يحتاج المتعاملون في أسواق المال، إن كانوا أفراداً أو شركات، إلى قراءة السوق والتنبؤ بأسعار الأسهم وسلوك المتعاملين فيه بأسلوب علمي وطريقة سليمة بعيدة عن التكهنات، لتحقيق أقصى معدلات ربح ممكنة وتجنب الخسائر قدر الإمكان.
وتوفر أدوات التحليل الفني أو المالي وأخيراً التحليل الأساسي، تلك الرؤية المطلوبة لتحقيق أهداف المتعاملين والمستثمرين، وتحقيق المكاسب المرجوة وتجنب الخسائر، أو على الأقل توقعها لتحقيق أكبر قدر من المرونة في التعامل معها إن حدثت.
في التقرير التالي، نرصد أهم الفروق بين أنواع التحليل الثلاثة، وكيف يمكن للمتعاملين الاستفادة من تلك الأدوات لتحقيق أهدافهم..
ما هو التحليل الفني للأسهم؟
يعتبر التحليل الفني لأسواق المال أكثر وأهم الطرق المتبعة لدراسة اتجاه أسعار الأسهم أو المشتقات المالية بأنواعها، خلال فترة زمنية معينة. بحيث يحاول تقديم تنبؤات واضحة بالأسعار المستقبلية للأسهم والسندات أو حتى العملات وأسعار السلع، وتحديد اتجاهات المنحنيات التي تسير عليها تلك الأسعار.
والتحليل الفني يتم باستخدام العديد من البرامج المتخصصة في تحويل تغيّرات الأسعار واتجاهاتها إلى رسوم بيانية لها عدة أنواع وأشكال تعمل على ربط سعر السهم أو السند أو العملات وأسعار السلع بفترة زمنية معينة.
يستخدم التحليل الفني كذلك في التجارة الإلكترونية والتداول عبر الإنترنت، وحديثاً في التنبؤ بمستقبل أسعار العملات الرقمية، بهدف تقديم الاتجاهات المطلوبة وتعريف المتعاملين بنقاط الدخول والخروج المتاحة أمامهم.
كما أن أدوات التحليل الفني تساعد في وضع خطط واستراتيجيات التداول المستقبلي.
اقرأ أيضاً.. سوق دبي المالي يواصل ارتفاعه بدعم صعود 10 أسهم
متى ظهر التحليل الفني للأسهم؟
ترجع أغلب المصادر تاريخ ظهور التحليل الفني إلى مطلع بداية القرن العشرين، على يد الأمريكي تشارلز داو الذي وضع نظريته التي تعتبر أساساً للتحليل الفني.
وقامت نظرية داو على التبسيط والسهولة في التحليل من خلال ما عرف بعدها بالخرائط السعرية.
التحليل الأساسي يقوم بشكل عام على دراسة العوامل الاقتصادية ومدى تأثيرها على أسعار الأسهم أو العملات أو السندات أو أي قطاع يتطلب دراسة أسهم الشركات فيه.
وتستخدم بيانات التحليل المالي والأخبار الاقتصادية وإعلانات الشركات التي تقدمها للسوق، بالإضافة إلى ما تعلنه دولة السوق فيما يتعلق بمعدلات الفائدة أو التضخم أو البيانات الاقتصادية الخاصة بالاقتصاد الجزئي مثل البطالة والعمالة وأسعار السلع والخدمات.
أدوات التحليل الفني للأسهم
يستخدم المحللون الفنيون عدداً من الأدوات التي تساعدهم في القيام بمهماتهم المطلوبة ومنها:المتوسطات المتحركة
تعتبر تلك الأداة الأكثر استخداماً لمتابعة حركة اتجاه الأسهم والأسعار، وهي عبارة عن حساب لمتوسط حركة السعر في فترة زمنية معينة.مؤشر القوة النسبية
وهي أداة للمقارنة بين ذروة شراء بذروة بيع خلال فترة زمنية محددة.مؤشر ستوكاستيك Stochastic
يتم مقارنة سعر الإغلاق الأخير بأعلى وأقل سعر لعدد محدد من الفترات الزمنية.مؤشر الماكد MACD
وهي أداة تقيس الفارق بين متوسطين متحركين آسيين لأسعار الإغلاق أحدهما سريع والآخر بطيء، وهو مؤشر زخم وأيضاً اتجاهي.أهم مبادئ التحليل الفني للأسهم
للتحليل الفني، عدد من النظريات التي يمكن اعتبارها ثوابت في الأسواق أياً كان نوعها، إما أسواق مال، أو أسهم وسندات، أو عملات أو حتى عملات رقمية.
