حكايات صغيرة
شكّل اتحاد الإمارات لكرة القدم لجنة منتخبات جديدة برئاسة حميد الطاير بعد قبول استقالة يوسف حسين والأعضاء من اللجنة السابقة، واللجنة الجديدة ستحظى بدعم رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، كما حظيت اللجنة التي سبقتها.
في البداية، على رئيس وأعضاء اللجنة الجديدة أن يأخذوا لقاح المناعة لمقاومة إنفلونزا النقد الرياضي بشقيه التقليدي والحديث، لأن لعبة الانتقاد واستوديوهات التحليل أطاحت بلجان وشخصيات رياضية ومجالس إدارات عدة خلال العقدين الماضيين إلى أن تحولت الإقالات والاستقالات إلى شبح مخيف يهدد استقرار الكرة الإماراتية.
لو تعمل اللجنة الجديدة ليلاً ونهاراً، لا أحد سيرضى عن عملها إذا لم تحقق المنتخبات الوطنية النتائج المرجوة، فالألقاب هي الدرع الوحيدة التي تحمي اللجنة من النقد غير الرحيم. لذلك عليها أن تتعامل مع إنفلونزا الانتقاد الرياضي بحكمة، وتخطط للبعيد وتصمد طويلاً مهما كانت قوة السياط النقدية، وفي الوقت نفسه عليها أن تستفيد من المعالجات الحميدة التي يطرحها الإعلام في بعض الأحيان، وهي نادرة جداً.
من المفيد أن تقوم لجنة الطاير بفحص عمل اللجان الفنية التي عملت خلال العقدين الماضيين وتدرس نقاط القوة والضعف في أدائها، وتختار الحلول الكفيلة بتطوير منتخبات الفئات العمرية. إن أبرز اللجان التي بنت منتخبات قوية لفتت انتباه الأسرة الكروية في العالم: لجنة الشؤون الفنية والتطوير التي عملت خلال الفترة من 2008 إلى نهاية 2011، حيث ظل جمهور الكرة الإماراتية يجني ثمار غرس هذه اللجنة لفترات طويلة حتى بعد استقالتها.
من المهم أيضاً أن تلتقي لجنة الطاير المدربين المواطنين الذين حققوا نجاحات باهرة وإنجازات تاريخية خلال قيادتهم للمنتخبات الوطنية، مع ضرورة معرفة نوعية البيئة التي ساعدتهم على تحقيق تلك الإنجازات، فلدينا مدربون مواطنون جيدون يمكن الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، خاصة الذين تميزوا في بناء منتخبات عمرية متماسكة، وحققوا إنجازات إقليمية وقارية وتأهلوا إلى بطولات دولية.
نتمنى للجنة المنتخبات الجديدة التوفيق في عملها، ونأمل أن يوفر لها النقاد والمحللون والجمهور بيئة هادئة صالحة للعمل ومحفزة على العطاء.