يحتوي عالم المال والأعمال، على الكثير من المفاهيم غير المشهورة وغير معروف معانيها، وتقوم صحيفة «الرؤية» في عددها الأسبوعي بتبسيط تلك المفاهيم لكل من يختلط بذلك المجال لا سيما مع زيادة أعداد المهتمين بالشأن الاقتصادي منذ جائحة كورونا إلى الآن مع صدور بيانات اقتصادية خاصة بأسعار المستهلكين والتي زادت بشكل قياسي.
بحسب موقع «إنفستوبيديا» الأمريكي المختص بالمال والأعمال، فإن من تلك المفاهيم القيمة الزمنية للنقود «Time Value of Money» وهو مفهوم ينص على أن الأموال التي تمتلكها الآن قيمتها أكبر من القيمة التي سيحملها نفس المبلغ في المستقبل من حيث القدرة الشرائية المُحتملة للنقود.
وأكد الموقع الأمريكي أن هذا المبدأ المالي الأساسي ينص على أن أي مبلغ مالي قيمته القريبة أعلى من قيمته البعيدة، ما لم يحصل الفرد على فوائد مالية عنه وهي ما يُطلق عليها «TVM» وأحياناً «القيمة الحالية المخصومة».
وتعتمد القيمة الزمنية للنقود على فكرة أن المستثمرين العقلانيين يفضلون تلقي أموالهم اليوم قبل الغد، لأن نفس المبلغ النقدي ستكون قيمته اليوم أكبر من قيمته في المستقبل، ولكن الأموال المودعة في حساب ادخاري مثلاً ستحقق نسبة فوائد معينة تجعلها ذات قيمة مُركبة مع مرور الوقت.
ولتوضيح فكرة تفضيلات المستثمر العقلاني أكثر، افترض أن أمامك فرصة الاختيار بين تلقي 10000 دولار أمريكي الآن، واستلام 10000 دولار أمريكي بعد عامين فمن المنطقي افتراض أن معظم الناس سيختارون الخيار الأول، فبالرغم من تساوي المبلغ في الحالتين، إلا أن تلقي 10000 دولار الآن ستكون قيمته ومنفعته للمستفيد أعلى من تلقيه في المستقبل، وذلك بسبب كلفة الفرصة البديلة المرتبطة بالانتظار.
وقد تتضمن تكاليف الفرصة البديلة المكاسب المحتملة الناتجة عن الحصول على فوائد على المبلغ عنه تلقيه اليوم وحفظه في حساب توفير لمدة عامين.
والقيمة الزمنية للنقود مهمة جداً لأنها تساعد على توجيه قرارات الاستثمار. فعلى سبيل المثال، افترض أن المستثمر بإمكانه الاختيار ما بين مشروعين، المشروع (أ) والمشروع (ب). إن المشروعين متطابقان باستثناء أن المشروع (أ) يعد المستثمر بالحصول على ربح مليون دولار نقداً في العام الأول.
بينما المشروع (ب) يعد بمليون دولار بعد 5 سنوات. وإذا لم يفهم المستثمر القيمة الزمنية للنقود، قد يعتقد أن كلا المشروعين متساويان، ولكن القيمة الزمنية للنقود تنص على أن المشروع (أ) أكثر جاذبية من المشروع (ب) لأن المليون دولار بعد عام قيمتها الحالية أكبر من المليون دولار بعد 5 سنوات.