| قبل أيام، ذكر «غولدمان ساكس» أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم في مذكرة للمستثمرين، أن العملة الرقمية المشفرة بيتكوين ستنال من حصة الذهب في السوق في 2022، حسب ما نقلت صحيفة الرؤية، وذلك مع توقع ازدياد التعامل مع العملة الرقمية الأولى والأكبر من حيث القيمة السوقية، 810 مليارات دولار وقت كتابة المقال. ما ذكره البنك يؤكد ما كتبت في مقالي المنشور في صحيفة الرؤية بتاريخ 14 نوفمبر 2021 تحت عنوان «البيتكوين والذهب.. من ينتصر؟». وفيه توقعت أن ينال البيتكوين من القيمة السوقية للذهب، وكذلك من مكانته عند المستثمرين كـ«مخزن للقيمة». ذلك التفاوت الكبير في السعر والتقلبات اليومية وضع محللي أسواق المال والمستثمرين في حيرة، حيث يتوقع المتفائلون أن يصل سعر بيتكوين إلى 150 ألف دولار، بينما يحذر المتشائمون من سقوط العملة إلى حدود 20 ألف دولار. بين هذا وذاك أقف في المنتصف وأتوقع أن يصل بيتكوين إلي 90 ألف دولار خلال المدى المتوسط إلى الطويل. ولكن يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن أن يرتفع أو ينخفض سعر بيتكوين خلال 2022، وماذا بعد ذلك؟ في تصوري، من المنطقي أن تحدث تقلبات كبيرة مستمرة في سعر بيتكوين بالتزامن مع ارتفاع معدل تبنيه، مثلما حدث خلال العام الماضي نتيجة تدفق أموال ساخنة طامحة في الربح السريع وكذلك ضخ عدد من المؤسسات والشركات الكبيرة لاستثمارات وكل ما صاحب ذلك من جدل. وكذلك ارتفاع معدل التضخم عالميا كنتيجة مباشرة لجائحة كورونا وكل العقبات التي تسببت بها للصناعات المختلفة وسلاسل التوريد والبطالة، كل تلك الأزمات ليست إلا مجرد فرص للعملة الرقمية لتنمو وتحقق هدف الوصول إلى 90 ألف دولار ثم الاستقرار في حدود ذلك السعر. لا بد أن يستقر سعر العملة لتصبح استثماراً أكثر أماناً لعامة الناس وصغار المستثمرين، وهنا يبدأ النمو المتزن للعملة كمخرن للقيمة خلال الأعوام المقبلة. في النهاية، كمستثمر ومتخصص في التكنولوجيا، أؤمن بأن ما تقدمه التقنية التي بنيت عليها بيتكوين سيساهم في تغيير عالم المال الذي نعرفه مثلما فعل الإنترنت، ولذلك أستثمر في المستقبل! ولكن رؤيتي الشخصية ليست نصيحة استثمارية، لما يتضمنه ذلك الاستثمار من مخاطرة. |