من المؤكد أن الهدف من محاورة رجال الأعمال لا ينحصر في التركيز على تفاصيل قصة نجاحهم فحسب، بل في فيما يرمز إليه هذا النجاح، فقد تمكن ناصر النويس من فرض علامة تجارية فندقية عربية في مجال يشهد سيطرة كبيرة من الأجانب عليه، وعلامات تجارية عالمية من الصعب منافستها، إلا أن النويس نجح في ذلك ليفتح أبواباً أمام رجال الأعمال العرب لدخول المنافسة بقوة في كثير من المجالات.
ناصر النويس، من رواد الأعمال في مجال الفنادق ليس في الإمارات فحسب، بل وفي المنطقة العربية، إذ أسس مجموعة فندقية عملاقة، بدأها في عام 1992، بإنشاء أول فنادق روتانا، لتتوسع اليوم إلى اكثر من 110 فنادق منتشرة في الوطن العربي وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
ساهم في تأسيس العديد من أهم وأكبر المؤسسات في الدولة، وفي هذا الحوار يفتح لنا مجالاً لمعرفة تفاصيل من مسيرته العملية والاستثمارية.
يتوجه ناصر النويس على الشباب المقبلين على العمل بعدة نصائح، قائلاً: على الشاب الذي يفكر بدخول عالم الأعمال، أن يتحلى بالصبر، ومن المهم جداً التعامل بإنسانية مع فريق العمل، فالاستثمار بالبشر وبفريق العمل أهم استثمار، وعدم التفريق بين أعضاء فريق العمل إلا على أساس العمل والإنتاجية، وأهم شيء التعامل بروح الفريق، وأن يكوّن علاقات طيبة، وأن يخلّق نوعاً من المحبة بين الفريق.
بدأ رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا حديثه من بدايات دخوله الحياة العملية، وقال: «بدأت حياتي العملية في عام 1974، بعد تخرجي في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة، وحصولي على شهادة في علوم الاقتصاد، كانت البداية في صندوق أبوظبي للتنمية، حيث توليت منصب مدير عام الصندوق، وكان حظي جيداً، إذ كان الخريجون قلائل في ذلك الوقت، ولذلك كانت الفرص متاحة أمامنا للعمل، وكان المسؤولون، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمنحنا رعاية كبيرة، ويقدمون الدعم اللامحدود لنا، ويضعون ثقتهم بنا، ومن هنا كانت البداية في صندوق أبوظبي للتنمية، وهو مؤسسة تخدم الدول الفقيرة والمحتاجين والمعوزين من مختلف الجنسيات والانتماءات، وليس فقط العرب والمسلمين، وكانت هذه نظرة ورؤية الشيخ زايد، رحمه الله، في تقديم العون للإنسانية، وكنا نحن منفذين لهذه الرؤية، حيث قضيت نحو 18 عاماً في هذه المؤسسة، التي موّلت الكثير من المشاريع، بحوالي ملياري درهم في أكثر من 40 دولة، في ذلك الوقت».
من الحكومي إلى الخاص
وأضاف: «كنت من أوائل الذين ساهموا في إطلاق شركة طيران الخليج، من 1977 وحتى العام 1992، وأيضاً ساهمت في إنشاء البنك المركزي الإماراتي، وتم تعييني في منصب وكيل وزارة المالية والصناعة، ولاحقاً ترأست الشركة الوطنية للفنادق، التي تمتلك اليوم وتدير معظم الفنادق في أبوظبي».
وماذا بعد؟ عن ذلك يقول النويس: «بعد أن انتهت مهمتي في القطاع الحكومي، اتجهت إلى العمل الخاص، وكان بداية دخولي للقطاع، تأسيس شركة روتانا للفنادق، إذ كان لدي خبرة كبيرة في القطاع، اكتسبتها من خلال ترؤسي لشركة الوطنية للفنادق، وكنت مشرفاً على توقيع العديد من العقود والشراكات مع أهم العلامات التجارية الفندقية، مثل الشيراتون، وميرديان، والإنتركونتيننتال والهيلتون، وغيرها، ومن هنا بدأ اهتمامي بإنشاء الكوادر البشرية، وبالتحديد العربية منها».
