أظهرت بيانات جديدة أن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة في أبوظبي ستحد فور تشغيلها بالكامل من الانبعاثات الكربونية بكميات أكبر مما كان متوقعاً في السابق.
وورد هذا الإعلان من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، وهو ما يؤكد الدور المحوري للطاقة النووية في مواجهة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وحول العالم.
وتفيد البيانات الجديدة التي أتاحتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا بأن دورة حياة الطاقة النووية هي الأقل من حيث إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يجعلها واحدة من أبرز مصادر الطاقة الصديقة للبيئة من بين جميع تقنيات إنتاج الطاقة التي تم تقييمها من قبل اللجنة.
وبناءً على أحدث البيانات، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أن محطات براكة الأربع ستحد عند تشغيلها بالكامل من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً، أي بزيادة 6% عن الحسابات السابقة.
وقال محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: «تعد محطات براكة مصدراً مستداماً للطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقود حالياً أكبر الجهود من بين كل القطاعات لخفض البصمة الكربونية في الدولة والعالم العربي، وتقوم بدور محوري في دعم التزام دولة الإمارات بمواجهة ظاهرة التغير المناخي. ومنذ بدء تشغيلها بشكل تجاري في عام 2021، أصبحت المحطة الأولى في براكة أكبر مصدر منفرد للطاقة الكهربائية الخالية تماماً من الانبعاثات الكربونية في العالم العربي، وأكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية».
وأضاف الحمادي: «إن قرار دولة الإمارات بإضافة الطاقة النووية إلى محفظة مصادر الطاقة تظهر نتائجه الإيجابية اليوم، حيث تمضي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قدماً في تقديم أكبر المساهمات الرامية لتحقيق أهداف مبادرة استراتيجية تحقيق الحياد المناخي في الدولة بحلول عام 2050».
وبناء على البيانات الجديدة الخاصة بالانبعاثات الكربونية من المركبات، فإن الـ22.5 مليون طن التي ستحد منها محطات براكة الأربع تعادل 4.8 مليون سيارة لمدة عام واحد، علماً بأن هناك ما يقرب من 3.5 مليون سيارة على طرقات دولة الإمارات، وهو ما يؤكد الدور الأساسي لمحطات براكة في تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة.
وطبقاً لبيانات شركة مياه وكهرباء الإمارات، فإنه من المتوقع أن تنخفض الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بنسبة 50% بحلول عام 2025 نتيجة تشغيل محطات براكة بكامل طاقتها وإطلاق مشاريع جديدة وواسعة في الطاقة الشمسية وزيادة فعالية عمليات تحلية المياه في الإمارة، بينما ستوفر محطات براكة أكثر من 85% من الكهرباء الصديقة للبيئة في إمارة أبوظبي بحلول 2025.
وتعد الطاقة النووية في دولة الإمارات بمثابة محرك لتعزيز النمو المستدام، حيث أصبحت محطات براكة نموذجاً ريادياً على الصعيد العالمي فيما يخص تطوير مشاريع جديدة للطاقة النووية وفق أفضل الممارسات الدولية وأعلى معايير الجودة والسلامة العالمية.
وعند تشغيلها بالكامل ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء بدون أي انبعاثات كربونية، وهو ما يبرز القدرات الكبيرة للطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي وتقديم الحلول لمواجهة التغير المناخي منذ اليوم. وعلى مدار الستين عاماً القادمة، ستواصل محطات براكة توفير الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لتساهم بشكل أساسي في تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي في دولة الإمارات بحلول عام 2050.
وتعد محطات براكة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، حيث تضم أربعة من مفاعلات الطاقة المتقدمة من طراز APR1400. وبدأت الأعمال الإنشائية في المحطات في عام 2012، وتقدمت بشكل ثابت منذ ذلك الحين، ووصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 96%.