مريم الشكيلية- سلطنة عُمان
أحياناً أشعر بأنني عزلاء حتى من أحرفي! التي كانت معاطفي ذات يوم، وأنني أشعر بأن العالم يقيس مستوى ثباتي، وأن المسافة بيني وبين ذاك المنعطف تتلاشي كلما حاولت النهوض من هزائمي.
لقد كنت أقترب من النهايات الباردة والكلمات المبتورة من أضلع السطور المتهاوية، كنت أنثى متوقدة الحياة.. كنت أقترب من الرمق الأخير من أحرفي.
شعرت أنني كمن يمشي على حبل أخاف من ظلال رسومه على الجدران الليلية، أعد الدقائق وأطوي صفحات الأيام للخروج من ذاك النفق الطويل الطويل.
كتبي الشاهدة الوحيدة على هشاشتي وضعفي الذي أخذ يجرني إلى الأسفل، أتشبث بجذع قلمي كالغريق الذي يتمسك بالنجاة فوق السطر.
أتنفس تحت الوهم وأحيك الواقع بخيوط زرقاء، كل شيء في داخلي ينكمش.. عشت كل هذا الانهيار واصطدمت بالفراغ دون أن تلتفت نحوي، كأن سلك حديثنا مقطوع، حتى لملم الوقت أشلائي وسألت نفسي حينها هل حان وقت استيقاظي؟!