو إذا نال منك القَبُول
لك الحبُ يا سيدي يا حَبيبَ الإله
وخيرَ الأنامِ وخيرَ رسول