توقع محللون استراتيجيون لدى بنك غولدمان ساكس أن يتفوق أداء الأسهم الأوروبية على نظيرتها الأمريكية للمرة الأولى منذ الأزمة العالمية، وذلك خلال الفترة المقبلة وسط الاتجاه لرفع أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال العام الجاري.
وبحسب المذكرة البحثية التي نشرتها وكالة بلومبيرغ فإن الأسهم الأوروبية ستكون الرابح الأكبر والبديل الأفضل لمستثمري الأسهم على مستوى العالم عن الأسهم الأمريكية التي ستتأثر كثيراً من رفع الفائدة.
وأوضحت المذكرة أن السياسية المالية في أوروبا تختلف اختلافاً كبيراً عن السياسية المالية بالولايات المتحدة ولذلك سيكون رفع الفائدة سيكون في صالح الأسهم الأوروبية. وأشارت المذكرة أنه من المقرر توسع الإنفاق أكثر في أوروبا بما في ذلك إقرار حزمة تحفيز خضراء عكس الولايات المتحدة، التي من المتوقع أن تخفض الدعم المالي.
وبحسب المذكرة فإن الاحتياطي الفيدرالي ووفقاً لمحضره الأخير أوضح أنه سيكون أكثر شراسة مما يتوقعه الكثير بالنسبة لرفع الفائدة ولذلك شهدنا أسهم التكنولوجيا المقيمة على توقعات النمو المستقبلية الأكثر تراجعاً حالياً بأسواق الأسهم الأمريكية.
وفي نهاية جلسة أمس الخميس تكبدت مؤشرات وول ستريت المزيد من الخسائر والتي بدأتها في جلسة الأربعاء بعد الكشف عن محضر الفيدرالي حيث تراجع مؤشر مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.5% ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% ومؤشر ناسداك بنسبة 0.1% أيضاً وذلك بسبب انتشار التقارير التي تؤكد رفع الفائدة قريباً والتي ربما تكون في مارس المقبل وفقاً لتصريحات رئيس الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد.
وكانت أسهم التكنولوجيا الأكثر تراجعاً بين الأسهم الأمريكية في جلسة أمس حيث تراجع سهما تسلا ونتفليكس بنسبة 2% لكل منهما، كما فقد سهما «أبل» و«ميتا» نحو 1.6% و2.5% على الترتيب، وتراجع سهم كل من «أمازون» و«ألفابيت» بأقل من 1%.
وأوصى المحللون الاستراتيجيون لدى بنك غولدمان ساكس بأسهم البنوك الأوروبية وشركات الطاقة، وبأسهم الرعاية الصحية باعتبارها منطقة النمو المفضلة «الرخيصة»، مشيرين إلى أن «فجوة المكاسب تضيق» مع تفوق تقديرات العام الماضي لربحية السهم المتوقعة عن ربحية الأسهم الأمريكية.
يذكر أن «غولدمان ساكس» لم يكن البنك الوحيد الذي يرى أن أوروبا فائز محتمل في العودة للحياة الطبيعية بعد الوباء حيث سبقه في ذلك «سيتي غروب» الذي توقع في مذكرة بحثية صدرت الأربعاء الماضي أن تتأرجح الأسهم الأوروبية حول أول رفع فائدة من الاحتياطي الفيدرالي، مشيرين إلى أن العوائد المرتفعة يمكن أن تساعد التداولات على الأسهم التقليدية ذات القيمة مثل الأسهم في بريطانيا والمؤسسات المالية الأوروبية.