«أوميكرون.. البعبع الذي لا نخاف منه»، ربما هذا أفضل وصف لمتحور فيروس كورونا الجديد الذي بدأ يضرب في الأرض مؤثراً على المزاج الاقتصادي العام في وقت بدأت كل المؤشرات بالتعافي. هذا المتحور الجديد بدأت أولى ضرباته بسعر برميل النفط الذي هوى من سعر 86 دولاراً للبرميل مترنحاً إلى دون 70 دولاراً، قبل أن يتعافى قليلاً صامداً فوق مستويات الـ70، ثم انتقل تأثيره ليسبب زيادة ملحوظة في أسعار بوليصات التأمين في عدة قطاعات خوفاً من عودة الإغلاقات الشاملة، مما زاد في الحِمل ليشارك في مستويات التضخم العالمية المدفوعة بنقص سلاسل الإمداد وانسحابات الإغلاقات. رغم كل ذلك إلا أنه من المؤكد أن العالم يصارع لكي لا يعود للخسارة مرة أخرى والعودة للإغلاق الكامل، خصوصاً بعد أن تنفس صعداء التعافي من الجائحة وانخفاض مستويات البطالة وتقليص العجوزات، وبالتأكيد أن خسارة الإقتصاد العالمي في الجائحة التي تفوق 20 تريليون دولار ومنها 5 تريليونات دولار لقطاع السياحة فقط، تعني أن الإغلاق سيكون قراراً صعباً ومحدوداً وأحياناً مستنكراً. نعم، نحن في دول الخليج العربي لسنا بمعزل عن العالم ولكننا أكثر استقراراً بسبب ارتفاع الوعي ونسبة التطعيم ومرونة الإجراءات وكفاءة النظام الصحي، كل ذلك يجعلنا أقل عرضة للإغلاقات، كما أن الفعاليات العملاقة مثل إكسبو دبي 2020 وموسم الرياض، بالإضافة إلى كأس العالم تجعل المنطقة تشدد في احترازاتها وترفع نسب تطعيمها وعدد الجرعات متجنبةً العودة إلى نقطة الصفر. ختاماً، لا يهم ما يحدثه أوميكرون فالإغلاقات ستكون أشد فتكاً بالشعوب من الفيروس ومتحوراته، وعلى الحكومات والشركات والأفراد الاستعداد لمستويات تضخم لم نشهد لها مثيلا، ومعضلة جديدة لسلاسل الإمداد، والأهم ترقب ارتفاع سعر النفط الذي يبدو أنه يجامل أوميكرون قبل أن يضرب ضربته ويصعد إلى مستويات قياسية لم نعشها منذ عام 2008. |