وفي نفس السياق، شاهد العالم أجمع في أواخر عام 2021 كيف تسبب نقص إمدادات الغاز إلى أوروبا في تضاعف سعر الغاز عدة أضعاف وارتفعت أسعار النفط لتصل أعلى ارتفاع منذ سنوات، حتى أسعار الفحم الحجري رغم أضراره الكبيرة على البيئة إلا أن ذلك لم يمنع دول العالم من استخدامه وارتفعت أسعاره هو الآخر بشكل كبير.
في هذا الإطار نكتشف، نتيجة مفادها أنه من المستحيل الاستغناء عن أي مصدر من مصادر الطاقة، سواء الآن أو حتى مستقبلاً بل حسب دراسة مستقبلية اجتهدت بكتابتها سابقاً، استنتجت أن العالم خلال العشر سنوات المقبلة سوف يعاني نقصاً حاداً لموارد الطاقة وسوف يزيد الطلب أكثر على كافة مصادر الطاقة سواء الأحفورية أو الطاقة النظيفة.
هذا، ما يبين أنه من المستحيل وقف الاعتماد على النفط، لا الآن ولا حتى بعد 100 عام، وكل ما يشاع عن وقف الاعتماد عليه ليس أكثر من كلام لا وقع له على الواقع!
النفط هو شريان الحياة الاقتصادية والصناعية وهو أحد أهم الأسباب التي ساهمت بما نحن عليه من تطور شمل كافة الحياة، ودونه ستشل كبرى الصناعات، وحتى الآن لم تكتشف البشرية بديلاً عنه، فهو ليس الطاقة من خلال مشتقاته، بل في حال تكريره يتداخل مع صناعة آلاف المنتجات، والتي لا غنى عنها لحياتنا اليومية.
إن تقلص الاستثمارات في النفط سوف يساهم بشكل كبير في ارتفاعه خاصة مع قلة الاكتشافات النفطية حول العالم، وبذات الوقت نلاحظ ارتفاع الطلب عليه عالمياً، ومتوقع خلال السنوات الخمس القادمة، أن يزيد الطلب أكثر بواقع 4 ملايين برميل يومياً، ناهيك عن أن هناك دولاً خلال العشر سنوات المقبلة كانت تصدر النفط، لكن من المتوقع أن يتقلص إنتاجها، مما يعطي دلالة واضحة عن ارتفاعات متوقعة بأسعار النفط قد تتجاوز 200$ بالسنوات العشرة المقبلة، إلا إذا حدث ما لا يخطر على بال أحد!