الاهتمام بالثقافة والمثقفين درب الجدود، وامتدت جذوره للحكماء من الأحفاد، لذا كانت جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ نصف قرن في خدمة الثقافة العربية، متشعبة الجذور، لإدراكه المبكر بأهمية دور الكُتب كمنبع للعِلم ووعاء حافظ لها، فلم يكتفِ بالدعم المادي للكثير من المشروعات الثقافية في عدة أقطار عربية فقط، ولكن قد امتدت جذور مجهوداته حتى أضحت رؤية تتسم بها الشارقة في احتضانها للكثير من المبدعين العرب والاحتفاء بهم وبأعمالهم الإبداعية.
وجّه سموه بإنشاء مدينة الشارقة للنشر، والعناية الفائقة بالمكتبات العامة في الشارقة وتحديث محتواها المعرفي وتزويدها بآخر الإصدارات بشكل دوري، ولم تغفل توجيهاته ضرورة الاهتمام بالمؤلفين والناشرين، وعليه أصبحت الشّارقة تحتضن العديد من المؤسسات الثقافية الداعمة لهم، مثل جمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وغيرها من المؤسسات والجهات التي تعنى بالمؤلف والناشر.
ويعدّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد الأعمدة الثقافية الراكزة التي استند عليها مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فهو مشروع انطلق من الشارقة والإمارات، ليمتد صداه وإشعاعه وتأثيره في الرؤية المستقبلية الطموحة للعاصمة العالمية للكتاب، ولعاصمة الثقافتين العربية والإسلامية، كجناحين يحلقان في فضاء المعرفة المستنيرة منذ بدايات عصر التدوين وحتى زمننا الراهن المتجلّي بأنساقه التفاعلية المتطوّرة في حقول القراءة والكتابة والنشر والطباعة.
وقامت كذلك الشارقة بتبني سلسلة من المبادرات والمشاريع الثقافية، حيث وزعت بمبادرة «ثقافة بلا حدود» عدد 42 ألف مكتبة على الأُسر الإماراتية.
ونالت الشارقة لقب عاصمة الثقافة العربية عام 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة السياحة العربية عام 2015، وبعد ذلك نالت بكل استحقاق لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، حيث اختارتها اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية.
للشارقة دور كبير في حفظ التراث العربي والعالمي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتتمثل هذه الجهود في كثير من المبادرات الإقليمية والدولية، وإقامة المراكز التراثية والمعاهد التي تعنى بالتراث، وما استضافة الشارقة للأيكروم إلا دليل قاطع على الاهتمام المنقطع النظير بالتواصل على المستويين العربي والعالمي؛ للاضطلاع بدورها الكبير، ومسؤولية الشارقة تجاه التراث، باعتباره تراثاً إنسانياً يحتاج إلى الرعاية والحفاظ، ولا سيما وقت الأزمات، كما قادت إمارة الشارقة، ضمن رؤيتها الحضارية، مشروعاً نهضوياً كبيراً في مجال الحفاظ على التراث الإماراتي والإسلامي والإنساني؛ لتؤكد أن التراث ذاكرة الحضارات التي لا يمكن للإنسان النهوض والتقدم من دون التمسك بها، والحفاظ عليها، بوصفها صورة لخصوصية الثقافات، وانعكاساً لهوياتها المتنوّعة والمتعددة.
وتتجلى ملامح هذا المشروع النهضوي بالوقوف عند أبرز المبادرات والمشاريع والفعاليات التي تنفذها الشارقة، من خلال مؤسساتها الرسمية والأهلية؛ إذ حملت أجندة العام التراثية والثقافية، العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تعنى بالتراث المحلي والعربي والدولي.
وظلت مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة حريصة على العناية بالتراث العربي، وامتدت لتشمل التراث الإنساني بجميع أشكاله: المعماري، والشعبي، والثقافي، والأدبي، وتوسعت رؤية الشارقة من النطاق المحلي والعربي لتشمل التراث الإسلامي؛ حيث أسست متحف «الشارقة الإسلامي» في منطقة التراث في عام 1996، وأعيد افتتاحه كمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية في السادس من يونيو عام 2008؛ ليكون مَعلماً واضحاً للراغبين في التعرف إلى تفاصيل مهمة من التاريخ الإسلامي والعلوم والاكتشافات والثقافة الإسلامية، والتمتع بجمال الفنون الآسرة.
