لاقى الفيلم رواجاً عالمياً وحصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وجائزة الأوسكار لأفضل مخرج. حينها بدأ العالم كله يتحدث عن جنون عبقرية الفيلم، وهل يمكن أن تكون شخصية دستين هوفمان موجودة بيننا، أم أنها مجرد طفرة واحدة ولن تتكرر.
وأنا أقرأ كتاب «جزر العبقرية» للمؤلف دارولد تريفيرت، ترجمة الشاب بندر الحربي، لفتني الكتاب حقاً، حيث أظهر في المقدمة تعريفه لعدد من الشخصيات التي أثارت تساؤلات عدة في مجتمعها، ووضع تساؤلاً حقيقياً عن وجود مثل هذه الفئة فيما بيننا، وأشار إلى أن هناك طفلاً مغربياً ويدعى عثمان يتحدث اللغة الألمانية من دون أن يسمعها مطلقاً، ورانيا صالح أبو هبة، 15 عاماً من مصر، مصابة بإعاقة ذهنية وبمتلازمة دوان وهي بعمر عقلي لطفلة في الثالثة والنصف، وحاصلة على جوائز عالمية في برمجة الحاسب الآلي. فيما أن الفتى السعودي عوض فاقد البصر، والمصاب بمرض التوحد، يمتلك قدرة هائلة على الحفظ، فحفظ بإتقان القرآن الكريم كاملًا، وأسماء الله الحسنى، ونأتي لشخص آخر، يدعى حميد من المغرب، وهو للأسف مصاب بالصرع لكنه يمتلك عبقرية لافتة، حيث تكاد تكون إجاباته الخاطفة عن المسائل الحسابية لا تصدق، إذ يعتبر بحق آلة حاسبة بشرية.
هذه الحالات ذكرت العديد من التقارير بأنه لا يوجد تفسير علمي جلي بهذه الظاهرة أو أنها بسبب قوى غيبية، أو حتى كما ذكر الكتاب معجزة بشرية، ولكن هناك تقارير أخرى تركت الحكم عليها باعتبارها سراً من أسرار الدماغ البشري.