فقدت أسواق المال المحلية 59.3 مليار درهم خلال أول جلستين من الأسبوع الجاري مع استمرار تراجع أسواق الأسهم الإماراتية بضغط 5 عوامل عالمية رئيسية بقيادة مخاوف انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
وأرجع محللو أسواق المال المحلية تراجعات أسواق المال المحلية إلى 5 أسباب عالمية تقودها مخاوف انتشار فيروس كورونا والعودة للإغلاقات مجدداً في كثير من الدول.
ومن جهته، قال عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار، وضاح الطه لـ«الرؤية» إن التراجعات التي تشهدها أسواق الأسهم المحلية تأتي بالتزامن مع تراجع أسواق المال العالمية خاصة الأمريكية مع مراعاة معامل الارتباط الكبير بين الأسواق المحلية خاصة سوق أبوظبي والأسواق الأمريكية.
وأشار إلى أن التراجع في أسواق الأسهم المحلية والعالمية يأتي بضغط مخاوف انتشار المتحور الجديد أوميكرون واحتمال إغلاق مزيد من الدول وتداعيات تلك الإغلاقات وسرعة الانتشار العالية من السلالة التي تعتبر مصدر قلق لكثير من الهيئات الصحية العالمية.
ونوه إلى أن العامل الثالث يتمثل في تراجع أسعار النفط العالمية مع توقعات بتراجع معدلات الاستهلاك الناتج عن عمليات الإغلاقات.
ولفت الطه إلى وجود عامل رابع يتمثل في ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة والذي أجبر الفيدرالي على تسريع سياسة التشديد النقدي والإعلان عن اتجاهه لرفع أسعار الفائدة 3 مرات في 2022 فضلاً عن تقليص برامج شراء السندات الأمر الذي يحد من السيولة الرخيصة في السوق ما ينعكس على أسواق الأسهم.
وأضاف أن عدم المصادقة على خطة بايدن للبنية التحتية يعتبر أيضاً أحد العوامل المؤثرة التي تسببت في تراجع أسواق المال، متوقعاً هدوء الأداء الإيجابي في أسواق المال الأمريكية خلال 2020 مقارنة بأداء العام الجاري.
من ناحيته، قال المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية، إياد البريقي، إن أسواق المال العالمية تراجعت في نهاية الأسبوع الماضي بسبب تزايد القلق من انتشار أوميكرون ولجوء بعض الدول إلى الإغلاقات وكذلك تراجع أسعار النفط.
وأضاف أن تلك المخاوف والخسائر امتدت إلى أسواقنا المحلية وأسواق المنطقة في جلسة الأحد وجلسة الاثنين جراء عامل القلق والتأثير النفسي على المستثمر وعمليات بيع أدت إلى الإغلاقات باللون الأحمر.
من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب، إن الأسواق الإماراتية تراجعت بشكلٍ واضح في الجلسات الأولى من الأسبوع وذلك مع ازدياد المخاوف من المتحور «أوميكرون»، حيث يضرب معظم البلدان الأوروبية، ويعيد القيود التي كانت مفروضة في وقت سابق من العام الماضي إلى الواجهة مرة أخرى.
وأشار دياب إلى أن الأسواق العالمية تأثرت سلباً في نفس الوقت خلال آخر جلسات الأسبوع الماضي، إضافة إلى تراجع أسعار النفط والذي يعد حيوياً لاقتصادات دول الخليج.
وقال دياب يبدو أن الأمر الآن متروك للتطورات الخاصة بالمتحور «أوميكرون»، حيث إن فقدان السيطرة على انتشاره قد يدعو دولاً كبرى أخرى إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ما قد يؤثّر على النمو الاقتصادي العالمي.