توقع خبراء في قطاع السياحة أن تحقق النسخة الثانية من حملة أجمل شتاء العالم، زيادة تتراوح من 50% إلى 100% عما حققته النسخة الأولى بعد التعافي الكبير الذي تشهده الدولة من تأثير الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها، مؤكدين أنه من المتوقع أن تكون حجوزات الفنادق مكتملة العدد.
وأكدوا لـ«الرؤية» أن هناك عدداً من العوامل التي تقف وراء توقعاتهم المتفائلة، منها دخول عدد من المنشآت السياحية الخدمة لا سيما المتنزهات والفنادق والحدائق، منوهين بأن طبيعة الأجواء التي تتمتع بها الإمارات في هذه الفترة تكون جاذبة ومناسبة لمحبي الارتماء في أحضان الطبيعة.
ونوهوا بأن ما يميز الإمارات أنها تمتلك كافة الوجهات التي تناسب كافة الأذواق، حيث يجد محبو الطبيعة البكر غايتهم هنا، فيما تمتلئ بالأماكن الفاخرة، في حين تزخر في الوقت نفسه بالأماكن التراثية التي تناسب محبي الأصالة.
اقتصاد مستدام
ساهمت حملة أجمل شتاء في العالم في دعم قطاع السياحة الحيوي، حيث عملت على ترسيخ دعائم الاقتصاد المتنوع والمستدام، وتعزيز موقع القطاع ضمن الأكثر مرونة عالمياً والأسرع تعافياً والأقل تأثراً من تداعيات جائحة كوفيد-19، حيث ارتفع عدد السياح الداخليين إلى 8.9 مليون نزيل منذ بداية عام 2021 وحتى نهاية أكتوبر مقارنة بـ6.2 مليون نزيل للفترة نفسها من العام الماضي.
وتدعم الحملة، الموقع السياحي المتقدم الذي تحتله دولة الإمارات على قائمة الوجهات السياحية الأكثر طلباً على مستوى العالم، كما تسهم في تحقيق مستهدفات استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العام الماضي من أجل بناء منظومة سياحية تكاملية شاملة على مستوى الدولة لتنظيم السياحة المحلية بالتعاون مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع السياحة والتراث والترفيه في الدولة، وتعزيز دور السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني، وبناء هوية سياحية موحدة.
نجاح لافت
ولاقت حملة أجمل شتاء في العالم نجاحاً لافتاً في دورتها الأولى، التي امتدت من 13 ديسمبر 2020 حتى 25 يناير 2021، وأثمرت عن زيادة عدد نزلاء المنشآت الفندقية بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، بإجمالي 950 ألف نزيل فندقي، وتحقيق إيرادات للمنشآت الفندقية بالدولة بإجمالي مليار درهم، و2000 تغطية إعلامية و215 مليون مشاهدة لفيديوهات تصور الإمارات بطريقة جديدة ومختلفة وموحدة.
وظهر في الحملة جمال الإمارات وجمال العمل كفريق واحد، بعد أن سلطت الضوء طوال 45 يوماً على أجمل المعالم السياحية والترفيهية والثقافية في إمارات الدولة السبع، وأبرزت الهوية السياحية الموحدة للدولة، حيث قارب عدد مشاهدات الفيديوهات العالمية التي رافقت الحملة وساهمت في تعزيز الهوية السياحية الموحدة للدولة 500 مليون مشاهدة، ولاقت ترحيباً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور العالمية.
93 مليون مشاهدة
خلال الفترة من 9 وحتى 25 يناير 2021، عُرض أكثر من 75 فيديو على المنصات الرقمية وصفحات التواصل الاجتماعي لـ«بيوتيفول دستينيشنز» ممثلة في «إنستغرام، وفيسبوك ويوتيوب»، حيث يتضمن المحتوى فيديوهات يومية قصيرة وأخرى أسبوعية تتراوح مدتها دقيقة واحدة وتقدم أجمل معالم الإمارات، إضافة إلى فيديو شامل مدته دقيقتين ونصف يغطي المحاور الخمس يعرض بنهاية الحملة.
وحققت مقاطع الفيديو نحو 93 مليون مشاهدة، حيث أبرزت وجهات الإمارات السبع ضمن 5 محاور أساسية هي المغامرات، والأنشطة الترفيهية والرياضية في الهواء الطلق، والنشاطات المائية، والثقافية، والمطبخ الإماراتي، حيث تم إنتاج محتوى مبتكر لمختلف المنصات الرقمية لإبراز أهم الوجهات السياحية في دولة الإمارات وتسليط الضوء على تاريخها وتراثها وطبيعتها وتضاريسها المتنوعة.
حملة تسويقية
كما أُطلق تطبيق «سياحة الإمارات» عبر الهواتف الذكية، تتويجاً لحملة أجمل شتاء في العالم كأول حملة تسويقية موحدة للسياحة على مستوى الدولة، حيث أتاح التطبيق في المرحلة الأولية عروضاً حصرية وحسومات غير مسبوقة تتضمن 78 من الفنادق ومرافق الضيافة، و50 مطعماً؛ و147 وجهةً سياحية ومركزاً ترفيهياً على مستوى الدولة.
