أظهر تقرير منتدى الاقتصاد العالمي «دافوس»، أن ثلثي إجمالي الناتج المحلي للصين -أي ما يقرب من 9 تريليونات دولار- معرض للفقدان بسبب المخاطر الطبيعية.
وأفاد المنتدى في تقرير، اليوم الاثنين، بأن جعل الاقتصاد الصيني «إيجابياً للطبيعة» يمكن أن يولد 1.9 تريليون دولار من العائدات السنوية الإضافية ويخلق 88 مليون وظيفة بحلول عام 2030.
وذكر التقرير، أن الصين في وضع جيد لقيادة الانتقال إلى اقتصاد أخضر عالمي جديد له تأثير دائم.
وأورد التقرير، بأنه يمكن للشركات أن تخلق دورة اقتصادية إيجابية توازن بين الناس والكوكب والربح.
وذكر أن الاستثمار في الطبيعة والعيش في وئام معها سيضمن أداءً وازدهارًا مستدامًا بشكل أفضل، ويمكن للشركات الصينية تسخير التقنيات والابتكار، مع اعتماد وتعزيز إطار الأمم المتحدة العالمي للتنوع البيولوجي لتشكيل جماعي.
فرص مهمة
وأوضح التقرير أنه يمكن خلق فرص عمل مهمة إذا تم تبني ممارسات تجارية جديدة عبر ثلاثة أنظمة اجتماعية واقتصادية هي (الغذاء واستخدام الأراضي والمحيطات؛ البنية التحتية والبيئة؛ والطاقة والصناعات الاستخراجية). هذه الأنظمة مترابطة ويمكنها إطلاق الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة.
الغذاء والأراضي
ولفت التقرير إلى أنه يمكن استخدام الغذاء والأراضي والمحيطات عبر ست تحولات يمكنها أن تولد ما يقرب من 565 مليار دولار من الإيرادات السنوية الإضافية وتخلق 34 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
ومن بين التحولات التي تم تحديدها «السياحة البيئية»، التي من المتوقع أن تحقق حوالي 53 مليار دولار من الإيرادات الإضافية في الصين، مع توفير أكبر فرصة عمل في الاستعادة المتسارعة للنظام البيئي وتجنب الاستغلال المفرط للأراضي والمحيطات.البنية التحتية
أما البنية التحتية والبيئة، فكشف التقرير، عن خمسة انتقالات لتحويل هذا النظام والذي من الممكن أن يضيف ما يقرب من 590 مليار دولار في الإيرادات السنوية ويخلق 30 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
وأشار التقرير أنه يمكن تشجيع استخدام مواقف السيارات الذكية وهو سوق بقيمة 94 مليار دولار في عام 2020، ولكن من المتوقع أن ينمو إلى نحو 219 مليار دولار بحلول عام 2025.
الطاقة والصناعات الاستخراجية
وكشف التقرير أن الطاقة والصناعات الاستخراجية تشمل أربع عمليات انتقال يمكن أن تخلق ما يقرب من 740 مليار دولار من الإيرادات الإضافية سنوياً و23 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
ويمكن أن يؤدي تحسين كيفية استخدام الموارد أو إعادة استخدامها طوال دورة حياة السيارة إلى خلق ما يقرب من 122 مليار دولار من القيمة التجارية وأكثر من 3.7 مليون وظيفة بحلول عام 2030 في الصين.
أجندة المناخ
من جانبه، قال عميد معهد الاقتصاد الهيكلي الجديد بجامعة بكين جاستن لين ييفو: «الطبيعة أمر بالغ الأهمية لاستمرار الازدهار والتنمية الاجتماعية في الصين.. كما أنها تقع في قلب رؤية الحضارة البيئية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بأجندة المناخ الخاصة بها».
وتابع ييفو: «يواجه اقتصاد الصين حاليًا مخاطر لا يمكن إهمالها من فقدان الطبيعة، لذلك يجب اتخاذ إجراءات جريئة لوضع (الطبيعة أولاً) بما يؤمن طموحاتنا الاقتصادية والاجتماعية والمناخية مع خلق قيمة تجارية كبيرة».
المكاسب المحتملة
وتمثل المكاسب المحتملة للصين في تحويل اقتصادها ما يقرب من 20% من فرص الأعمال التجارية العالمية وخلق الوظائف، وفق تقرير «منتدى الاقتصاد العالمي».
ويرى التقرير أن العالم يدخل عقدًا حاسمًا للعمل بشأن الطبيعة والمناخ، وتحتاج الحكومة والشركات الصينية إلى العمل عن كثب لرفع الطموح العالمي بشأن التزامات التنوع البيولوجي، ودفع السياسات والتغييرات التنظيمية، وقيادة الابتكارات التكنولوجية، وحشد الاستثمار.