الأمهات تحديداً لعبن دوراً في غاية الأهمية، حينما تم الإعلان عن الدراسة عن بعد، ففي بادئ الأمر كان الأمر صعباً وجديداً على الجميع، بدءاً من الطلاب والمعلمين والأمهات اللواتي بذلن أقصى جهودهن طوال العامين الماضيين، كان الأجدر بأن يقوم الطلاب بالاحتفاء بأمهاتهم اللواتي لم يتأخرن دقيقة واحدة عن بذل الجهود المضنية تجاههم، حيث تم تسريع وتيرة التعليم الذي كان مكتفياً بالحضور، إلى أن يكون عن بعد حيث تكون، فوق الجبل أو في غرفة الجلوس أو في حديقة منزلك.
لقد قرأت العديد من التعليقات السلبية عن قرار العودة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لم يقدّر البعض الجهود المضنية التي جاءت من الثلاثي «الطلاب، المعلمين، الأمهات»، فقد ظل البعض يضحك من أن هذه الجهود لم تأتِ من الطلاب أنفسهم وإنما جاءت بسبب الغش، حيث لا توجد رقابة حضورية، وكأن وجود الطلاب في قاعة وبها حراس سيكون هو الناتج الحقيقي، ولكن الحقيقي أن هذه الأزمة قد تركت آثاراً في غاية الأهمية للجميع، حيث لم نكن نتوقع أن يكون لدى الطلاب، وأنا أتحدث عن وطني، ألا وهو السعودية، هذا الحافز الكبير من الإتقان والاعتماد على الذات لمن هم أكبر سناً من طلاب الابتدائية، والعمل بجد واجتهاد على الحضور يومياً في نفس التوقيت والمشاركة الجماعية.
الحب الطاغي الذي جاء من الأمهات تحديداً، حيث ظللن في تواجد مستمر وحضور دائم بجانب أطفالهن، ورقابة مثمرة لمن هم أكبر منهم، وعاد الطلاب إلى المدارس، وبقي أثر الأمهات في قلوبهم، ذلك الالتصاق والاهتمام، الذي جعل الأمهات يجلسن إلى جانب أطفالهن وأبنائهن طيلة البث التعليمي، إنني أحسد الوقت الذي لم يأتِ لي وكنت إلى جانب أمي طيلة الساعات الطويلة بشكل يومي، وبالتأكيد قد حُفر هذا الحب داخل الأبناء، وعادوا إلى المدارس بسبب هذا الحب.