في الصميم
أثبتت الأيام أن أفضل طريقة لتجاوز آلام الإخفاقات المتكررة لمنتخباتنا الوطنية، هو الهروب نحو المسابقات المحلية والانشغال بها، وهذا ما يحاول الشارع الرياضي إتيانه عبر الانشغال بأحداث المسابقات المحلية، التي ثبت بالتجربة أنها أفضل أنواع مسكنات الألم للتخفيف من صدمات المنتخبات الوطنية، بعدما أصبح مسلسل الخروج من البطولات الدولية جماعياً بعد إخفاق المنتخب الأول والشباب والناشئين، فهل تجدي عملية اللجوء للمسابقات المحلية نفعاً، وهل بإمكانها أن تجعل الشارع الكروي يتجاوز المحنة الأصعب في تاريخ كرة الإمارات ومنتخباتها.
المراقب للواقع الذي يسيطر على المشهد الرياضي في الدولة يشعر بأن الحاجة للتغير والإحلال أصبحت ملحة، بعد فشل جميع محاولات تجميل الواقع التي لم تعد مجدية حتى للاستهلاك الوقتي، وتؤكد الوقائع بأن رياضتنا ليست على ما يرام ومستقبلها تسيطر عليه الضبابية وعدم الوضوح، والحاجة لجيل جديد وروح متطورة تلامس الواقع الجديد بات من الحتميات، فرياضتنا لم تعد قادرة على أن تتنفس هواء نقياً يعيد لها مشاعر الحياة، بعد أن سيطرت الأفكار التقليدية على مقدراتها، التي أصبحت أسيرة للأفكار الرجعية التي انتهت صلاحيتها ولم تعد قادرة على مسايرة المستحدثات الجديدة، وبسببها تراجعت رياضتنا فنياً وإدارياً محلياً وإقليمياً ودولياً، ومعاناتها تخطت الحدود ولا يوجد من يسمع صراخها.
رياضتنا باتت أسيرة أفكار قديمة تراكم عليها التراب وعقول نال منها الدهر وتاهت عن الطريق، وإعادتها لطريق الصواب والنهوض بها يحتاج إلى جملة من القرارات والخطوات الحاسمة، فكيف تتحقق تلك المعادلة المعقدة وكيف يمكن نفض الغبار المتراكم على رياضتنا، حتى تتمكن من أن تتنفس هواء نقياً وسط حالة من التضارب الفكري، الذي لا يزال يتحكم في مصير رياضتنا وإحلالها بعقول شابة تنتظر في طابور طويل من المنتظرين على أمل أن يأتي الفرج، وتجد من يفتح لها الأبواب للمساهمة في خدمة الوطن، فهل تحمل الأيام القادمة تباشير أمل بأن التغيير ممكن وقادم قبل أن تصل رياضتنا لنقطة اللاعودة.
كلمة أخيرة
هل نشكر مسابقاتنا المحلية كونها الملجأ الأفضل لتجاوز إحباطات المنتخب، أم نعاتبها لأنها تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية تراجع منتخباتنا الوطنية.