كوادر بشرية عربية
منح النويس الكوادر العربية اهتمامه، مضيفاً: «في ذلك الوقت، كان معظم من يسيطر على القطاع الفندقي من الأجانب، لذلك بدا لي أن أجعل من الكوادر البشرية العربية عناصر فاعلة ومتميزة في القطاع، وخلال سنوات قليلة تمكنت من تكوين عناصر عربية قيادية في العمل الفندقي، ثم تولدت لنا فكرة إنشاء شركة لإدارة الفنادق، والبداية كانت مع إدارة فندق رمادا، الذي حقق نجاحاً باهراً تحت إدارتنا، واستعنت على إنجاح العمل لتطوير فندق رمادا، الذي غيرنا اسمه إلى فندق الخليج، وتمكن فندق رمادا من رفع أرباحه من أقل من 200 ألف درهم إلى نحو 10 مليون درهم في السنة، ومن هنا بدأ تفكيرنا في التوسع أكثر في شركة إدارة الفنادق».
انطلاقة روتانا
وماذا عن روتانا؟ هنا يقول النويس :»بعد أن تركت العمل في الشركة الوطنية للفنادق، جاءني العديد من الزملاء القدامى الذين كانوا يعملون في الشركة، وأخبروني بأنهم يريدون التخلي عن العمل فيها، والعودة إلى بلادهم، كونهم لم يتفقوا مع الإدارة الجديدة، ومن هنا جاءتني الفكرة بأن أستعين بهم، لإطلاق وتأسيس أول فنادق روتانا، وكان ذلك في أواخر عام 1992، وتمكنا من الانطلاق، وتقديم خدمات متميزة، وحققنا نجاحاً كبيراً، ليكون نقطة الانطلاق لنا كشركة، والتوسع في العمل، ليصبح لدينا اليوم نحو 110 فنادق، تتوزع في المنطقة العربية وأفريقيا، وأوروبا، إذ لدينا نحو 70 فندقاً عاملاً، ونحو 40 فندقاً تحت الإنشاء، وتمكنا بهذه الكوادر أن نكون أول شركة عربية تتميز وتنافس أهم الشركات العالمية، ونفخر بأن هذه الشركة انطلقت من أبوظبي».
وعن النطاق الجغرافي لروتانا يؤكد النويس قوة الانتشار، مضيفاً: «بدأنا العمل في العالم العربي، والآن نتوسع في أفريقيا، ولدينا العديد من المشاريع التي تعمل، ومشاريع تحت الإنشاء، لدينا في الكونغو، وتنزانيا، وأنغولا، وكينيا، وبدأنا بالتوجه نحو أوروبا، وكذلك في البوسنة والهرسك، وإسطنبول، ولدينا تركيز على السوق الأوروبية».
تطور صناعة الفندقة
اليوم تشهد صناعة الفندقة تغيرات كبيرة، وتطورات واسعة، يتحدث النويس عنها بقوله: «هذه التطورات واكبت تطور ونمو دولة الإمارات خلال الخمسين سنة الماضية، ولا ننسى أن الدولة تولي القطاع السياحي أهمية كبيرة، وهذا ساعدنا على تطوير أدائنا وتميزنا كي نواكب التطورات التي حققتها الدولة، ولا ننسى أيضاً التطورات التي طالت قطاع الخدمات، والتطور التكنولوجي والتقني، كلها أثرت بالإيجاب على صناعة الفندقة، وتمكنا من استخدامها بما بخدم تطورنا وتقدمنا في هذه الصناعة».
مواجهة التحديات
وعن التحديات الكبرى يقول النويس: «من أهم التحديات التي واجهتني، أنني دخلت في قطاع وفي سوق يشهد منافسة كبيرة مع أهم العلامات التجارية العالمية، ويديره أناس متمرسون وخبراء في هذا المجال، فكان لا بد لنا أن نثبت أنفسنا في مجال عمل يسيطر عليه الأجانب، وهذا كان من أكبر التحديات، لكننا تخطيناه، وأصبح أداؤنا أفضل من الكثير من هذه العلامات، وحققنا ذلك بالتركيز على تدريب الكوادر العربية التي تعمل معنا».
