في التسعين
أحد أكثر الأمور التي تؤثر على كرة القدم لدينا، هي أن الخطط مبنية على فترة مجلس الإدارة، ويتم العمل على تحقيق الأهداف الآنية بغية أن تحتسب لهم، لذلك تجد التركيز يكون بشكل كبير على الفريق الأول، سعياً لتحقيق أي إنجاز يذكر، يوضح في سجلات المجلس، من أجل ضمان استمرارية التواجد في الكرسي إلى أبعد مدى قدر المستطاع.
بهذه العقلية لا يمكننا أبداً أن ننافس الآخرين، أقصد الاتحادات المتطورة والأندية القوية في القارة، لأن هناك أساساً واضحاً موضوعاً، يتم تطويره من حين إلى آخر، ولا يتأثر بتغيير الأشخاص في مجالس الإدارات، لذلك دائماً ما تجد نادياً مثل الهلال السعودي ينافس دائماً على لقب دوري أبطال آسيا ويحققه، ومنتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران والسعودية تتأهل بشكل متواصل إلى كأس العالم، وباتت المقاعد الآسيوية شبه محجوزة لها.
لا يمكننا أن نتطور، ما دام أن البعض هدفه تحقيق أكبر مكاسب مالية في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى عملية «السمسرة» التي باتت عالماً آخر في كرة القدم، ضاربين بمصالح كرة القدم الإماراتية عرض الحائط، لذلك لا يمكنك أن ترتكز على إدارات ضعيفة، في الوقت التي تعد فيه الإدارة حجر الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الرياضة في أي مكان.
أكبر دليل على عشوائيتنا، أننا جربنا كل المدارس الكروية بالنسبة للمدربين في السنوات الأخيرة على مستوى المنتخب الأول، وكل يوم وآخر يخرج لنا أحد بأن المدرسة اللاتينية هي المناسبة للمنتخب، وذات الشخص بعد فترة يؤكد لنا أن المدرسة الأوروبية هي التي تشبه كرة القدم الإماراتية، ناهيك عن العشوائية الموجودة في المراحل السنية.
وبدلاً من أن نلوم اللاعبين فقط على مستوياتهم الضعيفة، لأن هذه هي قدراتهم وإمكاناتهم التي عملنا عليها، يجب أن نقف أولاً أمام الإداريين، كونهم هم من رفعوا قيمتهم ومنحوهم أكثر من القيمة السوقية المعروفة في العالم، إضافة إلى أن الإداريين هم من ساهموا في وجود مسابقات ضعيفة لدينا، بالمحترفين والأجانب الذين لا أعرف من أين جاؤوا لهم، والذين يتم تغييرهم من حين إلى آخر، لفوائد «السمسرة».