ونجحت الإمارة في تحقيق الحضور العالمي على مستوى العناية بالإرث والثقافة الإسلامية؛ إذ نالت لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014؛ تقديراً لإسهاماتها في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً.
شكل دور صاحب السمو حاكم الشارقة نموذجاً رائداً في حماية تراث المنطقة، فلم تقتصر جهوده على رعاية التراث الإماراتي المحلي، وإنما امتدت لتشمل التراث العربي والإسلامي والعالمي؛ حيث كانت له مبادرة ترميم وإعادة بناء كنيسة أرمينيا التي يتجاوز عمرها الـ1000 عام.
كما وجّه سموه برعاية الكتب والمخطوطات التي طالها حريق المجمع العلمي المصري، وتعهد سموه بترميم المجمع العلمي على نفقته الخاصة، حباً وعرفاناً لمصر، إلى جانب ذلك أعلن تبرعه بنسخ نادرة من المخطوطات لدار الوثائق المصرية، مثل المجلة الدورية التي تعود إلى عام 1860م، وكتاب وصف مصر، كما قدم سموه مجموعة كبيرة نادرة من المخطوطات الأصلية والمجلدات والكتب والموسوعات النادرة، والخرائط التي يزيد عدد عناوينها على 4000 عنوان، من المقتنيات الشخصية النادرة والنفيسة لسموه؛ إهداء للمجمع العلمي المصري؛ لإعادة تعمير مكتبة المجمع التي احترقت.
كانت جزيرة سواكن السودانية التراثية على موعد مع رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث زار فريق من الخبراء والمختصين من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي - أيكروم الشارقة، بتوجيهات من سموه، الجزيرة في مهمة رسمية، وأجرى زيارات ميدانية عدة للجزيرة والمناطق التاريخية المحيطة بها، وناقش خطة عمل لإعادة إحياء المدينة وتأهيلها لحفظ تراثها الطبيعي والإنساني، وتنمية المجتمع المحلي، وتعزيز السياحة الثقافية والطبيعية، خاصة مدينة سواكن السودانية، التي تتمتع بقيمة تراثية استثنائية، كمعبر للنشاط البشري من الجزيرة العربية إلى أفريقيا، وطريق للحج من غرب أفريقيا إلى الأراضي المقدسة، وقد تمازجت فيها ثقافات عديدة من آسيا وأفريقيا والمتوسط وأوروبا، وتجسد هذا التمازج في تنوع عمارتها، ما أنتج ما يعرف بعمارة البحر الأحمر، كما تميزت بحرفها التقليدية وثقافة سكانها.
وجّه سموه بإنشاء مدينة الشارقة للنشر، والعناية الفائقة بالمكتبات العامة في الشارقة وتحديث محتواها المعرفي وتزويدها بآخر الإصدارات بشكل دوري، ولم تغفل توجيهاته ضرورة الاهتمام بالمؤلفين والناشرين، وعليه أصبحت الشّارقة تحتضن العديد من المؤسسات الثقافية الداعمة لهم، مثل جمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وغيرها من المؤسسات والجهات التي تعنى بالمؤلف والناشر.
معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد الأعمدة الثقافية
ويعدّ معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد الأعمدة الثقافية الراكزة التي استند عليها مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فهو مشروع انطلق من الشارقة والإمارات، ليمتد صداه وإشعاعه وتأثيره في الرؤية المستقبلية الطموحة للعاصمة العالمية للكتاب، ولعاصمة الثقافتين العربية والإسلامية، كجناحين يحلقان في فضاء المعرفة المستنيرة منذ بدايات عصر التدوين وحتى زمننا الراهن المتجلّي بأنساقه التفاعلية المتطوّرة في حقول القراءة والكتابة والنشر والطباعة.
ألقاب الشارقة
ونالت الشارقة لقب عاصمة الثقافة العربية عام 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، وعاصمة السياحة العربية عام 2015، وبعد ذلك نالت بكل استحقاق لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، حيث اختارتها اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية.
