التنقل ديدن البشر منذ القدم، فمن المشي إلى التنقل على ظهور الدواب حتى بلغنا السيارات العادية ثم الكهربائية وطائرات درون الفردية وغير ذلك من التقنيات، التي تساهم في رفعة البشر وسرعة التنقل وجودته، إلا أن لكل شيء قواعد وضوابط وأُسساً يجب أن يتبعها الإنسان، وإلا فالفوضى ستخلق الكثير من العلل وتفسد المال والبدن!
لا شك أن انتشار تسونامي السكوتر، الذي يعد من الوسائل الجميلة الزهيدة في التنقل والعملية لدى البعض، ولكن من يجهل منهم القواعد ونظم وآداب الطريق فإنه وبكل أسف يربك المارة قبل الركاب، ويضر ويفسد ويسبب الحوادث التي تصل إلى الوفاة أحياناً، وخاصة لو كان الأمر سائباً بيد الأطفال والصغار كما هو مشاهد في الحارات وعلى جوانب الحدائق والطرقات.
الأمر أشبه بكونه عشوائية للسكوترات، يحتاج إلى ضبط وربط ينظم الاستخدامات ويرخص المستخدمين إن لم يملكوا رخصة قيادة رسمية أو دولية، بما يضمن معرفة حق الطريق وآدابه أو تخصص رخصة مبسطة لمثل هذه الآليات، بيد أن الأمر في تشعب مستمر فهناك السكوتر والدراجة الكهربائية ومنها أنواع كثيرة، فبعضها كأنه دراجة هوائية وأخرى تمشي على ثلاثة وغيرها على أربعة، في تشكيلة متنوعة بحسب الحاجة والاستخدام وتتفاوت في سرعتها وقوتها وعزمها وصلابتها ونظم الحماية والمرونة بها، لذا يجب توعية وإرشاد المقبلين على هذه الوسائل بالإلمام بضوابط المرور بشكل عام، وأخص بالذكر لكل من لا يملك رخصة قيادة سيارة أو دراجة رسمية أو دولية وضمن فئة عمرية، كما يجب تحديد الأماكن التي لا يجب أن تتواجد فيها هذه الدراجات.
العجب كله من رؤية فلذات أكباد الناس في أعمار صغيرة تلهو وتمرح بالسكوتر والدراجات الكهربائية في الطرق الداخلية وعلى أرصفة الطرق العامة، ما يعرضهم للخطر الشديد ويعرض حياة السائقين للخطر كذلك في حالة احتاجوا إلى تجاوزهم بشكل مفاجئ، ولقد حدثت الكثير من الحوادث المؤلمة حول العالم بسبب سوء الاستخدام وعدم الانتباه.
يلحق بهذا الأمر ما يسبب حوادث ومصائب لا داعي لها سوى الطيش والتهور، فكم من أرواح راحت ضحية القيادة المتهورة في الرمال والصحاري بحجة الترفيه والمرح، وقد كان من الضحايا زميل الدراسة عمران رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته!
هذا الأمر يحتاج إلى دراسة وتقنين أما تقنين أماكن الجلوس في البر، بأماكن مُسيجة لا تدخلها المركبات ولا الدراجات، فيكون لهم أماكن واسعة بحيث يستطيع الأهالي الجلوس والتخييم، ولا ننسى كذلك أماكن الجمهور، التي تكون بمعزل وحماية في مناطق ترفيه المركبات والدراجات، لأن أرواح البشر أهم من اللهو واللعب.