أول هذه الثوابت أن سعر السهم يعبر عن كل شيء:
بحسب هذا المبدأ يعتبر المحللون الفنيون، أن السعر الحالي للسهم يمثل سعراً عادلاً ويجب أن يؤخذ به كأساس للتحليل الفني والتنبؤ بالسعر في المستقبل.
ويقوم هذا المبدأ على ذلك على اعتبار أن سعر السوق يعكس مجموع المعلومات الخاصة بالسهم عند جميع المستثمرين والمحللين الفنيين أو مدري المحافظ الاستثمارية.
المبدأ الثاني، أن حركة أسعار الأسهم ليست عشوائية
يعتقد المحللون الفنيون أن تحركات الأسهم ومنحنيات أسعارها ليست عشوائية على الإطلاق، بل إن تلك الحركة لا بد أنها تعبر عن مجموع ما يتعلق بالسهم من أخبار وتفاصيل بالإضافة إلى مؤشرات خاصة بنشاط الشركة أو المؤسسة المدرجة.
اقرأ أيضاً.. تريد أن تصبح وسيطاً معتمداً في سوق دبي المالي؟ إليك الطريقة
ما هو التحليل الأساسي للأسهم؟
يعتبر التحليلان الفني والأساسي الأكثر شيوعاً في الاقتصاد عندما يتعلق الأمر بالأسواق المالية والبورصات.
وعلى عكس التحليل الفني الذي ينظر في حركة الأسعار والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للأسعار، يهتم التحليل الأساسي والمحللون الأساسيون بجمع البيانات المتاحة للمساعدة في تحديد الفروق بين سعر السوق الحالي وتقييمهم الخاص للأسعار.
ويعمل المحللون الأساسيون على تحديد فروق الأسعار لمعرفة فرص التداول الفورية، والاستفادة من تلك الفروق في حالة المضاربة.
وفي التحليل الأساسي يستخدم المحللون البيانات المتاحة بما في ذلك تقارير أرباح الشركات، والأحداث الجيوسياسية، وسياسات البنوك المركزية، للمساعدة في تحليلهم.
ويهتم هؤلاء المحللون بشكل أساسي ببيانات الاقتصاد الكلي، وهو أحد أهم الفروق الجوهرية بينهم وبين المحللين الفنيين المعنيين أكثر ببيانات الاقتصاد الجزئي.
ما هو التحليل المالي للأسهم؟
من أهم أنواع التحليل تركز أدوات التحليل المالي على قراءة عدد من القوائم المالية الخاصة بالمؤسسة أو الشركة المدرجة في أسواق المال المختلفة، للوقوف على مستقبل الشركة المالي، والتأكد من قوة وضعها في فترة زمنية معينة.
كما يهتم التحليل المالي بشكل أساسي بقائمة التدفقات النقدية، التي تعرف بكونها تقريراً شاملاً يتم تحديده خلال الدورة المالية المحددة، ليغطي أنواع الإيرادات والمصروفات التي تمت داخل الشركة خلال الفترة الزمنية.
وتعمل أدوات التحليل المالي على دراسة المعلومات المالية لإدراك الأرباح والمصروفات في المؤسسة أو الشركة المدرجة.
اقرأ أيضاً.. سيولة الأسهم الإماراتية تتجاوز ملياري درهم في أول تداولات الأسبوع
بالإضافة إلى تقييم المشروعات والأعمال المرتبطة مع التمويل؛ وتحديد طبيعة أداء الشركة المدرجة ومدى ملاءمتها، بالإضافة إلى التأكد من كون الشركة أو المؤسسة المدرجة مستقرة وتعمل في مشروعات مربحة أم لا، لتحديد أسباب الاستمرار في شراء السهم الخاص بها، أم لا.
ويهتم التحليل المالي بشكل أساسي بقراءة الدورة المالية للشركة، والإيرادات المستحقة، والإيرادات المحصلة مقدماً، كذلك المصروفات المستحقة، والمصروفات المدفوعة مقدماً.
وكذلك يركز التحليل المالي على قراءة قوائم المركز المالي، والدخل، والتغيّرات في حقوق الملكية، والتدفقات النقدية.