حفظ التراث العربي والعالمي
للشارقة دور كبير في حفظ التراث العربي والعالمي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتتمثل هذه الجهود في كثير من المبادرات الإقليمية والدولية، وإقامة المراكز التراثية والمعاهد التي تعنى بالتراث، وما استضافة الشارقة للأيكروم إلا دليل قاطع على الاهتمام المنقطع النظير بالتواصل على المستويين العربي والعالمي؛ للاضطلاع بدورها الكبير، ومسؤولية الشارقة تجاه التراث، باعتباره تراثاً إنسانياً يحتاج إلى الرعاية والحفاظ، ولا سيما وقت الأزمات، كما قادت إمارة الشارقة، ضمن رؤيتها الحضارية، مشروعاً نهضوياً كبيراً في مجال الحفاظ على التراث الإماراتي والإسلامي والإنساني؛ لتؤكد أن التراث ذاكرة الحضارات التي لا يمكن للإنسان النهوض والتقدم من دون التمسك بها، والحفاظ عليها، بوصفها صورة لخصوصية الثقافات، وانعكاساً لهوياتها المتنوّعة والمتعددة.
وتتجلى ملامح هذا المشروع النهضوي بالوقوف عند أبرز المبادرات والمشاريع والفعاليات التي تنفذها الشارقة، من خلال مؤسساتها الرسمية والأهلية؛ إذ حملت أجندة العام التراثية والثقافية، العديد من الفعاليات والمهرجانات التي تعنى بالتراث المحلي والعربي والدولي.
وظلت مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة حريصة على العناية بالتراث العربي، وامتدت لتشمل التراث الإنساني بجميع أشكاله: المعماري، والشعبي، والثقافي، والأدبي، وتوسعت رؤية الشارقة من النطاق المحلي والعربي لتشمل التراث الإسلامي؛ حيث أسست متحف «الشارقة الإسلامي» في منطقة التراث في عام 1996، وأعيد افتتاحه كمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية في السادس من يونيو عام 2008؛ ليكون مَعلماً واضحاً للراغبين في التعرف إلى تفاصيل مهمة من التاريخ الإسلامي والعلوم والاكتشافات والثقافة الإسلامية، والتمتع بجمال الفنون الآسرة.
ونجحت الإمارة في تحقيق الحضور العالمي على مستوى العناية بالإرث والثقافة الإسلامية؛ إذ نالت لقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014؛ تقديراً لإسهاماتها في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً.
شكل دور صاحب السمو حاكم الشارقة نموذجاً رائداً في حماية تراث المنطقة، فلم تقتصر جهوده على رعاية التراث الإماراتي المحلي، وإنما امتدت لتشمل التراث العربي والإسلامي والعالمي؛ حيث كانت له مبادرة ترميم وإعادة بناء كنيسة أرمينيا التي يتجاوز عمرها الـ1000 عام.
كما وجّه سموه برعاية الكتب والمخطوطات التي طالها حريق المجمع العلمي المصري، وتعهد سموه بترميم المجمع العلمي على نفقته الخاصة، حباً وعرفاناً لمصر، إلى جانب ذلك أعلن تبرعه بنسخ نادرة من المخطوطات لدار الوثائق المصرية، مثل المجلة الدورية التي تعود إلى عام 1860م، وكتاب وصف مصر، كما قدم سموه مجموعة كبيرة نادرة من المخطوطات الأصلية والمجلدات والكتب والموسوعات النادرة، والخرائط التي يزيد عدد عناوينها على 4000 عنوان، من المقتنيات الشخصية النادرة والنفيسة لسموه؛ إهداء للمجمع العلمي المصري؛ لإعادة تعمير مكتبة المجمع التي احترقت.
كانت جزيرة سواكن السودانية التراثية على موعد مع رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث زار فريق من الخبراء والمختصين من المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي - أيكروم الشارقة، بتوجيهات من سموه، الجزيرة في مهمة رسمية، وأجرى زيارات ميدانية عدة للجزيرة والمناطق التاريخية المحيطة بها، وناقش خطة عمل لإعادة إحياء المدينة وتأهيلها لحفظ تراثها الطبيعي والإنساني، وتنمية المجتمع المحلي، وتعزيز السياحة الثقافية والطبيعية، خاصة مدينة سواكن السودانية، التي تتمتع بقيمة تراثية استثنائية، كمعبر للنشاط البشري من الجزيرة العربية إلى أفريقيا، وطريق للحج من غرب أفريقيا إلى الأراضي المقدسة، وقد تمازجت فيها ثقافات عديدة من آسيا وأفريقيا والمتوسط وأوروبا، وتجسد هذا التمازج في تنوع عمارتها، ما أنتج ما يعرف بعمارة البحر الأحمر، كما تميزت بحرفها التقليدية وثقافة سكانها.