وبلغ عدد العروض التي تضمنها هذا التطبيق 275 عرضاً، كما قدم التطبيق معلومات متميزة عن أبرز الوجهات السياحية والمعالم الترفيهية التي تزخر بها الإمارات، بما تضم من أكثر من 600 مقصد سياحي في مختلف أنحاء الدولة وعلى امتداد إماراتها السبع.
معالم متميزة
وشهدت الحملة إطلاق معالم سياحية متميزة في مختلف أنحاء الإمارات مثل المدرج الروماني في خورفكان ومزرعة الرميلة في الفجيرة وافتتاح متحف عجمان بشكله الجديد.
وكانت الأرقام القياسية التي حققتها «حملة أجمل شتاء في العالم»، تمثل نجاحاً بمختلف المقاييس ونتيجة مميزة لجهود وتعاون الهيئات السياحية فيها بالشراكة مع وزارة الاقتصاد والمكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات.
إشغالات قياسية
أكد نائب الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريس للسفريات»، محمد جاسم الريس، تميز دولة الإمارات بتنوع منتجاتها السياحية، منوهاً بأن الحكومة تضع السياحة ضمن أهم أولوياتها، مشيراً إلى أنه كان لإطلاق الهوية السياحية الإماراتية الموحدة وحملة «أجمل شتاء في العالم» أثر إيجابي على القطاعين السياحي والفندقي، حيث ساهما في توحيد الجهود الترويجية للسياحة في الإمارات، وفي تعريف السيّاح في مختلف دول العالم بالمقومات السياحية التي تضمها الدولة. ولفت إلى أن حملة العام الماضي حققت أرقاماً قياسية كبيرة في نسبة الإشغال الفندقي وتحقيق إيرادات في المجال السياحي رغم جائحة كورونا، مشيداً بإطلاق نسخة ثانية تستهدف الداخل والخارج. ويرى أن الإمارات ستستقبل عدداً قياسياً من الزوار، الأمر الذي سيؤدي إلى نسبة إشغال عالية في الدولة لا سيما في ظل تواجد الكثير من الفعاليات مثل إكسبو ومهرجان دبي للتسوق واحتفالات رأس السنة، متوقعاً أن يتجاوز نسبة إيرادات القطاع الفندقي من الحملة المليار ونصف المليار درهم.
زخم إضافي
أكد الخبير في تطوير مجال السياحة البيئية بالإمارات، سيدهارد مهيرا، أن تزامن الحملة في نسختها الثانية مع فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي سيمنحها زخماً إضافياً ويعزز من تنوع وثراء الأنشطة التي تتضمنها الحملة ويزيد من جاذبيتها للسياح والزوار من داخل وخارج الدولة.
ولفت إلى حرص الإمارات على تنويع المصادر والفرص السياحية بصورة سنوية سيعزز من إقبال أفراد المجتمعات الأخرى إلى الدولة، ويزيد ذلك من رغبتهم في قضاء إجازاتهم الشتوية في الدولة.
وتوقع مهيرا أن تشهد النسخة الثانية من الحملة زخماً كبيراً في إيرادات المنشآت الفندقية بالدولة، حيث توقع أن تجني الفنادق ضعف ما جنته العام السابق لا سيما بعد حالة التعافي التي تعيشها الدولة بعد أن سيطرت بصورة كبيرة على الوباء وفي ظل الإقبال على الاستمتاع بالأجواء الجميلة في هذه الفترة.
ولفت إلى أن حملة أجمل شتاء في العالم أسرت قلوب الكثيرين في مختلف أنحاء المعمورة وعززت من رغبتهم في استكشاف المناطق السياحية والترفيهية المميزة المتواجدة على أرض الدولة، بما فيها المحميات الطبيعية والمنتجعات السياحية ذات الإطلالات البحرية والبرية الرائعة والتي تدفعهم إلى قضاء وقت مميز بالإمارات وستظل ذكراها معلقة في أذهانهم.
نجاحات مضاعفة
توقع رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر، أن تحقق النسخة الجديدة من حملة أجمل شتاء العالم، نجاحات مضاعفة عن النسخة الأولى، لاسيما بعد عودة الحياة إلى طبيعتها ووصول الإمارات إلى رقم قياسي في إعطاء التطعيمات ضد كورونا.
وأكد البحر أن النسخة السابقة حققت أكثر من مليار درهم للمنشآت الفندقية، مشيراً إلى أن النسخة الثانية قد تشهد وفورات تزيد على المليار ونصف المليار درهم وقد تصل إلى المليارين في ظل الأجواء الجيدة التي تعيشها الإمارات.
وأكد أن هناك عدداً من العوامل التي تؤكد أن الحملة في نسختها الثانية ستحقق النجاح المأمول ومنها إكسبو 2020 دبي وانطلاق مهرجان دبي للتسوق، ودخول عدد من المنشآت الجديدة إلى الخدمة وافتتاح متنزهات وحدائق ومشروعات سياحية جديدة، الأمر الذي يساعد على تنشيط السياحة، متوقعاً أن تكون أغلب الفنادق الموجودة في الدولة كاملة العدد.