اتجهت الكثير من الدول على غرار أيرلندا وإسبانيا واليونان إلى تقليص مدّة الحجر الصحي عند الإصابة بفيروس كورونا، في الوقت نفسه الذي بدأ فيروس أوميكرون التاجي الانتشار فيه.
فقد أعلنت الحكومة اليونانية على سبيل المثال أنها أول دولة في أوروبا تعلن عن انتقالها إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، وهو الحجر الصحي لمدة 5 أيام للمصابين، ما خفض الفترة إلى النصف مقارنة بعشرة أيام سابقة.
وفي أماكن أخرى من أوروبا، انتقلت المملكة المتحدة إلى فترة عزل مدّتها 7 أيام للمصابين قبل عيد الميلاد مباشرة، كما أسقطت إسبانيا وأيرلندا للتو فترات العزل إلى 7 أيام بدلاً من 10 أيام، بينما ألغت إيطاليا للتو الحجر الصحي للمخالطين القريبين إذا تم تطعيم الشخص، بحسب صحيفة الغادريان، وصحيفة بولتيكو.
ومع انتشار فيروس أوميكرون الأكثر عدوى من المتغيرات السابقة، لماذا تنتقل البلدان إلى فترات حجر صحي أقصر، وهل ستكون كافية لاحتواء الموجة الرابعة؟
فترة شفاء أقل
حللت دراسة أمريكية حديثة المدة التي كان فيها الأشخاص المصابون بفيروس كورونا معدين، ووجدت أنه من بين أولئك الذين تم تطعيمهم، كان متوسط الوقت المستغرق لإزالة العدوى 5.5 يوم، بينما كان بين الأشخاص غير المطعمين 7.5 يوم، وهذا يعني أن متحوّر أوميكرون يحتاج فترة شفاء أقل.
أوميكرون أقل حدّة وأقصر عمراً
أشارت اليونان إلى أن البيانات الأولية التي تشير إلى أن عدوى أوميكرون قد لا تكون أكثر اعتدالاً فحسب، بل قد تكون أيضاً أقصر عمراً، ما يسمح بفترة حجر صحي أقصر.
ما هي شروط الخروج من الحجر الصحي؟
كل دولة تتخذ نهجاً مختلفاً، فقد اختارت المملكة المتحدة إطلاق الحجر الصحي المشروط في اليوم السابع فقط إذا كان الاختبار سلبياً في اليومين السادس والسابع.
من ناحية أخرى، تتبع اليونان مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة في تبني ما تسميه قاعدة «5 زائد 5»، 5 أيام من الحجر الصحي المنزلي تليها 5 أيام من ارتداء الأقنعة.
لكن بعض العلماء رفضوا تقصير فترات العزل دون اختبار للإفراج، فقال سعد عمر، مدير معهد ييل للصحة العالمية، على تويتر: «من خلال عدم تضمين متطلبات الاختبار، سيكون هناك الكثير من الأشخاص المصابين بالعدوى في القوى العاملة الذين ينقلون الفيروس إلى الآخرين، ما يزيد من مخاطر الصحة العامة والاضطرابات الاقتصادية المحتملة».
وفي الوقت نفسه، قامت بعض البلدان بإسقاط الحجر الصحي تماماً عن المخالطين، بما في ذلك المملكة المتحدة وإيطاليا، وانتقلت بدلاً من ذلك إلى متطلبات مختلفة للاختبار والعزل فقط إذا كانت نتيجة اختبار الأشخاص إيجابية.
لماذا تفعل الدول ذلك؟
مع ارتفاع معدلات الإصابة في أوروبا خاصة خلال الأسبوع الماضي، تبحث البلدان عن أدوات يمكنها الحفاظ على تشغيل المستشفيات والخدمات العامة الأساسية، مع الحد من انتشار الفيروس.
في المملكة المتحدة، التي سجلت أكثر من 100000 حالة يومياً منذ 22 ديسمبر الماضي، ووصلت إلى أكثر من 189،846 يوم الجمعة، تم إلغاء قطارات ركاب لندن بسبب غياب الموظفين بسبب COVID-19 بينما تتعرض المستشفيات لضغوط هائلة من نقص العمالة وزيادة مرضى COVID-19.
في إنجلترا، كان هناك 24632 موظفاً في المستشفى غائبين بسبب مرض COVID-19 أو العزلة الذاتية في 26 ديسمبر، وفقاً لبيانات NHS England الصادرة يوم الجمعة.
وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن فترة الحجر الصحي المخفضة كانت تستند جزئياً إلى الحاجة إلى حماية الخدمات الحيوية وسلاسل التوريد خلال فصل الشتاء.