تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لليوم الثامن على التوالي، في أطول سلسلة تراجعات تشهدها أسعار الغاز الأوروبية خلال سبعة أعوام، في ظل زيادة المعروض وتحسن الطقس.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء بأن كميات إضافية من الغاز الأمريكي المسال في طريقها إلى أوروبا حالياً، حيث من المقرر أن تصل 11 شحنة، على الأقل، إلى منافذ الاستيراد بشمال غرب أوروبا خلال الفترة ما بين آخر ديسمبر و10 يناير المقبل، بحسب بيانات الشحن التي جمعتها الوكالة.
كما زادت شحنات الغاز الروسية التي تمر عبر أوكرانيا في طريقها إلى أوروبا، حيث وصل تدفق الغاز إلى أعلى معدلاته منذ 18 ديسمبر الجاري.
وسوف يساعد التراجع الحاد في الأسعار مع نهاية العام الشركات الصناعية الأوروبية، التي اضطر الكثير منها إلى خفض الإنتاج أو إغلاق المصانع بسبب أزمة الطاقة، وربما يخفف التراجع أيضاً من مخاوف التضخم.
غير أن أسعار الغاز في أوروبا ما زالت أعلى من معدلاتها الطبيعية بعد أن تضاعفت 4 مرات على مدار العام، وبالتالي فإنها تتجه نحو تسجيل زيادة سنوية غير مسبوقة.
وتراجع سعر الغاز الطبيعي الهولندي وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية اليوم بنسبة 22% إلى 67.5 يورو لكل ميجاوات/ساعة تسليم الشهر المقبل، ليصل إلى أقل مستوى له منذ 10 نوفمبر الماضي. وفي لندن تراجع سعر العقود الآجلة للغاز اليوم بنسبة 21% إلى 167 بنساً لكل مليون وحدة حرارية تسليم الشهر المقبل.
كان حجم التعاملات اليوم محدوداً بسبب عطلة نهاية العام، وهو ما ساهم في تضخيم نسبة التراجع في الأسعار.
وقد ارتفعت أسعار الطاقة الأوروبية خلال العام الحالي بشدة نظراً لعجز إمدادات الغاز الطبيعي عن مواكبة تعافي الطلب.
وقلصت روسيا إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا خلال الشهور الماضي، في حين لم تتمكن مصادر الطاقة المتجددة في القارة الأوروبية في سد النقص نظراً لضعف إنتاج محطات طاقة الرياح في القارة نتيجة الظروف المناخية غير المواتية.
ورغم تراجع سعر الغاز خلال الأيام الأخيرة فإن مخاطر أسعار الطاقة المرتفعة ما زالت تهدد أوروبا التي تنتظر شهرين من الطقس شديد البرودة خلال فصل الشتاء الحالي. كما أن إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا ما زالت متوقفة مما يزيد حجم الغموض المحيط بأوضاع سوق الطاقة الأوروبية.