ويواجه القطاع الكثير من التحديات، كان آخرها، انتشار كوفيد-19، الذي ضرب القطاع الفندقي والسياحي بشكل كبير، وهنا يؤكد النويس: «كانت تجربة قاسية جداً، ولكي نتجاوزها بأقل الأضرار، بذلنا جهدنا لتخفيض النفقات إلى أقل الحدود الممكنة، وأدرنا مواردنا بحكمة، ولولا ذلك لكانت الخسائر فادحة».
ناصر النويس، من رواد الأعمال في مجال الفنادق ليس في الإمارات فحسب، بل وفي المنطقة العربية، إذ أسس مجموعة فندقية عملاقة، بدأها في عام 1992، بإنشاء أول فنادق روتانا، لتتوسع اليوم إلى اكثر من 110 فنادق منتشرة في الوطن العربي وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
ساهم في تأسيس العديد من أهم وأكبر المؤسسات في الدولة، وفي هذا الحوار يفتح لنا مجالاً لمعرفة تفاصيل من مسيرته العملية والاستثمارية.
بدأ رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا حديثه من بدايات دخوله الحياة العملية، وقال: «بدأت حياتي العملية في عام 1974، بعد تخرجي في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة، وحصولي على شهادة في علوم الاقتصاد، كانت البداية في صندوق أبوظبي للتنمية، حيث توليت منصب مدير عام الصندوق، وكان حظي جيداً، إذ كان الخريجون قلائل في ذلك الوقت، ولذلك كانت الفرص متاحة أمامنا للعمل، وكان المسؤولون، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمنحنا رعاية كبيرة، ويقدمون الدعم اللامحدود لنا، ويضعون ثقتهم بنا، ومن هنا كانت البداية في صندوق أبوظبي للتنمية، وهو مؤسسة تخدم الدول الفقيرة والمحتاجين والمعوزين من مختلف الجنسيات والانتماءات، وليس فقط العرب والمسلمين، وكانت هذه نظرة ورؤية الشيخ زايد، رحمه الله، في تقديم العون للإنسانية، وكنا نحن منفذين لهذه الرؤية، حيث قضيت نحو 18 عاماً في هذه المؤسسة، التي موّلت الكثير من المشاريع، بحوالي ملياري درهم في أكثر من 40 دولة، في ذلك الوقت».
من الحكومي إلى الخاص
وأضاف: «كنت من أوائل الذين ساهموا في إطلاق شركة طيران الخليج، من 1977 وحتى العام 1992، وأيضاً ساهمت في إنشاء البنك المركزي الإماراتي، وتم تعييني في منصب وكيل وزارة المالية والصناعة، ولاحقاً ترأست الشركة الوطنية للفنادق، التي تمتلك اليوم وتدير معظم الفنادق في أبوظبي».
وماذا بعد؟ عن ذلك يقول النويس: «بعد أن انتهت مهمتي في القطاع الحكومي، اتجهت إلى العمل الخاص، وكان بداية دخولي للقطاع، تأسيس شركة روتانا للفنادق، إذ كان لدي خبرة كبيرة في القطاع، اكتسبتها من خلال ترؤسي لشركة الوطنية للفنادق، وكنت مشرفاً على توقيع العديد من العقود والشراكات مع أهم العلامات التجارية الفندقية، مثل الشيراتون، وميرديان، والإنتركونتيننتال والهيلتون، وغيرها، ومن هنا بدأ اهتمامي بإنشاء الكوادر البشرية، وبالتحديد العربية منها».
كوادر بشرية عربية
منح النويس الكوادر العربية اهتمامه، مضيفاً: «في ذلك الوقت، كان معظم من يسيطر على القطاع الفندقي من الأجانب، لذلك بدا لي أن أجعل من الكوادر البشرية العربية عناصر فاعلة ومتميزة في القطاع، وخلال سنوات قليلة تمكنت من تكوين عناصر عربية قيادية في العمل الفندقي، ثم تولدت لنا فكرة إنشاء شركة لإدارة الفنادق، والبداية كانت مع إدارة فندق رمادا، الذي حقق نجاحاً باهراً تحت إدارتنا، واستعنت على إنجاح العمل لتطوير فندق رمادا، الذي غيرنا اسمه إلى فندق الخليج، وتمكن فندق رمادا من رفع أرباحه من أقل من 200 ألف درهم إلى نحو 10 مليون درهم في السنة، ومن هنا بدأ تفكيرنا في التوسع أكثر في شركة إدارة الفنادق».
