إن مفهوم الزمالة الأدبية ليس بجديد على عالم الإبداع، وهو يعكس فكرة تشجيع ودعم المبدعين من الكتاب والروائيين من خلال منحهم الفرصة للتركيز على مشاريع الكتابة طويلة الأمد، من خلال إتاحة المساحة والوقت، والدعم المادي والمعنوي المناسب، من خلال برامج يتم فيها الاحتكاك بالخبراء في مجال الكتابة الإبداعية لفترة زمنية محددة، فمتى بدأ هذا الحراك، وكيف تساهم المؤسسات المختلفة في دعمه؟ على سبيل المثال لا الحصر، نذكر برنامج الزمالة الذي أسسه توماس بورغوس تحت اسم «الجمعية الملكية للآداب» عام 1820، وقام برعايته الملك البريطاني جورج الرابع، تحت شعار «مكافأة الجدارة الأدبية وإثارة المواهب»، كذلك هناك برنامج ستانفورد للكتابة والزمالة الإبداعية، الذي أسسه والاس ستيجنر عام 1946، حينما كانت «ورشة عمل أيوا» هي المؤسسة الوحيدة التي تقدم هذه الخدمة، والذي طالما ردد «تنمو العقول بالتواصل مع العقول الأخرى»، ما يعكس جوهر هذا النوع من الورش الإبداعية الممتدة لفترات زمنية متفاوتة، وينتج عنها حصاد أدبي غني بالأفكار والأعمال الإبداعية. مؤخراً أطلقت مؤسسة الإمارات للآداب في الدولة برنامج «زمالة الإمارات للآداب وصديقي للكتاب»، الذي يتيح للكتّاب المتأهلين للزمالة عبر الاشتراك فيه، الاستفادة من جدول أعمال مجاني لمدة عام كامل، يقدمه نخبة من الكتّاب المرموقين من حول العالم، ويمنح فرصة للمرور بالتجربة الإبداعية من خلال رحلات مخصصة للالتقاء بالكتاب العالميين والاستفادة من خبراتهم، بالإضافة إلى المرور بمراحل إنتاج العمل الأدبي بشكل احترافي، مروراً بالوكلاء الأدبيين، المحررين، بالإضافة إلى مرحلة تسويق العمل وانتشاره. إن نجاح هذا النوع من البرامج مرتبط بالدعم الذي تقدمه المؤسسات المختلفة، ومن بينها شركات القطاع الخاص، التي تؤمن بقيمة الأدب والكتابة في دورة حياة المجتمعات واقتصاداتها، وتسعى من خلال دورها في خدمة المجتمع، إلى وصول مبدعي الإمارات إلى جمهور عالمي، وتأهلهم إلى الجوائز الأدبية المرموقة، وانتقائهم لصفقات نشر على مستوى العالم وحتى للترجمة للغات أخرى، وهو النموذج الذي نتمنى أن يتم تبنيه من خلال شركات أخرى، دعماً لمستقبل الصناعات الإبداعية في الإمارات. |