في لقاء قديم مع الفنانة الراحلة «مريم فخرالدين»، أدهشتني حتى أنستني الحزن الذي أعبر به، حتى أنني أشعر بأني لست كعادتي، فجناحاي مكسوران من الألم، لكني وجدت في لقاء الفنانة العظيمة فرصة لكي أتعلم الطيران. حينما كبرت كثيراً ملاك الشاشة، بدأت تتكلم بشفافية ربما لم تعجب الوسط الفني، ولكنها أعجبت المتابعين، الفنانة مريم فخرالدين انتقلت إلى رحمة الله عام 2014، لكن بقيت أفكارها تتناسب مع أفكار الجيل الجديد، الذي يود أن يعرف طرق النجاح، والحياة التي كانت تعيشها، واستسلامها لزوجها المخرج، في الحقيقة كنت أشعر بالسعادة الطاغية وأنا أشاهد أفلامها القديمة، أشعر بأنها كالنوارس الطائشة التي تدور فوقنا، وكنت أنا النورس الذي لا يريد أن يكون طائشاً، ولكنه يريد أن يتعلم من هذه الخبرة العظيمة. كنت بحاجة إلى أحد ما صادق جداً، حتى أستطيع أن أفهم مدى صدقي مع الآخرين من دون أن يكون مبتذلاً، كنت أريد أن أكون ما بين البينين، فأنا في حياتي العادية لا يمكن لي العيش مع المتلونين على الإطلاق، وربما لهذا وجدت ضالتي مع القديرة مريم فخرالدين. أكثر ما أعجبني بها، رغم الكثير مما قالته والذي بدا تأثيره صاخباً علي، حينما تحدثت مريم فخرالدين عن الطريقة التي تتعامل بها مع أبنائها، إيمان ومحمد، وقد شرحت للمذيعة أنها لا تستمع لمشاكل أبنائها إلا يوم الخميس فقط، مهما كانت حجم المشكلة، فهي مشغولة جداً بعملها، ولا تريد لمشاكل أطفالها أن تؤثر على ما تقدمه على شاشة السينما، سألتها صفاء أبوالسعود، لماذا يوم الخميس تحديداً، قالت: «حينها أكون رايقة ومستريحة، وما عنديش أوردر، فأستقبل مشاكل أبنائي حيث أكون في مزاج جيد ويمكن لي حل مشاكلهم وعراكاتهم وأنا في كامل تركيزي معهم».
فتحت عيني على آخرهما لأحلل الموقف، هل الفنانة لكونها ذات شعبية كبرى، فتجد أن مشاكل أطفالها أقل أهمية من حفظها للدور، ومتابعة الملابس التي ستظهر بها في مشاهدها السينمائية؟ لا أعرف هل هي أنانية المرأة التي تود أن تكون داخل الشخصية التي تؤديها، ولا تريد مشاكل البيت أن تتعبها، أم أن هذا ذكاء المرأة الأم، حتى يعتمد الأطفال على حل مشاكلهم بأنفسهم؟ |