انطلاقة روتانا
وماذا عن روتانا؟ هنا يقول النويس :»بعد أن تركت العمل في الشركة الوطنية للفنادق، جاءني العديد من الزملاء القدامى الذين كانوا يعملون في الشركة، وأخبروني بأنهم يريدون التخلي عن العمل فيها، والعودة إلى بلادهم، كونهم لم يتفقوا مع الإدارة الجديدة، ومن هنا جاءتني الفكرة بأن أستعين بهم، لإطلاق وتأسيس أول فنادق روتانا، وكان ذلك في أواخر عام 1992، وتمكنا من الانطلاق، وتقديم خدمات متميزة، وحققنا نجاحاً كبيراً، ليكون نقطة الانطلاق لنا كشركة، والتوسع في العمل، ليصبح لدينا اليوم نحو 110 فنادق، تتوزع في المنطقة العربية وأفريقيا، وأوروبا، إذ لدينا نحو 70 فندقاً عاملاً، ونحو 40 فندقاً تحت الإنشاء، وتمكنا بهذه الكوادر أن نكون أول شركة عربية تتميز وتنافس أهم الشركات العالمية، ونفخر بأن هذه الشركة انطلقت من أبوظبي».
وعن النطاق الجغرافي لروتانا يؤكد النويس قوة الانتشار، مضيفاً: «بدأنا العمل في العالم العربي، والآن نتوسع في أفريقيا، ولدينا العديد من المشاريع التي تعمل، ومشاريع تحت الإنشاء، لدينا في الكونغو، وتنزانيا، وأنغولا، وكينيا، وبدأنا بالتوجه نحو أوروبا، وكذلك في البوسنة والهرسك، وإسطنبول، ولدينا تركيز على السوق الأوروبية».
تطور صناعة الفندقة
اليوم تشهد صناعة الفندقة تغيرات كبيرة، وتطورات واسعة، يتحدث النويس عنها بقوله: «هذه التطورات واكبت تطور ونمو دولة الإمارات خلال الخمسين سنة الماضية، ولا ننسى أن الدولة تولي القطاع السياحي أهمية كبيرة، وهذا ساعدنا على تطوير أدائنا وتميزنا كي نواكب التطورات التي حققتها الدولة، ولا ننسى أيضاً التطورات التي طالت قطاع الخدمات، والتطور التكنولوجي والتقني، كلها أثرت بالإيجاب على صناعة الفندقة، وتمكنا من استخدامها بما بخدم تطورنا وتقدمنا في هذه الصناعة».
مواجهة التحديات
وعن التحديات الكبرى يقول النويس: «من أهم التحديات التي واجهتني، أنني دخلت في قطاع وفي سوق يشهد منافسة كبيرة مع أهم العلامات التجارية العالمية، ويديره أناس متمرسون وخبراء في هذا المجال، فكان لا بد لنا أن نثبت أنفسنا في مجال عمل يسيطر عليه الأجانب، وهذا كان من أكبر التحديات، لكننا تخطيناه، وأصبح أداؤنا أفضل من الكثير من هذه العلامات، وحققنا ذلك بالتركيز على تدريب الكوادر العربية التي تعمل معنا».
ويواجه القطاع الكثير من التحديات، كان آخرها، انتشار كوفيد-19، الذي ضرب القطاع الفندقي والسياحي بشكل كبير، وهنا يؤكد النويس: «كانت تجربة قاسية جداً، ولكي نتجاوزها بأقل الأضرار، بذلنا جهدنا لتخفيض النفقات إلى أقل الحدود الممكنة، وأدرنا مواردنا بحكمة، ولولا ذلك لكانت الخسائر فادحة».