مع بداية تداولات الأسبوع الأخير من عام 2021، تخلت الليرة التركية عن بعض مكاسبها متراجعة بنحو 7% منذ تداولات الأمس، وسط حالة من قلق الأسواق حيال السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي التركي.
وتراجعت الليرة لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعدما بدأت تداولات الأسبوع حول مستويات الـ10.80 ليرة مقابل الدولار الأمريكي قرابة أعلى مستوياتها في شهر ونصف الشهر تقريباً، وتستقر حالياً حول مستويات الـ11.87 ليرة لكل دولار.
ورجّح رئيس قسم الأبحاث لدى «إيكويتي جروب»، رائد خضر، أن تُواصل الليرة خسائرها وسط تراجع الثقة والقلق وسط تزايد مخاوف المستثمرين من أن السياسة النقدية قد تعوق الصناعة في الوقت الذي يتصاعد فيه التضخم في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وكان الرئيس التركي قد أعلن عن عدة إجراءات لدعم الليرة التركية، وهو ما دفعها لمكاسب بأكثر من 50%، وذلك بعدما وصلت لأدنى مستوياتها على الإطلاق عند 18.32 دولار، وجاء ذلك نتيجة لمخاوف الأسواق من ارتفاع التضخم وقيام البنك المركزي بعدد من التخفيضات لأسعار الفائدة، والتي سعى إليها الرئيس التركي.
وأوضح رائد خضر أنه على الرغم من تلك الإجراءات، فإن الليرة التركية لا تزال متراجعة بأكثر من 35% مما كانت عليه خلال عام 2020، وهو أكبر انخفاض في قيمة أي عملة في الأسواق الناشئة خلال عام 2021، مؤكداً أنه إذا ما تراجعت مبيعات البنك المركزي المحتملة للعملات الأجنبية، فقد نشهد مزيداً من الصعود للدولار الأمريكي من جديد مقابل الليرة التركية.
وخفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بنحو 500 نقطة أساس إلى 14% منذ سبتمبر الماضي، وذلك على الرغم من ارتفاع التضخم لأكثر من 21% في نوفمبر وسط توقعات بأن يتجاوز مستويات الـ30% خلال عام 2022.